إستطاعت الممثلة حنان مطاوع فرض نفسها كواحدة من أبرز نجمات دراما رمضان لعام 2019، من خلال شخصية "عايدة الحناوي" التي جسدتها في مسلسل "لمس أكتاف"، وشاركت بطولته مع الممثلين ياسر جلال وفتحي عبد الوهاب، حيث تلقت ردود أفعال مدهشة حول ادائها، ما جعل الجمهور يطلق عليها ألقاباً عديدة منها "غول ووحش التمثيل"، خصوصاً أن الشخصية فيها تفاصيل وتناقضات وتحولات كثيرة.


وفي حوارها مع موقع "الفن" كشفت حنان عن سبب إختيارها للدور وصعوبته، وعن رأيها في إشادات الجمهور وموقفها من البطولة المطلقة.

كيف ترين ظهورك بدور شعبي في "لمس أكتاف" بعد تقديم هذا النوع من الأدوار في "نصيبي وقسمتك 2" و"هذا المساء"؟
شخصية السيدة الشعبية يمكن تقديمها بأكثر من طريقة من دون أن يحدث تشابه بينها، بالنسبة لي لم أظهر شعبية في "هذا المساء" فقط وانما جسدت الفتاة الشعبية أكثر من مرة ولكن من دون أن يكون هناك شخصية قريبة من الأخرى، فلكل دور تفاصيله وظروفه في الاحداث، فمن الممكن ان يجسد الممثل شخصية المدرس أكثر من مرة، ومع ذلك لا تجد أي تشابه بين الشخصيات.

وما هي العوامل التي دفعتك للموافقة على تقديم شخصية "عايدة"؟
عندما تحدث معي المخرج حسين المنباوي عن شكل تقديم هذا الدور، بعدما تعاونت معه في مسلسل "حلاوة الدنيا" وتحقيقي معه نجاحاً جيداً، قررت الاطلاع على السيناريو ومعرفة تفاصيل شخصية "عايدة الحناوي" ولم أستغرق وقتاً طويلاً بعدما وجدت الدور مركبا ومعقدا للغاية لأن فيه تناقضات كبيرة، فهي سيدة قوية ولها سلطة كبيرة على أهل بيتها والذين يعملون معها، ولكن في نفس الوقت لها احاسيس تظهر من حبها الكبير لزوجها، إضافة الى مرورها بالعديد من التحولات، كما أني وجدت تأثيرا كبيرا للشخصية على مجريات الأحداث، فكل ذلك دفعني لعدم التفريط بها.

هل أن الأجر وترتيب إسمك على التتر عاملان اساسيان في مشاركتك بأي عمل؟
سأتحدث بصراحة شديدة، العامل الأساسي لقبولي المشاركة في أي عمل فني هو الدور الجيد والمناسب لي، والذي أخرج منه مستفيدة، فكثيراً ما رفضت أدواراً لم تعجبني وكان أجرها كبيراً للغاية والعكس صحيح، شاركت بأدوار جيدة بأجر أقل، أما مسألة ترتيب إسمي على التتر فهذا الأمر يعد هاما بالنسبة للممثلين بعيداً عن الجمهور، وبالنسبة لي أكون حريصة على وجود اسمي بشكل عادل ومناسب لي في أي عمل فني، من دون إثارة أية أزمة أو مشكلة لأن هذه الأمور يتم الإتفاق عليها قبل إتمام التعاقد، فترتيب الأسماء له علاقة بحسابات السوق وشركات الانتاج ووضع الممثل في نظرهم.

ألم تقلقي من تقديم شخصية معلمة تتاجر بالمخدرات وفيها جانب من الشر؟
لم أفكر في هذا الأمر إطلاقا، فالانسان بداخله الطيبة وفي نفس الوقت بداخله الشر ولكن بدرجات معينة، ولا يمكن تصنيف شخصية "عايدة" على أنها شريرة، فهي سيدة تتسم بقوة الشخصية، وطوال الحلقات لم تظهر أي شيء يدل على انها شريرة، الى أن تكتشف ما فعله زوجها معها، ومنعها من الانجاب طوال سنوات زواجها، وأنه تزوجها فقط بسبب والدها وأمواله، ليكون جزء الشر فيها رد فعل بمحاولة الانتقام منه، وهذا هو التحول الذي ذكرته.

هل صعوبة الدور هي في مشاهده داخل الأحداث أم في طبيعته؟
أعتقد أن دوري بالمسلسل لم تكن فيه أي مشاهد سهلة، لأن الصعوبة بالفعل تكمن في المشاهد التي تحمل مشاعر متضاربة، فكان عليّ أن أظهر الجانب الطيب الرقيق في مشاهدي مع زوجي حمزة الذي يجسده فتحي عبد الوهاب، وفي نفس الوقت أن أظهر منكسرة لعدم قدرتي على الانجاب، وكل هذه المشاهد تطلبت مني تركيزا نفسيا شديدا حتى أكون صادقة أمام الجمهور المتابع للمسلسل، هذا بالاضافة إلى الجانب العنيف من الشخصية.

حظيت بكم كبير من الإشادات سواء من زملائك في الوسط الفني أو من جمهور وسائل التواصل الإجتماعي، كيف ينعكس ذلك عليكِ؟
رغم إنشغالي بالتصوير حتى الأيام الأخيرة من شهر رمضان، الا أنني كنت حريصة على متابعة ردود الفعل، خصوصاً على وسائل التواصل الإجتماعي لأني أهتم جداً برأي الجمهور في أدواري، وأعتبره مقياساً من مقاييس النجاح، وأنا سعيدة للغاية بالاشادات التي حصلت عليها منذ بدء عرض الحلقات وحتى نهاية المسلسل، كما وجدت ألقاباً كثيرة يطلقها عليّ الجمهور، وسعادتي بها لا توصف، فهي دلالة على الاعجاب بأدائي، ولذلك أعتز بها للغاية وأعتبرها تكريما للمجهود الكبير الذي بذلته.

هل هذه الاشادات الكبيرة تدفعك الى التفكير بجدية في خوض تجربة البطولة المطلقة؟
أنا سعيدة للغاية لأن الجميع يفكر بي هكذا ويراني بطلة، وفي النهاية كل شيء يأتي في موعده، ولن أكذب عليك اذا قلت إن البطولة المطلقة لا تشغلني، ولكني أيضاً أعتبر هذه العبارة مصطلحاً فقط، فهناك مساحة لي في أدواري أستطيع من خلالها أن أترك بصمة وتأثيراً على الجمهور، وذلك من خلال اتقان الدور وتقديمه بكل تفاصيله وإظهاره صادقاً وحقيقياً، وأرى من وجهة نظري أن كل الاعمال تعتمد على البطولة الجماعية لأن كل شخصية يكون لها تأثير في الاحداث، والنجاح لا يتحقق بنجم واحد فقط.

ولكن نعلم أن هناك مسلسلاً جديداً من بطولتك وهو "عايزة ورد يا ابراهيم".
بالفعل تعاقدت على هذا المسلسل منذ العام الماضي، وكان تأجل تصويره الى ما بعد انتهاء موسم رمضان، واعتبر هذا المسلسل جرأة وتحدياً كبيراً لي وفرصة عظيمة لأنه من تأليف كاتب كبير وهو مدحت العدل، وإخراج شاب أثق في قدراته وله مستقبل كبير، والعمل مؤلف من 45 حلقة، وتدور أحداثه في إطار لايت رومانسي، وفيه خط كوميدي.

كيف ترين تجربة المسلسلات التي تعرض بعيداً عن شهر رمضان؟
الدراما كصناعة لا يمكن حصرها في العرض بشهر رمضان فقط وترك باقي السنة بدون أعمال جديدة، او اعادة ما تم عرضه سابقاً، فهذه النظرة تتسبب في تحول الجمهور الى المسلسلات التركية والهندية، ولذلك العرض طوال شهور السنة لابد من إستمراره، فقد بدأت هذه العروضات بالفعل منذ عامين أو ثلاثة، وتلقى الاعمال التي تعرض رواجاً كبيراً وتحقق نجاحاً جيداً، وهذا الأمر ليس وليد الفترة الحالية، ففي الماضي كانت المسلسلات تعرض طوال السنة.