"لكم لبنانكم ومعضلاته، ولي لبناني وجماله.

لكم لبنانكم بكل ما فيه من الأغراض والمنازع، ولي لبناني بما فيه من الأحلام والأماني. لكم لبنانكم فاقنعوا به، ولي لبناني وأنا لا أقنع بغير المجرّد المطلق".. ما اجمل أن أبدأ مقالي وأنا أتحدّث عن لبنان جبران خليل جبران، فبالفعل هل ما زلتم مقتنعين بلبناكم المليء بالمشاكل؟ هل ما زلتم مقتنعين ببلد يحكمه أشخاص جردوا الإنسانية من حقها وألبسوها ثوب العار!

ومع كل تلك المشاكل نتفاجأ حين يطالب البعض بأدنى الحقوق، نرشقه بالحجارة ونشير إليه بتهمة التخلّي عن لبنان وسياحته وكأنها جريمة.. فما هذا الهراء؟

يوم قررت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم أن تخرج عن صمتها، وتتخلّى عن نجوميتها لتتصرّف كأية مواطنة لبنانية تعاني ببلدها، تعرّضت لبعض الانتقادات من قبل صفحات وهمية اعتبروا أن من واجبها إظهار صورة لبنان الجميلة بدلاً من تشويهها.

وفي التفاصيل، خرجت عجرم عن صمتها، وكشفت عن غضبها الكبير بسبب ما تعرضت له في مطار بيروت الدولي، حيث نشرت فيديو عبر حسابها الخاص على أحد مواقع التواصل الإجتماعي بدت فيه تحمل طفلتها "ليا" وكان المطار مزدحماً بشكل كبير مما جعلها تنتظر مع طفلتها لوقت طويل بسبب الإهمال، وعلقت عجرم على الفيديو بالتالي:

"انا اليوم مش فنانة أنا مواطنة لبنانية بنتي عمرها 5 شهور ع كتفي عم تبكي لمدة ساعة من الوقت ع طلوع الفجر بمطار بلدي ومتلي نساء كتار كانوا حواليي، هل هالشي مسموح؟ هل مقبول يكون في هلقد اهمال بحقنا كمواطنين بمطار بلدنا؟ مسموح نكون بعدنا هلقد بعاد عن أبسط حقوق الإنسان؟".

"كل بلدان العالم بكون للمرأة الحامل والطفل الرضيع استثناءات.. إلا عنا.. يمكن لأن مفكرينا Option؟؟؟ يا حبايب قلبي هيدي من أبسط حقوق المرأة هيدا واجبكن تجاه كل امرأة.. مش كافينا ريحة الزبالة بالمطار؟ والإهمال؟".

"عندكن ولاد أو ما بتحسوا بولاد الناس؟ راضيين بكل أزماتنا بكل الأوضاع اللي فارضينا علينا بس لما توصل لولادنا وأطفالنا.. لهون وبس".

"هيدا لبنان اللي منتغنى في بكتب التاريخ؟ هيدا لبنان اللي بدكن تشجعوا السواح يزوروا؟ ولادنا الصغار صاروا شايفين وفاهمين بالعيوب اللي فارضينا حضراتكن علينا وانتوا ما كنتوا تحسوا! ساكتين ساكتين وبعدين؟ لوين آخدينا؟ عيب عليكن".

نقف ونصفّق لتصرّف نانسي هذا، أولا لأنه كان بإمكانها أن تتجنّب كل تلك الزحمة ويتم استقبالها VIP بالمطار كأية نجمة، ثانياً لانها تكلمت بلسان حال الملايين من اللبنانيين الذين يعانون من هذه المشاكل، لتستغل شهرتها لصالح بلدها وأبنائه.

تعبنا، بالفعل تعبنا من السكوت والغموض، تعبنا أن نضع الدواء على جرحنا من دون أن نصرخ، ونكشف الحقيقة أمام العلن.

كفى استغلالا، لأنكم إذا أردتم بالفعل أن تروّجوا للبنانكم، يجب أن تحسّنوا بداخله وتنظفوه جيدا قبل التكلّم، فمعك حق يا نانسي لست أنت الوحيدة من اشتاق إلى ذاك لبنان الذي نتغنّى به في كتب التاريخ!