فاجأ الممثل أحمد السقا جمهور الدراما الرمضانية عام 2019 بمسلسله "ولد الغلابة"، ليس لأنه يقدم دوراً صعيدياً وإنما لطبيعة الشخصية التي يظهر بها والمختلفة والبعيدة تماماً عنه، فالسقا معروف بتقديمه فيلم "الجزيرة 2" بجزأيه وحقق خلالهما نجاحاً ساحقاً بشخصية منصور الحفني الصعيدي القوي المسيطر، إلا أنه في "ولد الغلابة" يظهر كمدرس تاريخ مقهور ومغلوب على أمره ويعاني من كل شيء في الحياة لتتحول حياته.


أحمد السقا في حواره مع موقع "الفن" كشف عن سبب تقديمه عمل صعيدي في رمضان والمجازفة التي قام بها وعمله مع المخرج محمد سامي وأشياء أخرى تتابعون تفاصيلها في الحوار:

لماذا قررت تقديم مسلسل صعيدي في رمضان 2019 عبر "ولد الغلابة"؟
لن أخفي قلقي الشديد وترددي في البداية من تقديم عمل صعيدي في رمضان، خاصة وأنه الثاني لي من هذه النوعية بعدما قدمتها في فيلم "الجزيرة" بجزأيه الأول والثاني، والحقيقة أن الفيلم حقق نجاحاً كبيراً للغاية على المستوى الجماهيري وفي شباك التذاكر، ولذلك كان التحدي أن أحاول تقديم مسلسل صعيدي لا يقل نجاحه عما حققته في "الجزيرة"، ولكن وجدت قصة "ولد الغلابة" جيدة وبها الكثير من العوامل التي تجعلني أتحمس إضافة إلى رغبتي في خوض هذا التحدي.

هل اختيارك الدراما الصعيدية في "ولد الغلابة" لرغبتك في اللعب على المضمون؟
مسألة أن الدراما الصعيدية تكون إحتمالية نجاحها أكبر، هذه آراء النقاد وأيضاً وسائل الاعلام، خاصة وأن الأعمال التي قدمتها قبل ذلك حققت نجاحات كبيرة، ولكن ذلك ليس قانوناً، والحقيقة أن مسألة تقديمي الصعيدي في "ولد الغلابة" جاءت بعد عرض السيناريست أيمن سلامة والمخرج محمد سامي عليَّ قصة العمل والموضوع الذيسيتم تناوله، ووافقت بعد قراءتي للموضوع بالكامل ووجدته مختلفاً وأحببت المجازفة به في رمضان.

لماذا تعتبر "ولد الغلابة" مجازفة منك رغم أنك حققت نجاحاً كبيراً في الصعيدي خلال "الجزيرة"؟
بالفعل مجازفة والمسلسل لا علاقة له بالفيلم تماماً، كما أني رأيت "ولد الغلابة" بعيداً عني تماماً بل وأقر الجمهور بعد انطلاق عمليات الدعاية أن هذا العام مختلف تماماً عن أحمد السقا وجاء غير متوقع بالنسبة لهم، فالجمهور لم يعتد على رؤيتي في شخصية "عيسى الغانم" الرجل المقهور الضعيف المغلوب على أمره، ومن هنا جاء التحدي بالنسبة لي كما أن الدور به اختلاف تام في اللهجة والأداء وطريقة الكلام والحركة وكل شيء عما ظهرت به في الجزيرة.

لماذا تم اختيار مهنة مدرس تاريخ تحديداً لتكون وظيفة شخصية البطل في الأحداث؟
مهنة مدرس التاريخ لها مغزى يظهر خلال الأحداث والصراع الذي يحدث بينه وبين باقي الأطراف وهم "ضاحي الكيال" الذي يجسده محمد ممدوح، و"عزت" الذي يقوم بدوره هادي الجيار، فالمقصود أن "عيسى يعمل في مهنة محترمة ويتمتع بقيم ومبادئ وثقافة كما أنه شاب بسيط على خلق كبيرة الظروف تجبره على التحول إلى طرق أخرى لم يكن يخطر في باله الاتجاه لها، ولكن كان من الممكن اختيار مهنة أخرى كذلك إلا أن المؤلف رأى أن ذلك أفضل.

هل موضوع الصراع بين البطل وشخصيات أخرى في أي عمل تساهم في نجاحه بشكل أكبر؟
أي عمل درامي لا بد أن يكون به صراع لأن هذه الدراما، ولكن مع اختلاف طبيعته وشكله ونوعه وأيضاً الشخصيات التي تتصارع في كل عمل، وليس ذلك فقط وإنما حياتنا أيضاً مليئة بالصراعات، فكان لا بد أن يكون هناك صراع بين الخير والشر بين عيسى وضاحي، فهذا تجده قريب من الجمهور لأنه يعيشه ويقابله في حياته فينجذب الى ذلك بل وتصل الى التفاعل والتعاطف مع شخصية البطل ومن الممكن ان يتعاطف مع الشر لأن مقدم شخصيته هو بالنهاية انسان وله ظروف قد تكون اجبرته على ذلك.

كيف ترى تعاونك الأول مع المخرج محمد سامي ؟
محمد سامي من المخرجين المجتهدين والذين يفكرون دائماً في العمل طوال الوقت، ويستغل كل طاقته في العمل فهو يتابع كل التفاصيل بنفسه سواء مع المؤلف أو الديكور أوالملابس إضافة إلى الممثلين، وأندهش منقدرته على تفكيره طوال الوقت في العمل فلديه طاقة غريبة، وعندما تعاونا في "ولد الغلابة" شاهدت ذلك بنفسي، وهذا سبب من أسباب نجاحه كمخرج وأيضاً نجاح الأعمال التي يقدمها.

لماذ لا تكون حريصاً على التواجد بمسلسل في رمضان كل عام؟
منذ تقديم أول مسلسل من بطولتي في رمضان وكانت في "خطوط حمراء" عام 2012 قررت أن أظهر في رمضان كل عامين، وبالفعل قمت بذلك، ولكن في الوقت نفسه أفضّل ترك هذه الأمور على الله وبدون أية حسابات، خاصة وأنه عندما يأتيني عمل جيد أشعر أنه سيضيف لي أوافق عليه على الفور ولذلك فهذا القرار مرتبط دائماً بقيمة السيناريو والمعروض علي، إلا أننى وهذا يجعلني لا أجبر نفسي على العمل في رمضان كل عام.

ما رأيك في اقتحام نجلك ياسين عالم التمثيل؟
ياسين يحب الفن منذ صغره فهو يشاهد أعمالي ومتابع جيد للوسط الفني، وبالنسبة لي مثل كل أب أريد له الأفضل في أي مجال يختاره، وفي الوقت نفسه لن أتدخل في مسألة عمله بالفن، كما أني لا اقدم له أي دعم منذ دخوله عالم التمثيل، فهو محب للأمر ويقوم بدارسة صناعة الأفلام بشكل عام وليس التمثيل فقط.