غصّت مدرجات معبد باخوس في قلعة بعلبك الأثرية، بحوالى ثلاثة آلاف من المعجبين بفنه الملتزم.

هو الفنان مارسيل خليفة الذي إفتتح أولى أمسيات مهرجانات بعلبك الدولية مساء أمس، يحيط به عازفو الفرقة الفليهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، وجوقة جامعة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة.

أفرد خليفة لمدينة الشمس بعلبك مقطوعة إفتتاح وإختتام حفله "ليلة بليالي"، التي أفرغ فيها مكنونات قلبه وشغفه ومشاعر نفسه، التي لطالما كانت تواقة لإحياء أمسيته الخاصة ضمن المهرجانات تحمل بصماته الفنية، مؤكداً أن "المقطوعة الموسيقية المهداة لبعلبك هي من روح بعلبك، تعبنا لإيجاد الصيغة والمعنى تحية لبعلبك".

صال وجال خليفة على أوتار عوده بين قديمه وجديده، ونهل بشكل خاص من قصائد الشاعر محمود درويش، ومنها "فكر بغيرك"، تلاها الموال الشعبي "يما مويل الهوا" طالباً من الحضور مشاركته في غنائه، وبعدها "انهض يا ثائر"، وأهدى معزوفة موسيقية تحت عنوان "صلاة موسيقى الليل" إلى كل الفنانين الذين مروا على قلعة بعلبك ورحلوا، قبل غناء الجوقة مقطوعة شعبية اسمها" الحنة" أعاد صياغة موسيقاها، وغنى مع جمهوره أغنية حفظتها الأجيال منذ عقود.

كما أشرك نجله رامي عازفا على البيانو لمقطوعته Requiem for Beirut بمشاركة الأوركسترا، وقال: "إنها موسيقى تبحث عن الأمل المستحيل، وسنكمل لعل وعسى".

وخص خليفة الفنان عبد الحليم كركلا بتحية خاصة، قبل أن تعود به الذاكرة إلى محطة مؤلمة ألهمته معزوفة "رقصة العروس"ن مهداة إلى الراقصة "أميرة ماجد" التي أصابتها رصاصة مع بداية الحرب في لبنان، قبيل مشاركتها الحفل مع فرقة كركلا، ومن ثم "كتبني قصيدة"، و"عصفورة" للشاعر المصري صلاح جاهين، موجها التحية للفنان سيد درويش قبل تأديتها من قبل الجوقة، ووجه تحية إلى الشاعر طلال حيدر قبل أن يغني من كلماته "بغيبتك نزل الشتي"، ورافقه على "الشيلو" إبن أخيه ساري أنطوان خليفة.

وقال خليفة: "سألوني ممن كنت تحب أن يكون موجوداً في المهرجان، فأجبتهم، كنت أتمنى أنت تكون أمي موجودة، لكنها رحلت قبل القصيدة وقبل الأغنية"، ثم غنى "أحن إلى خبز أمي"، تلاها أغنية "منتصب القامة أمشي" وشاركه في أدائها الجمهور، وغنى قصيدة "إذهب عميقا في دمي"، قبل توجيه تحية إلى خليل حاوي بـ"نشيد الجسر"، وأنهى بمقطوعة مهداة أيضا لبعلبك.

أضاء خليفة ليل بعلبك، حاملاً في آغانية قضايا الوطن والناس، على أمل أن نصبح على وطن نحلم به.