عمر خورشيدعازف غيتار وممثل ومؤلف موسيقي، ورائد في تطويع الغيتار لعزف الموسيقى الشرقية.


موهبة لحنية متفردة كان سابقاً لجيله، عن طريق تجديد وإبتكار تجربة الدمج بين آلة غربية مع الألحان الشرقية، أسس لبناء جديد في الأغنية التي بدأت معالمها تختلف بمرور الزمن بعد ذلك، فعزف مع أهم الفنانين مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، وزادت من نجاحه الموسيقى التصويرية التي كان يؤلفها لعدد كبير من الأفلام السينمائية، التي كانت في السابق تعتمد على الحصول على بعض مقاطع من الألحان العالمية، التي وضعها الموسيقيون العالميون.

نشأته
ولدعمر خورشيدفي التاسع من شهر نيسان/أبريل من العام 1945، في أسرة فنية عريقة، فوالده أحمد خورشيد هو أستاذ التصوير السينمائي، وكانت تربطه علاقات عديدة بنجوم السينما وكبار الشخصيات في الوسط الفني، والكتّاب والأدباء والمثقفين ورواد الموسيقى.
أما والدته عواطف هاشم، فكانت من سيدات المجتمع وكانت جميلة جداً، وقد انفصلت عن والده وعمر في سن صغيرة.
عشق الموسيقى منذ صغره، وبعد أن حصل على ليسانس الآداب - قسم الفلسفة، ودرس الموسيقى بالمعهد اليوناني الفيلهارموني، وقد إنطلق في عالم العزف والتلحين وحقق شهرة واسعة، وفي قمة توهجه وتألقه اختطفه الموت، حيث لقي مصرعه في حادث سير في التاسع والعشرين من شهر أيار/مايو عام 1981.

تطويعه الغيتار لعزف الألحان الشرقية
منهجية تعامله مع آلته الموسيقية "الغيتار"، تلك الآلة التي عرفت بانتمائها للأغنية الغربية، وهي المرحلة التي بدأ منها عمر خورشيد بالفعل عندما قرر العمل مع بعض الفرق الصغيرة، إلى أن إنضم رسمياً لفرقة "البيتي شاه" التي ذاعت شهرته معها، إلى أن قرر الإنضمام للفرقة الماسية التي كانت تعمل مع الفنان الراحل عبد الحليم حافظ.

إختيار أم كلثوم له للمشاركة في فرقتها
كانت أم كلثوم صديقة شخصية لوالدة عمر خورشيد، حتى إنه في كثير من المرات، عندما كانت الأم تسافر إلى خارج مصر، كانت أم كلثوم هي الأم البديلة، كما يذكر خورشيد": "كان عمري ثماني سنوات، بقيت ستة أشهر متواصلة في بيت أم كلثوم، وكنت أجلس إلى جانبها ظهر كل يوم، عندما كانت تحتضن العود وتحفظ ألحانها الجديدة، حتى إنني سمعت منها أغنية يا ظالمني بكاملها عندما كانت تحفظها".
وعندما تغنّت أم كلثوم بأغنية "ودارت الأيام"، شارك عمر خورشيد ضمن فرقتها بالعزف على الغيتار، أغنية "ودارت الأيام" كان فيها جملة من العزف المنفرد على الغيتار تسبق مقطع (وصفولي الصبر)، ويومها طلب الموسيقار محمد عبد الوهاب أن يعزف هذه الجملة عازف على الغيتار، وتذكرتني أم كلثوم، وجاءت بي إلى فرقتها.

مقطوعاتة الموسيقية
شارك عمر خوشيد كبار الفنانين والمطربين، ومن أبرزهم أم كلثوم، عبد الحليم، صباح، فيروز، ومن أشهر مقطوعاته الموسيقية "فكروني"، "أمل حياتي"، "حبيتك بالصيف"، "ليلة حب"، "أنت عمري"، "هذه ليلتي"، "ودارت الأيام"، "أهواك"، "توبة"، "أنا لك على طول"، "قارئة الفنجان"، "طلعت يا محلى نورها"، و"يا دلع".

أعماله التمثيلية
على الرغم من أن الأقدار لم تمنحه وقتاً كافياً لأنه توفي وهو في السادسة والثلاثين من عمره، إلا أنه حقق شهرة واسعة في مجال الموسيقى، وإستطاع أن يضع اسمه ضمن قائمة العازفين المتميزين، ولقبه البعض بـ"أمير الغيتار"، فهو خير من عزف على هذه الآلة الموسيقية الغربية في مصر والعالم العربي.
والى جانب ولعه بالموسيقى والتلحين، كان عمر خورشيد يمتلك موهبة مميزة في التمثيل، وبرع في تقديم العديد من الأدوار السينمائية، ودائماً كان يؤدي شخصية الشاب الرومانسي الذي تعشقه الفتيات، وساعدته في تقديم هذه الأدوار وسامته الشديدة.
بدأ عمر خورشيد عمله السينمائي بدور في فيلم "ابنتي العزيزة" من إخراج حلمي رفلة عام 1971، وإشترك في بطولة أكثر من عمل تلفزيوني، منها "الخماسين" و"الحائرة" و"الحمامة" و"الثأر"، و"آنسة" وأنتج فيلمي "العاشقة والعرافة" ومن أعماله أيضاً: "ذئاب على الطريق" عام 1972، و"العاطفة والجسد" عام 1973 و"ثلاث فتيات مراهقات" و"مدرسة المراهقين"، و"غيتار الحب - لبنان" و"عندما يغني الحب" عام 1977 و"التلاقي" عام 1978 و"الدنيا نغم - سورية" عام 1980 و"شفاه لا تعرف الكذب" عام 1981، "العرافة" و"دموع في ليلة الزفاف".

علاقته بأخته شريهان
عمر خورشيد له شقيقة واحدة هي جيهان، وأختان غير شقيقتين من والدته منهما الفنانة شريهان، كما لديه أربعة إخوة ذكور من والده وأخت واحدة توفيت منذ سنوات في حادث سيارة.
وكانت علاقته مع شريهان مميزة جداً، فقد كان لها بمثابة الأب الروحي، وشجعها على المضي قدماً وكان الراعي الرسمي لموهبتها.
وكان البعض يعتقد أن إعتماد خورشيد هي والدة عمر، ولكن الحقيقة أنها كانت زوجة والده، ولم يعش معها إلا فترة قصيرة جداً من طفولته، حيث إنتقل بعدها ليعيش مع والدته.
بعد إصرار شريهان على دخول عالم التمثيل، قرر عمر خورشيد مساعدتها وكان سبباً في اكتشافها، بعد أن اصطحبها معه وعرفها على عبد الحليم حافظ، فقدمها في أول أعمالها الفنية في فيلم "ربع دستة أشرار" أمام فؤاد المهندس وشويكار عام 1970، وكان عمرها 6 سنوات.

زوجة أبيه وعلاقتها بها
إعتماد خورشيد قالت عنه في حوار نشر في موقعنا، إن "عمر خورشيد كان (روح قلب) والده كبير المصورين أحمد خورشيد، وكان بمثابة ابني وكل صوره معي، وكنا أصدقاء جداً ويحب أخوته ولا سيما نيفين إبنتي أي أخته غير الشقيقة، التي ماتت مثله بحادث سيارة بعد بضعة أشهر من رحيله، وكنت قد إتفقت مع عمر على أن أنتج له فيلماً عن قصة للكاتب إحسان عبد القدوس، وبالفعل وقّعنا العقد لكن القدر كان أسرع منا فخطفه الموت، رحمه الله كان قمة في الابداع والفن القيم".

عمر خورشيد الإنسان
كان لشقيقه الفنان المصور الصحفي أدهم خورشيد تصريح صحفي تحدث فيه بإسهاب عن شقيقه، خصوصاً عن الأجزاء الخفية في حياة عمر خورشيد الإنسان. يقول أدهم خورشيد: "عمر شقيقي الأكبر من الأب، والدة عمر كانت عواطف هانم رحمها الله، وبداية عمر مع الموسيقى بدأت مبكرًا أعتقد قبل بلوغه 7 سنوات، وكانت الحاجة جيهان شقيقته الكبرى أول من أهدت له (غيتار) هدية، وخلال مرحلة طفولة عمر كان يقابل السيدة أم كلثوم كثيرًا، نظرًا للصداقة التى تجمع بين خالة عمر وكوكب الشرق، وكان دائمًا ما يذهب إلى منزل (الست) ويعزف لها مقطوعات صغيرة وكانت دائمًا ما تثني عليه لاختياره مقطوعات صعبة، لذلك عندما احترف الموسيقى طلبت أم كلثوم منه العمل لديها في الفرقة، ووافق بالطبع على الفور، فقد كان العمل معها بمثابة شهادة تاريخية بموهبته أمام الجميع.

حياته الشخصية وزيجاته
تزوّج عمر خورشيد 4 مرات، في البداية لينا السبكي، ثم الفنانة ميرفت أمين، والممثلة مها أبو عوف وسيدة الأعمال اللبنانية دينا، وفي الحقيقة عمر كان حنوناً جداً ودبلوماسياً، ويجيد الإستماع لمن حوله، وكان إنساناً بكل معنى الكلمة.

محمد أنور السادات إصطحبه وعزف في البيت الأبيض
إصطحبه الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات إلى كامب ديفيد، وعزف أمام الرئيس الأميركي جيمي كارتر، وكل ما قيل عن شائعات تربطه بالسادات أو أنه مدبر الحادث هو محض خيال ولم يحدث، وما هي إلا أكاذيب اختلقها الناس الذين ربطوا بين وفاته، وبين سفره إلى كامب ديفيد مع الرئيس السادات لتوقيع معاهدة السلام، لكن بالطبع هذا لم يحدث.

إتهامه بالتطبيع مع إسرائيل ومقاطعة بعض البلدان العربية له
رغم أن عزفه في البيت الأبيض جلب له شهرة عالمية، إلا أنه إتُهم في الوقت نفسه بالتطبيع مع إسرائيل، وقامت بعض البلاد العربية المناهضة لاتفاقية السلام بمقاطعته ووضعه على القائمة السوداء، مثل قطر، والكويت، بزعم أنه سافر لإسرائيل، وسيشترك في فيلم إسرائيلي، وهو ما لم يكن صحيحاً، وفقاً لقاعدة بيانات السينما العربية.

شائعات حول وفاته
علاقته بالجّن
تردد بعد وفاة عمر خورشيد أنه كان على علاقة بالجنّ، وهو من أخبره بطريقة وفاته وهي الرواية التي رواها الكاتب حسن الحفناوي لإحدى المجلات، قائلًا: "خورشيد في آخر أيامه كان يواظب دائماً على الصلاة".

حادث مدبر
ترددت أقاويل إن "هذا الحادث كان مدبراً، خصوصاً بعدما شهدت زوجته دينا والممثلة مديحة كامل أمام النيابة أنهم أثناء عودتهم للمنزل تعرضوا لمطاردة سيارة غامضة، لم تتركهم إلا بعدما تأكد صاحبها أن عمر خورشيد اصطدم بعمود الإنارة"، مؤكدين أنه "كان مدبرا من قبل مسؤول سياسي كبير لوقوع ابنته الصغرى في حب خورشيد".
وقيل إن "إحدى المنظمات الفلسطينية قتلته، لأنها قررت قتل كل من ذهب مع السادات لواشنطن لتوقيع مبادرة السلام المصرية-الإسرائيلية، ومنهم (خورشيد) الذي عزف على الغيتار في البيت الأبيض".
وأشار البعض الآخر إلى وجود تصفية حسابات بينه وبين أحد رجال الدولة، لرفضه زواج أخته الصغرى الفنانة شريهان، منه، ومازال القاتل مجهولاً من دون أن تفصح التحريات عن حقيقة الواقعة.