فنان معجون بالفن وبداخله شُحنات فنية كبيرة لم تخرج بعد، ولكنه من حين لآخر يصدم جمهوره بأدواره التي يستحق عليها الكثير من الجوائز، فعمله في الفن ليس بدافع الشهرة والنجومية أمثال بعض المُدعين، فأفضل ما يميزه التحول بين الكثير من النقاط الفنية حتى أنك حينما تضع في حساباتك أنه جاء بكل ما في داخله من طاقات تمثيلية، يعود ليُخالف كل التوقعات بأدوار جديدة ومستفزة فنيا له وللجمهور.

.هو الممثل فتحي عبد الوهاب الذي يكشف لـ"الفن" عن اسباب إختياره المشاركة بمسلسلي "لآخر نفس" و "لمس أكتاف" هذا العام، ويتحدث عن علاقته بياسمين عبد العزيز ولقائها في عمل فني بعد 15 عاماً، وعن أسباب إهتمامه مؤخراً بأداء أدوار الشر، وعن مشاركته بفيلم "لص بغداد"، وموقفه من البطولة المطلقة والكثير عن أعماله وحياته في اللقاء التالي:

في البداية.. لقد شاركت بمسلسلين هذا العام وهما "لمس أكتاف" و "لآخر نفس"، فما الذي جذبك للمشاركة بمسلسلين دفعة واحدة؟
لا أجد مشكلة في المشاركة بعملين دفعة واحدة وقد قمت بهذا الأمر من قبل في مواسم درامية سابقة، فما جذبني لدوري في "لمس أكتاف" هو التناقضات الكثيرة الموجودة بشخصية "حمزة" فضلاً عن الأبعاد الإنسانية والمساحة الموجودة بالشخصية والتي جعلتني أكتشف أشياء جديدة، أما بالنسبة لدوري في "لآخر نفس" فهو جديد فنياً علي وأحببت المشاركة بالعمل بعدما تعرفت على تفاصيل الدور من مخرج العمل حسام علي حينما إلتقيت به وكنت سأعتذر عنه، ولكني عدلت عن قراري.

ولماذا كُنت ستعتذر عن مسلسل "لآخر نفس" ومن ثم عدلت عن القرار؟
الإعتذار كانت أسبابه تتلخص في أنني لم أتسلم سوى خمس حلقات فقط، ولم تتضح الشخصية التي أظهر بها ضمن أحداث المسلسل، ولكن هاتفني المخرج حسام علي وتقابلنا وشرح لي أبعاد الشخصية والتطورات التي ستلحق بها في الحلقات الاخرى التي لم أتسلمها وقتها فقررت المشاركة، وإلغاء قراري عن الإعتذار.

وكيف ترى التغيير الذي قامت به الممثلة ياسمين عبد العزيز هذا العام بمسلسل "لآخر نفس" والتحول من الكوميديا لعمل وصفه الجمهور بدراما النكد؟
أعتقد أنها أحبت العمل على شيء جديد تصدم من خلاله الجمهور وتظهر بدور وشكل مختلف عن كل ما سبق في أعمالها الفنية السابقة، وهذا أمر طبيعي لأن الفنان يحتاج لتغيير أدواره من وقت لآخر حسب ما يراه يتناسب مع مُتطلباته وفقاً لما يُريد أن يُقدمه لجمهوره.

مسلسل "لآخر نفس" يُمثل عودة للتعاون بينك وبين ياسمين عبد العزيز بعد 15 عاماً منذ أن تشاركتما بطولة فيلم "فرحان ملازم آدم"، ما الذي إختلف في التعاون معاً طيلة هذه المدة؟
لم يختلف أي شيء فأنا ما زلت مثلما عرفتني ياسمين وكذلك نحن أصدقاء في الواقع منذ هذا العمل الذي جمعنا من سنوات طويلة، ولكنني تفاجأت بأداء ياسمين في الدراما وبعيداً عن الكوميديا، وسعيد للغاية بهذا التغيير الذي قامت به ياسمين في مسلسل "لآخر نفس" والأصداء إيجابية للغاية عنه إلى الآن.

ولماذا العمل على خط الشر بدور "حمزة" رجل الاعمال الفاسد وأنت سبق وأن أبدعت في أدوار الشر بشكل مُكثف في عدة اعمال سابقة؟
ليس هناك تشابه بين شخصية "حمزة" التي ظهرت بها في "لمس أكتاف" وبين أي دور في إطار الشر، وخاصة أنك قد تُقدم مئات الشخصيات ضمن منطقة واحدة من الأدوار، وبالتحديد في أدوار الشر أؤمن بنظرية أنه ليس هناك شر مُطلق بل أن لكل شخصية مُبرراتها ودوافعها التي ساعدتها على الوصول لنقاط معينة من الشر، ولهذا قدمت عدة أدوار شريرة ولم تتشابه مع بعضها البعض لأن لكل شخصية مُبرراتها ودوافعها التي تجعلها مختلفة ولا تتشابه مع غيرها من الشخصيات.

ولكن الجمهور يُصدق ما يتم تقديمه على الشاشة والمشاعر تتحرك بالكره تجاه تلك الشخصيات الشريرة، ألم تخش من ذلك؟
طالما أن الجمهور كره شخصية معينة على الشاشة بسبب أنها شريرة ولا تتسم بمشاعر أو قيم أخلاقية، فبالتالي هذا يعني أنك نجحت في توصيل الشخصية بالشكل المطلوب وبمصداقية تؤكد لك صدق أدائك وإتقانك للشخصية، وهذا أمر طبيعي ولكن الجمهور يعرف أنه في النهاية تمثيل وليس حقيقة.

وهل تغمرك مشاعر الكراهية نفسها تجاه الشخصيات الشريرة التي تُقدمها؟
في الحقيقة لا أدع نفسي أتعاطف أو أكره أية شخصية أقوم بتقديمها سواء في إطار الخير أو الشر، بل أترك نفسي أؤدي الشخصية بكل تفاصيلها من دون الحكم عليها إلا بعد إنتهاء التصوير، وأحياناً أصل لمرحلة الكره لشخصيات شريرة قمت بتقديمها من قبل.

ظهورك كضيف شرف بمسلسل "طلقة حظ" مع الممثل الشاب مصطفى خاطر.. ما أسبابه رغم إنشغالك بتصوير مسلسلين في وقت واحد؟
أعتقد أن هذا الأمر طبيعي وخاصة أن ظهوري في المسلسل مع مصطفى خاطر كان ضمن حلقة واحدة، والتصوير لم يستغرق سوى ساعات قليلة.

ألا ترى أن أدوار ضيف الشرف فيها تقليل لنجومية الممثلين في الوقت الحالي؟
لا أرى ذلك وليس بها اي تقليل لمن يقومون بها، إنما الامر مُجرد مجاملات يقوم بها الممثلون لصالح زملائهم واصدقائهم وهذا موجود بكل مكان في العالم وأمر طبيعي، وعلى العكس أحياناً هناك مشهد واحد تظهر فيه ويترك بصمة عند الناس ويُحقق نجاحاً كبيراً لديهم.

برأيك.. ما المهم بالنسبة للممثل والجمهور "القيمة الفنية" أو "الأخلاقيات الإنسانية"؟
القيمة الفنية هي مُصطلح أراه أشمل وفي العموم هو مقبول بكل مكان في العالم، فإذا أنت تُقدم عملاً معيناً يحمل القيمة الفنية فهذا هو الأهم ويكون أوسع وأكثر إنتشارا.. بمعنى أنك إذا قدمت فيلماً أو مسلسلاً يتم عرضه بدول مختلفة ولديه ثقافات مختلفة ومتنوعة تُشاهده فهو سيكون مقبولاً، ولكن الأخلاقيات الإنسانية هي متغيرة من مجتمع إلى آخر لأن ليس كل المجتمعات لديها الأخلاقيات والفضائل نفسها، وإذا كنت تبحث عن تقديم القيمة الفنية فبالتأكيد لن يكون هناك خلل في القيم والأخلاقيات الموجودة بالأعمال، حسب لأي مجتمع توجه هذه الاعمال الفنية.

وما موقفك من تساؤلات البعض عن تقديم مسلسل من بطولتك المطلقة؟
لا تهمني هذه التساؤلات وخاصة أنني لم اسع للبطولة المطلقة ولا اراها مفيدة، بل أنني أعمل في الفن بشغف وحب ومن أجل المتعة وأنا أقف أمام الكاميرات وأُجسد شخصيات مختلفة وجديدة فنياً علي، وهذا هو ما أبحث عنه سواء كان ضمن بطولة جماعية أو مطلقة، فأنا لست مُهتماً سوى بالأدوار التي تضعني بمناطق تمثيلية جديدة وتنال إعجاب الجمهور.

وفي النهاية.. ماذا عن السينما، هل هناك أعمال جديدة لك خلال الفترة المقبلة؟
أُشارك في بطولة فيلم "لص بغداد" وأنا سعيد بتقديم دور جديد ومختلف في هذا العمل ولكن لا أريد الإفصاح عن أية تفاصيل بخصوصه في الوقت الحالي، كما أن لدي عدداً من السيناريوهات في السينما ولم أتخذ موقفاً منها أو أُقرر مُشاركتي من عدمها.