وُلد كاسيوس ماركوس كلاي في مدينة لويفيل كنتاكي في 17 كانون الثاني/يناير عام 1942، وإكتشف موهبته صدفة عندما كان عمره 12 عاماً، وذلك حين تعرض للسرقة. وقد أدت هذه الحادثة إلى تعرفه على المدرب والشرطي جون مارتن، وبدأ العمل بعدها مع مارتن ليربح معه جائزة القفاز الذهبية في عام 1956 للوزن الخفيف، وفي عام 1960 غادر مع الفريق الأولمبي الأميركي إلى روما ليشارك في الأولمبياد، حيث استطاع الفوز على البولندي زبيغنيف بيترزكوفسكي.
وأصيب كاسيوس الذي إعتنق الإسلام، وغيّر إسمه إلى محمد علي كلاي بداء الباركنسون في عام 1984، وتدهورت حالته الصحية في عام 2005 بشكل ملحوظ. وفي عام 2013 نقل إلى المستشفى حيث أصيب بالتهابٍ رئوي استطاع التعافي منه، لكن محمد علي كلاي دخل إلى المستشفى مجدداً، لتعلن عائلته وفاته بعد ذلك في الثالث من شهر حزيران/يونيو عام 2016، عن عمر 74 عاماً.

مسيرته الرياضية

محمد علي كلايرياضي أميركي من أشهر الملاكمين في العالم، يعتبره الكثيرون أعظم ملاكم على مر التاريخ، وقد حقق خلال مسيرته العديد من الإنجازات المهمة، وقد تمتع بكاريزما مؤثرة جعلته يحظى باهتمام الجماهير وحبهم، وأحرز خلال مسيرته بطولة العالم في الوزن الثقيل 3 مرات، وسمي رياضي القرن في العام 1999، واعتبر رمزاً ثقافياً واجه التمييز العنصري، ودافع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لمواجهته المرض في معركته.
اشتهر أيضاً بنشاطاته الخيرية في عام 1964، وبعد أن أصبح رياضياً محترفاً إستطاع أن يهزم سوني ليستون، ليصبح بطل العالم عن فئة الوزن الثقيل، ليكون حدثاً مفصلياً في حياته، وأعلن بعد ذلك إعتناقه الإسلام وغيّر إسمه من كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور إلى محمد علي، المعروف به، وقرر الإنضمام إلى جماعة من المسلمين من الإفريقيين الأميركيين، تدعى "أمة الإسلام". وكان قد إعتزل الملاكمة في العام 1981، وكان عمره 39 عاماً.

نوع آخر من القتال بعد الإعتزال


بدأمحمد علي كلاينوعاً آخر من القتال، إذ وقف في وجه الحرب الأميركية على فيتنام، وعندما طُلب منه الالتحاق بالجيش الأميركي للحرب رفض ذلك، فاعتُقل بتهمة الخيانة، حكمت عليه المحكمة بعدها بالسجن 5 سنوات، وكاد أن يجرّد من لقبه ورخصة ممارسة الملاكمة، إلا أنه لم يسجن مطلقاً، وقدم استئنافاً على الحكم الصادر ضده، مما حدا بالمحكمة العليا إلى إلغاء إدانته عام 1971.
وبعدها خسر على يد جو فريزر الملاكم الشهير في منازلة أصبحت تعرف باسم “منازلة القرن”. اعتزل الملاكمة في عام 1981، ليتفرغ بعدها إلى الأعمال الخيرية والإنسانية، وفي عام 1984 شُخصت إصابته بمرض الباركنسون وتوفي عام 2016.
وبرر رفضه المشاركة في الحرب الفيتنامية، كونها تتناقض مع قيمه الدينية.

حقائق عنه

قال باحثون في مركز كلير للتراث في جنوب غرب ايرلندا أن لديهم الأدلة على أن أصول الجد الأكبرمحمد علي كلايترجع الى بلدة انيس، بالقرب من الساحل الغربي لإيرلندا. وقالت انطوانيت اوبراين، اخصائية علم الأنساب في المركز، لرويترز إن جد محمد الأكبر ايب جريدي هاجر الى الولايات المتحدة من مقاطعة كلير عام 1890، واستقر في كنتاكي وتزوج من أميركية ذات اصول إفريقية. وتزوج إبنهما أيضاً أميركية من أصل إفريقي. ثم تزوجت أوديسا جريدي احدى بنات الزوجين كاسيوس كلاي في الثلاثينات، وإستقرا في لويزفيل بولاية كنتاكي، حيث ولد ابنهما.
كانت عائدات بيع قفازه الذي حقق فيه بطولة العالم للمرة الأولى، أكثر من جائزة البطولة نفسها.
شارك في مهرجان ريسلمانيا للمصارعة المحترفة، والذي أقيم سنة 1985.
إنتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشدة، على دعوته لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة أثناء حملته الانتخابية الرئاسية.

الوحيد الذي لم تطأ قدمه نجمة المشاهير الخاصة به

عندما أرادت غرفة هوليوود أن تمنح الأسطورةمحمد علي كلاينجمته في ممر الشهرة في هوليوود بلوس أنجلوس في كانون الثاني/يناير من عام 2002، رفض الأسطورة قبول هذه النجمة، حيث أنه لم يرض أن يتم وضع اسمه "محمد" على الأرض لما لهذا الإسم من قدسية عند المسلمين كونه اسم نبي الإسلام، وأن يمشي الناس بأقدامهم على الإسم.
وعلى الرغم من أن هناك حوالى 2500 نجمة لمشاهير هوليوود وضعت على ممشى المشاهير، إلا أن غرفة هوليوود قررت أن تضع نجمة المشاهير له على جدار الممر وليس على الممشى، لتصبح النجمة الوحيدة على جدار المشاهير وتحديداً على جدار مسرح دولبي، وهي الوحيدة أيضاً التي لا تطؤها الأقدام من بين نجوم المشاهير في هوليوود.

ورثته رفضوا إصدار دونالد ترامب عفواً عنه

أثار التصريح الذي أدلى به الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2018، والذي قال فيه إنه: "قد يصدُر عفوا عن أسطورة الملاكمة محمد علي"، ردا فوريا من ورثة بطل الملاكمة الراحل، وأكد محامي ورثةمحمد علي كلاي،رون تويل، وزوجته لوني: "أن العائلة تقدر مشاعر الرئيس ترامب، إلا أنها ليست بحاجة لعفوه"، وتابع :" إصدار العفو أمر غير ضروري.. المحكمة الأميركية العليا ألغت إدانة علي بقرار صَدَرَ بالإجماع عام 1971.. لا توجد إدانة تتطلب إصدار عفو".

أفلام جسدت قصة حياة محمد علي

هذه القائمة بخمسة أفلامٍ يركز كل منها على ناحية من نواحي حياته، سواءً بطريقة الفيلم الوثائقي أو بطريقةٍ تضفي جانباً من الخيال على القصة. على الرغم من عدم قدرة أيٍ منها على منحه حقه، لكنها مجتمعةً ستذكرك حتماً لماذا كان محمد علي، وسيبقى دائماً، الأعظم.

Ali the Fighter – 1971

The Greatest – 1977
لقد لعب دور علي في فيلم السيرة الذاتية هذا علي نفسه. وعلى الرغم من عدم كون الفيلم لوحةً فنيةً سينمائية، وأنه سلّط الضوء على لحظاتٍ أقل إثارةً من حياة علي، والراوي أقل حماسةً في مشاهد القتال، لكن هذا كله لا يهم حقاً، بما أن النجم نفسه ذو شخصيةٍ جذابةٍ ومحبوبةٍ أمام الكاميرا.

When we Were Kings – 1966
فهذا الوثائقي من إخراج ليون جاست يكشف عن ما وراء الكواليس في النزال الأسطوري الذي يسمى “شجار بالغابة”، بين علي الذي كبر (32 عاماً) وبين الملاكم الشرس الصغير جورج فورمان.
هذا الفيلم عرض أبرز لحظات عودة علي إلى الحلبة.

Ali – 2001
قدّم الممثل ويل سميث أداءً عظيماً بقدر عظمة علي نفسه، في فيلمٍ عرض أكثر العقود أهميةً في حياة المقاتل (من هزيمته أمام سوني ليستون إلى معارضته للحرب إلى اقصائه الطويل من الحلبة إلى انتصاره الأخير على فورمان في مباراة “الشجار في الغابة”).

Facing Ali – 2009
ظهر علي كلاي أيضاً في عدّة أفلام مختلفة كضيف شرف، وصُنعت أفلام أخرى ووثائقيات تتحدث عن مسيرته المشرّفة.

محمد علي كلاي والدعوة

في كتاب "عظماء ومفكرون يعتنقون الإسلام" للأستاذ محمد طماشي الذي التقاه، وتحدث معه قالمحمد علي كلاي: "إن ذلك كان في عام 1964 في ولاية فلوريدا الأميركية وبعد إسلامي وجدت السلام الإنساني والحقيقة".
وأضاف :"أسلم على يدي أكثر من مليوني أميركي، وخصصت دخلي السنوي الذي يقارب 200 مليون دولار وقد يزيد للنشاط الذي يخدم الإسلام وليس من حق زوجتي وأولادي أن يرثوه وقد حوّلت قصري إلى جامع ومدرسة لتعليم القرآن الكريم كما بدأت ببناء أكبر مسجد في شيكاغو وسيكون هذا المسجد مركزاً إسلامياً وحالياً أشتري كتباً إسلامية أوزعها مجاناً على المسلمين في أميركا".

شخصيات أثرت في حياته

مالكوم إكس كان صديقه المقرب وتأثر محمد علي كلاي به وبفكره، وقد لعب كذلك إليجاه محمد، الذي يشار إليه بالشريف، زعيم منظمة "أمة الإسلام"، دوراً مهماً في حياة البطل.

تعلم محمد علي كلاي مبادئ الإسلام من إليجاه، إذ كان يتردد عليه سرا، ويحضر دروسه الدينية في مطلع الستينات.

خلافه مع جماعة أمة الإسلام

وعلى الرغم من أن بداية إسلام محمد علي كلاي كانت مع جماعة أمّة الإسلام التي يتزعمها إليجاه محمد، إلا أنها لم تستمر طويلا، فقد اختلف مع كثير من أفكارهم، واستمرَّ في أعماله الخيرية والدعوية محاولا تصحيح الصورة الخاطئة التي رسخت في أذهان الغرب عن الإسلام والمسلمين. وأدى الأسطورة فريضة الحج سنة 1972.

كان مراقباً من مكتب التحقيق الفدرالي الاميركي

كان مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي، يتعقب أسطورة الملاكمة العالمية محمد علي كلاي، وفق ما أفادت صحيفة نيويورك تايمز، وذكرت الصحيفة، أن المكتب الفدرالي لم يركز فقط على مراقبة التصريحات العلنية التي كان يدلي بها محمد علي، بل جمع أيضاً معلومات حول حياته الخاصة، وأظهرت وثائق سرية عن مكتب التحقيقات الفدرالي، كُشف النقاب عنها مؤخرا، تعرض محمد علي للمراقبة عام 1966.
وزعم مكتب التحقيقات الأميركي، أنه لم يكن يتعقب محمد علي بالذات، وإنما كان يجري في ذلك الوقت، تحقيقات عن جماعة إسلامية، تدعى "Nation of Islam" أو أمة الإسلام، كان يعتقد أن لها صلة بالملاكم.

رأيه في تنامي الإرهاب

عن تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف والإسلاموفوبيا، صرح محمد علي كلاي في إحدى المناسبات: "أنا مسلم ولا يوجد شيء يمت للإسلام في قتل أناس أبرياء في باريس أو أي مكان آخر في العالم، المسلمون الحقيقيون يعرفون أن العنف الوحشي لمن يطلق عليهم (المتطرفون الإسلاميون) يتعارض مع صميم مبادئ ديننا".

إنجازاته

التقى محمد علي كلاي بخصمه فريزر في عام 1975، في نزالٍ سمي بـ "Thrilla in Manila" وبذل فيه كلا الخصمين قوةً رهيبة وتحملوا ضرباتٍ موجعة ليعلن بعدها مدرّب فريزر في الجولة الرابعة عشر هزيمة فريزر وفوز محمد علي.
وبعد خسارة لقبه أمام ليون سبينكس في شباط/ فبراير من عام 1978، استطاع محمد علي إلحاق الهزيمة به في شهر أيلول/سبتمبر ليكون أول ملاكم يحصل على لقب الوزن الثقيل لثلاث مرات. وبعد فترة استراحةٍ قصيرة، عاد إلى الحلبة ليواجه لاري هولمس في عام 1980، لكنّه خسر أمامه كما خسر بعدها في عام 1981 أمام تريفور بيربيك. فأعلن اعتزاله بعد ذلك للرياضة.

أعماله الخيرية

تفرّغ محمد علي كلاي بعد اعتزاله النزال إلى العمل الخيري، وأعلن أنّه مصابٌ بمرض باركنسون في عام 1984. وكان من الأشخاص الذين ساهموا في جمع التبرعات لمركز محمد علي للباركنسون في فينكس أريزونا. قام خلال هذه السنوات بدعم الأولمبياد الخاص وغيرها من المنظمات والمؤسسات. وفي عام 1996 قام بحمل الشعلة الأولمبية في أولمبياد الألعاب الصيفية في أتلانتا، وكانت تلك اللحظة لحظةً مؤثرةً في تاريخ الرياضة العالمية.
وتلقّى في عام 2005 الميدالية الذهبية الرئاسية للحرية من الرئيس جورج بوش. وافتتح أيضًا مركز محمد علي في مدينته لويفيل.

حياته الشخصية

مرّ محمد علي كلاي بالعديد من العلاقات الغرامية، خلال حياة زاخرة خارج حلبة الملاكمة، وتزوج 4 مرات، وأنجب 9 أبناء.
تزوج لأول مرة عام 1964 من سونجي روي، التي انفصل عنها بعد أقل من عام، وزعمت سونجي أن محمد علي أجبرها على ارتداء الحجاب واتباع العادات الإسلامية.
عام 1967، تزوّج من بيليندا بويد، والتي اعتنقت الإسلام وغيرت اسمها إلى خليلة، بعد زفافهما، ورغم أنهما تزوجا لأسباب دينية، تم الطلاق بينهما عام 1976 بعدما أنجبا أربعة أبناء.
عام 1977 تزوج للمرة الثالثة من من فيرونيكا بورشي، التي التقى بها في زئير عام 1974، وكانت بورشي إحدى فتيات الغلاف التي روجت لقتاله أمام جورج فورمان، وأنجب منها ابنتين، وتم الطلاق عام 1986.
وأخيرا، تزوج من يولاندا ويليامز، في لوس أنجلوس عام 1986، وهو العام نفسه الذي طلق فيه بورشي.

ابنته سارت على خطاه

قدمت ليلى كلاي وهي ملاكمة مثل والدها فيلم "فتاة بمليون دولار"، مع المخرج والممثل العالمي كلينيت إستوود، وسبق أن حازت بطولة العالم في الملاكمة أربع مرات واعتزلت مبكراً لتتفرغ للاهتمام بعائلتها وكانت متأثرة كثيراً بوالدها ما دفعها لسلوك نهجه والسير على خطاه وورثت عنه حبها للملاكمة والرياضة.