صوفيا لورين هي نجمة إيطالية حائزة على جائزة أوسكار، من أجمل جميلات هوليوود، وهي أدرجت مراراً على لائحة أكثر النساء جاذبية في التاريخ.

من هي صوفيا لورين

تعود صوفيا لورين إلى أصول فلسطينية من قرية كفر قرع، وقد ولدت في روما في 20 أيلول/سبتمبر عام 1934، وتربت في بيئة فقيرة، اسمها الحقيقي صوفيا فيلاني سكيتشلوني، نسبةً إلى فيلاني سكيتشلوني الذي تبناها بعد أن تزوج من أمها وهي معلمة بيانو، وكانت تطمح أن تصبح ممثلة، عاشت وأخواتها منذ الصغر من دون دعم من الأب، في وقت من الأوقات عادت صوفيا وشقيقتها ماريا إلى بوتزوولي قرب نابولي، لتعيشا مع جدة صوفيا من أجل الإنفاق عليهما.

خلال إحدى الغارات في الحرب العالمية الثانية، كان الميناء ومصنع للذخائر في بوتزوولي، هدفين لقصف متكرر من قبل الحلفاء. وفيما كانت صوفيا لورين في طريقها للملجأ من القصف، أصيبت بشظايا في الذقن. بعد ذلك انتقلت الأسرة إلى نابولي، حيث أقاموا عند أقرباء لهم.

عادت صوفيا لورين وأسرتها إلى بوتزوولي، بعد الحرب وقامت الجدة بافتتاح حانة ومطعم في المنزل، وببيع المشروبات الكحولية المصنوعة محلياً من الكرز. في حين قامت روميلدا بالعزف على البيانو، وماريا بالغناء قامت صوفيا بخدمة الطاولات وغسل الأطباق.

حين بلغت صوفيا لورين الرابعة عشرة من العمر، اشتركت في مسابقة للجمال في نابولي، ورغم كونها لم تفز، إلا أنها أُختيرت بين المتباريات النهائيات، وإنخرطت لاحقاً في أحد فصول التمثيل وتم إختيارها في دور صغير في فيلم "Quo Vadis" لميرفن ليروي. وأطلق هذا الدور مهنتها كممثلة أفلام، لتقوم لاحقاً باتخاذ إسمها الفني صوفيا لورين.

بدأت صوفيا لورين مسيرتها السينمائية عام 1951، وفازت بجائزة أوسكار عن فئة أفضل ممثلة عن فيلمها Two women في عام 1961، وجائزة تكريمية في عام 1991 عن مجمل أعمالها.

حياتها الشخصية

تزوجت صوفيا لورين من المنتج كارلو بونتي لـ50 عاماً، حتى وفاته عام 2007، وكانا سبق أن إلتقيا أثناء كونه حكماً في مسابقة الجمال، التي إشتركت بها صوفيا لورين في عام 1950. وساهم كارلو بونتي في إطلاق نجومية جينا لولو بريجيدا، كما ساعد لورين في عدد من الأدوار الصغيرة. تزوجت لورين من كارلو بونتي في أتلانتا عام 1957 (زواجا بالوكالة). وكان بونتي قد رفع قضية طلاق من زوجته الأولى جوليانا في المكسيك، كون إيطاليا وقتها لم تكن تعترف بالطلاق، فنددت الكنيسة الكاثوليكية بالزواج. وفي العام 1962 تم الطلاق بين كارلو بونتي وجوليانا في فرنسا ليتزوج بونتي من لورين زواجا مدنياً، في العام 1966 في فرنس، وأنجبت صوفيا لورين من كارلو بونتي إبنهمت إدواردو بونتي.

سحرت عمر الشريف بجمال عينيها

قبل الممثل المصري الراحل عمر الشريف دوراً في فيلم ملك الأرمن في فيلم "سقوط الإمبراطورية الرومانية"، والذي عرض في عام 1964 مع صوفيا لورين ،من أجل مشاركتها ليس أكثر، حيث قضى ستة أشهر في إسبانيا.

وفي حوار له عام 1978، قال عمر الشريف: "كان لديها نفس لهفتي لرؤيتها، فقد كانت تريد أن تعرف الشاب العربي الذي سوف يشاركها البطولة مدة 6 شهور، مدة الفيلم، وشدت على يدي بحرارة عندما تعارفنا وأصبحنا أنا وهي صديقين منذ اليوم الأول"، واستطرد: "كان لديها أجمل عينين رأيتهما في حياتي".

كان لدى صوفيا لورين كما قال عمر الشريف شغف للتعرف عليه، لأنهما هما الوحيدين اللذين جاءا من حوض البحر المتوسط، وسط مجموعة أغلبها من الأميركيين، هذه الصداقة ظهرت بعد موت عمر الشريف، حيث نشرت صوفيا صورة تجمعها بعمر الشريف، معلقة: "عمر الشريف، ارقد في سلام في السماء".

صوفيا لورين المغنية

سجلت لورين ما يزيد على عشرين أغنية طوال حياتها المهنية، بما فيها ألبوم أختير من بين الأفضل مبيعاً، والذي يحوي أغاني كوميدية مع بيتر سيلرز.

أفلامها

'Aida,' 'The Gold of Naples'

بعد أدوار ثانوية متنوعة ودور صغير في فيلم La Favorita في عام 1952، وهو أول فيلم اعتلت فيه المسرح باسم لورين، خطفت صوفيا لورين الأنفاس بدور البطوبة في فيلم عايدة عام 1953، ثم تلاه دور رئيسي في فيلم The Gold Of Naples عام 1954، وهو الذي كرس لورين كواحدة من النجمات الصاعدات في السينما الإيطالية.

'The Pride and the Passion'

في عام 1957 مثلت صوفيا لورين أول فيلم هوليوودي لها، وهو The Pride And The Passion، الذي تم تصويره في باريس وشاركها في البطولة النجمان الأميركيان الشهيران كاري غرانت وفرانك سيناترا، في الوقت نفسه، علقت بشباك ثلاثية، فأعلن غرانت والمنتج الإيطالي كارلو بونتي حبهما لها، ومع أنه كان لديها شغف بغرانت إلا أنها إختارت بونتي، هذا الرجل الذي تحدثت عنه الصحافة بأنه يبلغ ضعف عمرها ونصف طولها.

وعلى الرغم من أنهما تزوجا في عام 1957، إلا أن بطلان زواجها من كونتي الأول، حال دون إرتباطهما بشكل رسمي ومعترف به في إيطاليا، لعقد من الزمن.

زواج صوفيا لورين وبونتي سيظل واحداً من أجمل قصص الحب بين المشاهير، فلقد عاشا بسعادة طوال مدة زواجهما، حتى وفاة بونتي في عام 2007.

ووفقاً لـ لورين فإن سر علاقتهما هي الحفاظ على خصوصية العلاقة، وعدم تسليط الأضواء عليها في الإعلام على الرغم من شهرتهما، وكانت قالت: "نحن نقدم عملاً فنياً وهذا ليس ما نحن عليه".

'Two Women' Oscar Win

في عام 1960 أصبحت صوفيا لورين الممثلة الأشهر في الأداء في مسيرتها المهنية، في فيلم عن الحرب العالمية الثانية Two Women، وهو فيلم تتشابه أحداثه مع طفولتها، ولعبت فيه لورين دور أم تحاول جاهدة إعالة ابنتها في روما، التي مزقتها الحرب وقد حول هذا الفيلم لورين إلى شخصية عالمية، وفازت عنه بجائزة الأوسكار لعام 1961 لأفضل ممثلة رئيسية، وكانت أول ممثلة تفوز بجائزة الفيلم للذين لا يتحدثون بالإنكليزية.

'Yesterday, Today, and Tomorrow,' 'Marriage, Italian Style'

تابعت صوفيا لورين التمثيل في الأفلام الإيطالية، الفرنسية والإنكليزية، وقد أصبحت إحدى أهم نجمات الأفلام العالمية لبنات جيلها، وكان من أهم أفلامها في الستينيات فيلم Yesterday, Today, and Tomorrow الذي حازت عنه جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وفيلم Marriage ,italian style عام 1964، الذي ترشحت عنه لجائزة أوسكار كأفضل ممثلة، و A Countess from Hong Kong عام 1967، والذي وقفت فيه أمام مارلون براندو.

أول ممثلة تطلق عطراً

وسّعت صوفيا لورين نطاق عملها خارج التمثيل، ففي عام 1981 أصبحت أول نجمة تطلق عطرها الخاص، ثم أتبعته بماركة نظارات تحمل اسمها بعد ذلك بوقت قصير، ونشرت لورين كتاباً Women And Beauty في عام 1994، وما زالت تمثل وتظهر في العلن كنجمة من نجمات صناعة السينما.

عملها بعد الأمومة

بعد أن أصبحت أماً، قللت صوفيا لورين من عملها الفني، وظهرت في عمرها الأربعيني والخمسيني في أدوار، منها آخر فيلم "The Voyage" مع ريتشارد بيرتون، و"A Special Day" مع ماستورياني.

في العام 1980، مثلت صوفيا لورين نفسها إضافة إلى والدتها، في فيلم السيرة الذاتية التلفزيوني "Sophia Loren: Her Own Story". كما احتلت عناوين الصحف عام 1982، عندما قضت 18 يوماً عقوبة في السجن في إيطاليا، بتهمة التهرب من دفع الضرائب، إلا أن هذا الأمر لم يؤثر في شعبيتها ونجوميتها. وفي العام 1991 حازت صوفيا لورين على جائزة الأكاديمية الفخرية، تكريماً لإسهاماتها في عالم السينما، وأعلنت كواحدة من كنوز السينما العالمية. وفي العام 1995 نالت جائزة "غولدن غلوب"، و"سيسل بي ديمايل أوارد". وفي العام 1993 قدّمت لورين جائزة الأوسكار الفخرية لفيديريكو فيليني. وفي عام 1998 قدمت جائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية لروبرتو بينيني Life Is Beautiful. وفي عام 2009 كانت من المشاركين في مهرجان توزيع جوائز الأوسكار الواحد والثمانين، وقدمت أفلاماً في سن متأخرة، منها Prêt-à-Porter ،Grumpier Old .Men .and Nine

حياتها في الآونة الأخيرة

حافظت صوفيا لورين على جمال قوامها، الذي يشبه الساعة الرملية حتى يومنا هذا، وهي كانت صرحت في إحدى مقابلاتها الصحافية بأنها تجبر نفسها على النهوض من الفراش وتستيقظ في وقت مبكر، وتقوم بالمشي لمدة ساعة ونادراً ما تكون في مزاج سيئ، فهي دائماً تنظر إلى الأمور بإيجابية وتنتظر الأمور الإيجابية.