بريجيت باردو ممثلة فرنسية اشتهرت لتصبح عالمية حيث لمع اسمها في سماء الجمال والموضة، وتميّزت بشعرها الأشقر وتسريحاتها التي جذبت أنظار الملايين منذ السبعينيات حتى باتت أيقونة جمال وموضة وإغراء.

نشأتها

وُلدت بريجيت باردو في 28 أيلول/ سبتمبر عام 1934 في باريس – فرنسا، والداها لويس باردو وآن ماري، كان والدها مهندسًا وعائلتها تُعتبر من عائلات الطبقة المتوسطة المرتاحة ماديًا.

ارتادت بريجيت باردو في طفولتها مدرسة Cours Hattemer الخاصة كما تلقت بعض الدروس في المنزل، أحبت بريجيت باردو رقص الباليه بعدما سجلتها والدتها في دروسٍ لتعلم هذا النوع من الرقص في المعهد الموسيقي الوطني للموسيقى والرقص في باريس وبرعت به، كما بدأت بالعمل عارضة، واحتلت غلاف مجلة Elle الفرنسية وهي في الخامسة عشر من عمرها فقط.

شاركت بريجيت باردو في العديد من الأفلام لكن واحداً منها أطلقها نجو العالمية وهوي : And God Created Woman عام 1956كما سجّلت العديد من الأغنيات.

حياة بريجيت باردو الشخصية

تزوجت بريجيت باردو أربع مرات، زواجها الأول كان من المخرج روجر فاديم عام 1952 وكانت تبلغ ال18 من عمرها، انتهى زواجهما بعد 5 سنوات ولكن بقيت علاقة العمل قائمةً بينهما.

تزوّجت بعدها الممثل جاك شارييه عام 1959، وأنجبت منه ابنًا ربّته عائلة زوجها بعد طلاقهما عام 1962.

عام 1966 تزوجت بريجيت باردو مجدداً من المليونير الألماني غانتر ساخ، واستمر زواجهما ثلاث سنوات. بعد طلاقها منه تزوجت زوجها الحالي بيرنارد دي أورمال والذي كان مستشار رئيس حزب اليمين الفرنسي سابقاً جان ماري لويان.

انخرطت بريجيت باردو في عددٍ من العلاقات مع رجال آخرين خلال زواجها، وهو ما كان سبب طلاقها من زوجها الأول.

وقد حاولت الإنتحار باستخدام الحبوب المنومة، إلّا أنّها فشلت.

مسيرتها المهنية القصيرة

انجذب المخرج روجر فاديم لجمال بريجيت باردو وجاذبيتها فدفعها للقيام بتجارب أداء لدورٍ في فيلم Les lauriers sont coupés، وقد حصلت على الدور، إلّا أنّ الفيلم لم يتم تصويره، رغم ذلك فإن هذه الحادثة لفتت الأنظار إليها كممثلةٍ مستقبلية.

وفي بدايات مسيرتها كانت أغلب أدوارها هي الفتاة اللطيفة البريئة في أفلام الدراما الرومانسية، كما أدّت بعض الأدوار الصغيرة في بعض الأفلام الإنجليزية، وشاركت بين عامي 1952 و1956 في 17 فيلمًا.

وكان أول أعمال بريجيت باردو الفيلم الكوميدي Le Trou Norman عام 1952، وقد استطاعت سحر الجمهور بأدائها وجمالها وهو ما جعل عروض الأفلام تنهال عليها.

في عام 1956 لعبت دور فتاةٍ مراهقةٍ متحررةٍ في فيلم And God Created Woman، الذي حصد نجاحاً كبيراً وأطلقها للعالمية. وفي عام 1962 لعبت دور فتاةٍ تقع في حب صديق زوجها في فيلم A Very Private Affair، وعادت مجدداً لتحقق النجاح وتنال الثناء عن أدائها.

شهرتها السريعة ومعاناتها من الضغوط

لكن النجاح السريع لبريجيت باردو لم يأتِ بلا ثمن هي التي أبهرت العالم بجمالها الطبيعي وأدائها الإغرائي، فبدأت تعاني من ضغوط الشهرة ودخلت في مراحل اكتئاب وراودتها بعض الأفكار الانتحارية، ورغم هذه المتاعب التي واجهتها في الستينيات واصلت تقديم أفلامٍ كان أبرزها:Une ravissante idiote عام 1964، وMasculin, féminin عام 1966 و Histoires extraordinaires عام 1968 و Les Femmes عام 1969.

وشاركت في عروضٍ وحفلاتٍ موسيقية خلال فترة الستينيات والسبعينيات، وسجّلت العديد من الأغاني وتعاونت مع سيرج غينسبورغ وبوب زاغوري وساشا ديستيل.

ومع بداية السبعينيات ورغم كون بريجيت باردو في الثلاثينات من عمرها، شاركت في فيلمها الأخير L'histoire très bonne et très joyeuse de Colinot Trousse-Chemise عام 1973 قبل أن تعلن اعتزالها التمثيل.

تقاعدها في وقت مبكر وتبينها قضية الدفاع عن حقوق الحيوان

تقاعدت باردو من مهنة التمثيل في الثلاثينات من عمرها، واتجهت لتكرّس حياتها كناشطةٍ في مجال الدفاع عن حقوق الحيوانات وأصبحت نباتيةً مع بدايات 1980 وأسّست مؤسسة بريجيت باردو لرعاية وحماية الحيوانات عام 1986، وعرضت العديد من مقتنياتها الشخصية ومجوهراتها في مزاداتٍ علنية لجمع التبرعات لصالح هذه المؤسسة.

عارضت بريجيت باردو بشدة استهلاك لحم الخيول وأدانت عمليات صيد الفقمات في كندا خلال زيارةٍ لها إلى البلاد بصحبة بول واتسون من جمعية الحفاظ على الثروة البحرية، كما كانت متعلقةً ومتعاطفةً بشدةٍ مع الكلاب، فتبرعت بمبلغ 140000 دولار أمريكي لبرنامجٍ لتلقيح وتبني الكلاب الضالّة في العاصمة الرومانية بوخارست، كما أرسلت رسائل للعديد من السلطات تدين فيها الأعمال القاسية وغير المبررة التي تتعرض لها الحيوانات.

بريجيت باردو صرحت في عام 2012 لمجلة فوغ أم إنترناتسبونال الرجالية أنها كانت تخشى من عدم القدرة على تحقيق التوقعات المنتظرة منها، مضيفة أنها كانت تخرج بالكاد من منزلها جراء ذلك. وقالت: "لكن الآن فإنني لا أهتم بالأمر ولم أعد أريد إغواء أي شخص"، ولم تخضع باردو لأي عملية تجميل رغم تقدمها في السن.

جوائزها

تم ترشيح بريجيت باردو أيضًا لجائزة أفضل ممثلةٍ أجنبية في الحفل العشرين لأكاديمية الأفلام البريطانية عن دورها في فيلم Viva Maria!، والذي يتحدث عن فتاتين تدعيان ماريا وتصبحان ثوريتين في مطلع القرن العشرين.

حصلت على جائزة دافيد دي دوناتيللو كأفضل ممثلةٍ أجنبية عن دورها في فيلم A Very Private Affair، كما مُنحت وسام فيلق الشرف الفرنسي عام 1985، لكنّها رفضت قبوله.

بريجيت باردو أيقونة للجمال

الخط الذي ترسمه عظام الترقوة بين الرقبة والأكتاف، والذي يعتبر من علامات الجمال عند الأنثى سُمي "خط رقبة باردو" نسبةً لها.

بريجيت باردو هي من أشاعت موضة ملابس السباحة خلال أفلامها الأولى.

وقد أهدى النجم بوب ديلان، أول أغنيةٍ كتبها لبريجيت باردو.