حين تلتقي الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق - عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج بعاشق الكمان جهاد عقل في حفل واحد، هل تتخيلون النتيجة؟ نعم، إنه عالم موسيقي من نوع آخر، غنت فيه "الكمان"، وأبدعت فيه الأوركسترا وقائدها.

على مسرح بيار أبو خاطر - حرم العلوم الإنسانية - جامعة القديس يوسف - طريق الشام، إمتلأت المقاعد قبل موعد إنطلاق الحفل، والذي كان عند الساعة التاسعة من مساء الخميس 30 أيار، وصحيح أن الحفل موسيقي بإمتياز من دون غناء، ولكن الجمهور الحاضر ومن كثرة إبداع عقل والأوركسترا والحاج، أخذ دور المغني، فكان حفلاً لا يُنسى.

وتضمن البرنامج:

موسيقى تأليف

متل القمر أندريه الحاج
كفاري أحمد فؤاد حسن

الأغاني كلمات لحن

بتلوموني ليه مرسي جميل عزيز كمال الطويل

أمانة عليك فتحي قوره كارم محمود

رح حلّفك بالغصن ميشال طراد الأخوان الرحباني

ليالي الشمال الحزينة الأخوان الرحباني الأخوان الرحباني

مطرحك بقلبي مارون كرم إحسان المنذر

حبّيتك تنسيت النوم جوزف حرب زياد الرحباني

يا لبنان دخل ترابك توفيق بركات ملحم بركات

الورد جميل بيرم التونسي زكريا أحمد

غنّيلي شويّ بيرم التونسي زكريا أحمد

موقع "الفن" إلتقى عاشق الكمان جهاد عقل، والمايسترو أندريه الحاج في هذين الحوارين.

المايسترو أندريه الحاج: دائما إختيار المقطوعات الموسيقية يكون مشتركاً بيني وبين من يشاركنا الحفل، والنجم يطرح ما لديه ونتبادل الآراء، وأنا أعتبر أنه في حفل اليوم جهاد عقل لا يعزف فقط، بل هو يغني على الكمان، وهذا أصعب بكثير من أن يكون هناك مغنّ، فعندما كنا نتمرن على أغنية "رح حلفك بالغصن" قال لي جهاد إنه يريد أن يدرسها أكثر"، بمعنى أنه يدرس الأستاذ وديع الصافي، فجهاد يُنفّذ عمله بروح المغني ولكن بإحساسه.

كم يختلف عمل الأوركسترا بين أن ترافق مغنياً أو أن ترافق عازفاً؟

دائماً الموسيقي وفي أي أوركسترا كان في العالم، يستمتع بالموسيقى أكثر من أن يكون هناك مغنّ، بحيث يشعر بوجوده أكثر مع الموسيقي نجم الحفل، ويفرح للموسيقي الذي يحيي الحفل، على الرغم من أن عمل الأوركسترا مع المغني أسهل من عملها مع العازف".

هل الجمهور اللبناني يفضل الحفلات التي فيها مغنون أكثر من الحفلات الموسيقية التي ليس فيها غناء؟

الناس يحبون أكثر الحفلات التي فيها غناء، ولكن مع جهاد عقل يختلف الموضوع كلياً، في العالم العربي كله نعتمد على الكلمة ونحبها، ولكن لم يكن لدينا تطور موسيقي، وأنا كنت دائماً أتمنى لو أن الجيل الذي سبقنا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فكّر بأن يصنع مسرحاً للموسيقى، فمثلما صنعوا مسرحاً غنائياً، ليتهم صنعوا مسرحاً موسيقياً ليعودوا الناس على الموسيقى، لذلك هناك بعض المعاناة لتعوّد الناس على أن يسمعوا موسيقى فقط، فليس لدينا ذلك التأليف الموسيقي الذي يشبه الغرب قليلاً.

عاشق الكمان جهاد عقل: درست العزف في المنزل على يد والدي أحمد سعيد عقل، حين كانت هناك حرب، ونلت جائزة بعمر الست سنوات من المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفاتوار" وأسموني في ذلك الوقت "الطفل المعجزة"، أنا درست الموسيقى الكلاسيكية لسنوات، وبعدها إتجهت إلى الموسيقى الشرقية، وبعدها بدأت بالعزف مع الفنانين الكبار وفي إذاعة لبنان .

ما هو عدد الحفلات التي أحييتها مع الأوركسترا؟

أحييت سابقاً حفلين مع الأوركسترا ومع المايسترو أندريه الحاج، وكانتا على مسرح قصر الأونيسكو، وحفل اليوم هو الثالث مع الأوركسترا والمايسترو.

لماذا لم تقدم في حفل اليوم مؤلفات موسيقية جديدة لك؟

لأن الوقت كان ضيقاً لنجري التمارين عليها، ولكننا إخترنا باقة جميلة من ألحان العمالقة والتي أقدمها وكالعادة، بأسلوبي الخاص.

تعزف ألحاناً معروفة، ولكن ما السر الذي يجعلك تأخذها إلى مكان آخر؟

السر يكمن في الروح، ويترجم ذلك من خلال آلة الكمان، فمن الجميل جداً أن تلامس أحاسيس الناس من خلال سمعهم، فأنا أستعمل هذا الأسلوب، وأملك الحس الجميل الذي أستطيع أن أوصله للأذن والإنسان.

جهاد عقل الذي عزف للسيدة فيروز والشحرورة صباح والدكتور وديع الصافي، هل يفكر بعد بالعزف لفنانين؟

لا شك بأنه لازال هناك أشخاص يقدمون فناً جميلاً، وممكن أن أكون سعيداً في حال عزفت معهم.

كم تحمل كمان جهاد عقل من ذكريات وأسرار؟

في بداياتي حملت هذه الكمان الكثير من الذكريات المرة، لناحية التمارين اليومية المكثفة والتي كانت تصل إلى 12 ساعة يومياً، وحينها كانت الحرب وكانت هناك ظروف صعبة، وهذا ترك أثراً بي إلى درجة أصبحت أستخدم الكمان كسلاح أواجه به، ولكن عندما كبرت وأصبحت أشارك في حفلات الفنانين، صرت أوصل شعوري ورسالتي للناس، والحمد لله على النجاح ومحبة الناس، وهذا ما يفرحني ويجعلني أنسى كل ما مرّ في حياتي من أحداث مؤلمة.

في الختام، يوم جهاد عقل من دون الكمان كيف يكون؟

يكون يومي ناقصاً جداً.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.