من خلال سلاسة وبساطة أعمالها العميقة بالوقت نفسه، استطاعت الممثلة والكاتبة كارين رزق الله ان تطبع بصمة خاصة لها بالدراما اللبنانية.

ففي السنوات الأخيرة أصبحت أعمالها منتظرة وليس من السهل أن يستطيع الفنان أن يجعل الناس تنتظر ما سيقدمه، فهذا إن دل فيدل على أنها وصلت الى قلوبهم وكسبت ثقتهم.
ومن خلال مسلسل رمضان 2019 "انتي مين" جمعت الآراء واستطاعت ان تجعل من يحبها يتابعها ومن لم يكن يحبها "أحبها" فالمسلسل واقعي جميل كوميدي بالوقت نفسه تراجيدي، يضحكنا من كثر البكاء ويبكينا من كثر الضحك.
مع كارين رزق الله كان هذا اللقاء الذي كشفت فيه تفاصيل وكواليس العمل وكشفت سراً، ان المسلسل كان ليكون تراجيدياً جداً، إلا أنها بعد الحلقات الثلاث الأولى أعادت النظر بالموضوع.

اولاً أريد أن أبارك لك هذا النجاح في مسلسل "انتي مين"، أخبرينا أكثر عن هذا العمل وأصدائه..
اولاً اشكركم وسعيدة جداً بالأصداء الإيجابية إن كان من الفنانين والنقاد والناس، الشخص يتعب جداً خلال التحضير والتصوير ليسمع كلمة حلوة تنسيه كل التعب .

ما الذي ميز "انتي مين"، فالتعليقات جاءت إيجابية بشكل كامل؟
أعتقد أن أكثر ما أحبته الناس بهذا المسلسل هو أن فيه بسمة مع العلم أن المسلسل فيه قضايا معقدة وتجرحنا كلبنانيين، لكن نطرحهم بطريقة لذيذة وقريبة للقلب لا تجعلك تحزن كثيراً وتبكي وتنهار ، قد يجعلنا نبكي على أنفسنا وعلى وضعنا بالبلد ليس اكثر ، فمع الوجع فيه ضحكة.

لماذا اخترت هذا الموضوع؟
حين قررت أن أكتب مسلسلاً كان قصة هذا العمل نفسها لكن بطريقة درامية جداً، وقصصاً حصلت بايام السبعينات، كتبت أول ثلاث حلقات منه فوجدت أنه ثقيل جداً وموجع فأخبرت من حولي أنه ينتابني إحساساً ان الناس لا تريد ان تسمع المشاكل ولا تريد الحزن والبكاء. "رجعت رميت 3 حلقات اخذت منها فقط ما يمكن ان أستفيد منه، أود أن أوصل شيئاً أخف وإذا كنا نريد أن نسمع ما هو ثقيل فنريده بطريقة كوميدية أكثر".

الأسماء التي شاركت بالمسلسل كانت من أبرز عناصر القوة فيه فكيف جاءت فكرة الأسماء والإنتقاء الجميل لهم مثل عايدة صبرا وجوليا قصار ونقولا دانييل؟
نقولا دانييل عملت معه في "قلبي دق" وحين كتبت دور أسعد لم أجد الكثير من الأسماء بالبلد التي يمكن ان تلعب هذا الدور ، من الخيارات التي كانت محسومة هو اسم نقولا دانييل. بالنسبة لجوليا قصار أيضاً لا توجد أسماء كثيرة يمكن أن تلعب الدور فالأسماء كلها فرضت نفسها ولم أفكر مرتين.

ثنائية عمار شلق نجحت أيضاً فكيف تم التعاون بينكما؟ هل كان اسم بديع أبو شقرا مرشحاً مرة جديدة ليكون بطلك؟
بديع لم يكن هناك فرصة لان يكون البطل لأننا عملنا معاً ثنائية 3 سنوات مع العلم أن الدور يليق به أيضاً، الخيارات تصبح قليلة بعد عدة ثنائيات فيصبح الممثل بحاجة لاسم جديد. كان الخيار على عمار وكنت أريده ولا يعني هذا أننا عرضنا العمل على أي أحد قبل عمار.

هل توافقين أن الممثل اللبناني "مش آخد حقه"؟
هناك ممثلون بالعالم كله لم يأخذوا حقهم، وهناك ممثلون أقل من المحل الذي وضعتهم فيه الناس، كأي مجال في الحياة مثلا دكتور شاطر ولم يصل إلى شهرة دكتور أقل منه احترافاً ، هذا موجود بكل شيء في الحياة، فبعض الاشخاص يأخذون اكثر من حقهم والبعض الآخر لا يأخذ ما يستحق فعلياً، هذا للأسف موجود.

انت من القلائل الذين لم يلجؤوا حتى اليوم لممثلين عرب غير لبنانيين بأعمالك فما السبب؟
ليس كرهاً بالممثل السوري طبعاً ولكن هذا المسلسل كتب لممثل لبناني فمستحيل أن تُحضر ممثلاً سورياً لمكان كله لبناني.
حين نريد أن ندخل ممثلاً سورياً عليه ان يكون الدور مناسباً وكتب على هذا الاساس ، مثلاً في خمسة ونص وجود الممثلين السوريين مبرر لماذا جاء من سوريا، أيضاً بالهيبة الأمر نفسه.
خلطة لذيذة. انا احب الخلطة العربية على الا تصبح هي المسيطرة على اللبناني، فالفن لا هوية له والدليل أن اصداء المسلسل وصلت الى العالم العربي.

في دورك خلعت دور الامرأة التي قد تعتمد على جمالها..
هذا اقل شيء ممكن للممثل ان يفعله، الممثل ملك الدور يجب ان تنسى من انت، أما إذا لم تفعل ذلك فأنت تفعل شيئاً ثانياً لا أعرف ما هو، نحن تعلمنا وما أعرفه أن الممثل يجب أن يملك الدور حتى لو طلب منع أن يتم تشويهه.
يمكن أن أكون قبيحة الشكل وأجعل الناس كلها تلتفت الى ما أقوله.

ماذا تابعتِ؟
تابعت اسود وانتي مين وخمسة ونص، وأحببت أسود فقد صفعني كف، الموضوع جريء جداً وقاسٍ وموجع ومشوق جدا.