تميزت بالهدوء والرصانة والابتسامة الخجولة وعملت جاهدة على تثقيف ذاتها إعلامياً لتكون جديرة بحمل لقب إعلامية و هي من الوجوه اللافتة حضوراً على الشاشة وبفضل إطلالاتها على قناة "أوربيت" حققت انتشارها العربي وظلت وفية للبيت الذي بدأت العمل فيه .


تمار أفاكيان لا يغريها العرض الذي تلقته مؤخراً للعمل في محطة أخرى لأنها تعتبر نفسها وفية لهذه المؤسسة الإعلامية "أوربيت" وبدورها المؤسسة وفية معها. يا ترى ماذا قالت تمار في حديثها لنا عن الإعلام التلفزيوني والأحلام وما بعد الانفصال؟

أنت راضية عما تعرضه الشاشات اليوم من مادة للمشاهد ؟
"بدك الصراحة ما حدا راضي".. بالرغم من أننا ندعي التطور في الذي نشهده في هذا العصر حالياً والتقنيات الحديثة، إلا أننا بصريح العبارة دخلنا في نفق الاسفاف والاستخفاف .

ما هي أسباب هذا التدهور بنظرك ؟
اوه!.. الأسباب كثيرة ومتعددة، فما يعرض من موضوعات مبتذلة لا تتضمن الموضوعية، إلى الاعتماد على الأشكال الخالية من المعطيات الفكرية بدلاً من المضامين الجادة، إلى الأسلوب الفضائحي والتدخل في الخصوصيات وتركيز الكثير من الإعلاميين على معارفهم الشخصية، بالعربي الفصيح فقد الاعلام جديته ومصداقيته .

برأيك هل أصبح الاعلام موضة مثل موضة الأزياء ؟
أبداً.. لن يكون كذلك، صحيح علينا بمسايرة التطورات ومواكبة العصر إنما بالمقابل علينا بالانضباط وعدم الانجراف وراء السلوكيات الهزيلة، فالشاشة الصغيرة لها حرمتها والمقدمون عليها يفرضون أنفسهم بزيارتهم البيوت كضيوف عكس حال السينما، وعلى الزائر أن يحترم الخصوصية ويتمسك بالأخلاقيات .

كثيرات من زميلاتك انطلقن في الوطن العربي وراغدة شلهوب واحدة منهن هل تؤيدين مثل هذه القرارات ؟
اولاً، راغدة على الصعيد الشخصي صديقة عزيزة جداً ولكن قرار انتقالها إلى مؤسسة إعلامية جديدة هو قرار يعود لها، فالاعلامي بالنهاية يفتّش عن مصدر عيشه ليعيش بكرامته .

لن تغادري شاشة الاوربيت يوماً ؟
لهذه المؤسسة فضل كبير علي، فأنا تدربت فيها لأني أصلاً لست خريجة إعلام وتتلمذت على أيدي أساتذة كبار فيها حتى أسست لوناً يشبهني تماماً في هذا المجال وبالتالي كانت هذه المؤسسة وفية لأقصى درجات الوفاء معي.

درجت موضة الحوارات التلفزيونية التي تديرها مجموعة من المذيعات، كيف تقرئين مثل هذه البرامج ؟
برامج ناجحة فيها روح المنافسة الشريفة والمصداقية خصوصاً إذا كانت محاطة بأجواء الألفة والتضامن وأعتقد أولى التجارب في هذا المضمار كانت مع تجربة "عيون بيروت" على شاشتنا .

ماذا كانت ميزة برنامج "عيون بيروت"؟
اولاً، كسر هذا البرنامج حاجز الخوف عند الضيف والمشاهد فأصبح الضيف يشعر بالأمان، وثانياً شكّل البرنامج أرشيفاً كبيراً ونال ثقة الاثنين معاً.

نلاحظ بعضاً من القلق بعد كل هذه الخبرة في إطلالاتك ؟
هذا أمر طبيعي للغاية لأن عملنا أمام الكاميرا يشبه العملية الحسابية التي لا تقبل الجدال، والقلق يساوي مساحة المسؤولية في كل منا.

ما هي دوافع هذا القلق ؟
الاستعداد التام والقلق تجاه المسؤولية الموكلة إلينا في ما خص الصورة الإعلامية التي انطبعت في أذهان المشاهدين عنا.

في حال سلمك عزرائيل ( ملك الموت ) زمام السلطة للقضاء على شخصية أساءت إليك في حياتك على من تقبضين ؟
(تبتسم) لا أحد لأن الروح من ملك خالقها.

ألا تواجهين من ظلمك أو اعتدى عليك ؟
أبداً ..لا أنكر بأني أتوجع عندما أشعر بالظلم لكني أتجاهل الموقف ليس لأني متسامحة ومسالمة بل لأني مؤمنة بعدالة السماء وما من ظالم إلا وكان هناك الأكثر ظلماً منه .

تسامحين من أخطأ بحقك؟
أتناسى ولكن لا أسامح .

هل يستطيع القدر أن يغير شيئاً فينا ؟
القدر هو هو..إنما تجاربنا وممارساتنا اليومية من الممكن أن تغيرنا .

في أعماقنا الكثير من الإسقاطات كيف تتحملين مثل هذه المشاعر ؟
كنت في بادىء الأمر إنفعالية جداً أعبّر عما يزعجني للآخر الذي أعتبره صديقاً، لكني اكتشفت بأن الصديق أحياناً يستغل نقاط ضعفنا كشفقة وهذا ما لا ارضاه .

تخجلين من أن يرى الآخر دمعتك ؟
لا اخجل، فالبكاء ليس ضعفاً وأحياناً نبكي من شدة الفرح إنما كرامتي تأبى أن يرى الآخر دمعتي.

ما هو الانتاج الأكثر أهمية في حياتك؟
أولادي لأنهم جزء مني ..من قلبي.. ومعهم أسترد طفولتي وأحلامي لأنهم الدنيا بحلوها في نظري.

الإنفصال بالعلاقة الزوجية يفسح المكان للصداقة؟
صحيح أنا منفصلة عن ستيف إنما بيننا صداقة قوية، خصوصاً وأن ما يربطني به الأولاد، لهذا فضلنا أن تقوم علاقتنا على الاحترام والمودة وطبعاً الانسان الراقي يستطيع أن يوظّف مشاعره في المكان الصحيح.