بصوتها وحضورها الراقيين، إستقبلت بعلبك ليلة أمس مغنية "الجاز الأبيض" ميلودي غاردو، ضمن مهرجاناتها الدولية.

وجمعت بأمسية راقية موسيقى الجاز والسول والبوسا نوفا، وحتى التانغو الحديث.

ميلودي التي عرفت بارتدائها النظارات السوداء، منذ أن بدأت مسيرتها الفنية في الحانات ونوادي فيلادلفيا، كانت محط الأنظار على المسرح الأعرق عربياً، وعرفت كيف تتعامل معه، فهي ليست المرة الاولى التي تقف فيها على المسارح الكبيرة، التي تحمل تاريخاً كبيراً فيها.

وتوجّهت للحضور اكثر من مرة بالفرنسية والإنكليزية وأيضاً البرتغالية، لدى تقديمها التحية الجميلة للراحل جواو جيلبرتو عبر أداء Corcovado، بمرافقة عازف الغيتار الذي نقلنا الى عالم اخر، وأخبرنا حكايات جميلة عبر نوتات موسيقية مدروسة.


ورافقتها أوركسترا ييريفان الأرمنية التي أضافت الجمال جمالا وتعدد الثقافات فالحضور عربي والفنانة فرنسية والاوركسترا ارمنية، هذا المزيج من الحضارات التي لامست بعضها على المسرح نقلت تأثيراتها الايجابية على المكان.

قدمت ميلودي مجموعة كبيرة من اعمالها، ومنها So Long وGoodbye وOur Love is Easy وغيرها، وختمت بأغانيها الأشهر مثل Les Etoiles وبتحية لشارل أزنافور (Hier encore) وأخرى لجاك بريل (La chanson des vieux amants).

ميلودي هي الإختيار الأصح لشعب عانى ولا زال يعاني، خصوصا أنها حملت العديد من المصاعب في حياتها وعالجتها بالموسيقى، فهي قد فقدت قدرة الكلام عندما كانت تبلغ من العمر 19 سنة، بسبب حادث تعرضت له الا انها استطاعت ان تتخطى هذا العائق وتحوله الى فن، فلعل وجودها الأمس إستطاع ان يشفي جروح شعبنا الكثيرة.