ممثل كبير لا يتعامل بنظرية البطولة المطلقة إنما يسعى للظهور بأفضل الأعمال والأدوار سواء كانت جماعية أو مطلقة، وأفضل ما يميزه أنه بارع في أداء اللون الكوميدي والدرامي الحزين والتراجيدي لدرجة مُحيرة صدمت الجمهور في كثير من أعماله التي كانت على النقيض من بعضها البعض.

.هو الممثل أحمد رزق الذي يتحدث لـ"الفن" عن تفاصيل فيلمه الجديد "الممر"، وعن أسباب توقف مشروع صلاح جاهين وظهوره كضيف شرف في مسلسل "بدل الحدوتة 3"، وتجربة فيلم "الكنز" و "بني آدم" وبدايته الفنية ومن شجعه على الفن وتفاصيل كثيرة في اللقاء التالي:

في البداية.. تُشارك في بطولة فيلم "الممر" في تعاون جديد مع المخرج شريف عرفة والممثل أحمد عز، فكيف ترى التجربة؟
سعيد للغاية بالمشاركة في عمل ضخم ومميز مثل "الممر" الذي يضم نخبة كبيرة من النجوم، ويُقدم بطولات الصاعقة والجيش المصري في حرب الإستنزاف والتي لولاها ما عبرنا خط بارليف، وهذا العمل تم تقديمه بشهادة خبراء عسكريين، وشريف عرفة مخرج الفيلم كان يتمنى تقديم فيلم حربي مثل "الممر" وتحقق حلمه بالفعل، واحمد عز سبق وأن تعاوننا معا وبيننا إنسجام كبير وكل فريق العمل يسعى أن يُقدم فيلماً للتاريخ وأتوقع له نجاحاً كبيراً للغاية.

وماذا عن دورك في الفيلم، وهل يشهد مرونة في إضفاء الكوميديا على الدور؟
دوري في الفيلم هو مصور صحفي إنتُدِب للعمل بالقوات المسلحة وتصوير ما يحدث في فترة حرب الإستنزاف، وهناك خفة ظل تم إضفاؤها على الدور، لأنه يستلزم ذلك ولكن بقدر مُعين وأنا الحالة الكوميدية الوحيدة في العمل، لذا فالدور مختلف وجديد علي والجمهور سيراني بشكل لم يرني فيه من قبل.

وماذا عن مشروع تقديم عمل فني عن الكاتب الساخر الراحل "صلاح جاهين"؟
كنت أحلم بتقديم هذه الشخصية بالفعل في عمل فني ولكن المشروع توقف من دون أي سبب، وأتمنى أن يتم تقديم هذه الشخصية الثرية في عمل فني.

ولماذا أنت بعيد عن الدراما ولا تظهر إلا على فترات؟
لا أُشارك في الدراما إلا حينما أجد العمل المناسب الذي يقدمني بشكل مختلف للجمهور، ولا تهمني فكرة التواجد بقدر ما ابحث عن الإختلاف والأدوار الجديدة التي لم أقدمها من قبل، وأظهر في هذا العمل كضيف شرف بمسلسل "بدل الحدوتة 3" مع الفنانة دنيا سمير غانم.

برأيك..لماذا إنقسم الجمهور ما بين مؤيد ومُعارض حول تجربة فيلم "الكنز" وخاصة أن هناك جزءاً ثانِ على قائمة الإنتظار ومن المقرر طرحه في السينما قريباً؟
أعتقد أن السبب هو حداثة الفكرة وإختلاف الموضوع عن أية مواضيع أخرى تم تقديمها في السينما، فالجمهور إذا قدم له موضوع مختلف أو نوعية جديدة لا بد أن يحدث عليها جدلاً وإختلافاً، وهذا أمر طبيعي، ولكننا قدّمنا ملحمة سينمائية مختلفة وجديدة من نوعها ولاقت قبولاً كبيراً من الجمهور، وأعتقد أن الجزء الثاني من العمل سيُحقق نجاحاً أكبر مما حققه الأول، وخاصة أنه الحصاد لما جاء في الجزء الأول من الفيلم.

فيلم "بني آدم" هو آخر أفلامك التي عُرضت بالسينما مؤخراً، ورغم جودة العمل إلا أنه لم يحقق النجاح المطلوب بالنسبة للإيرادات والإنتشار.. فما السبب؟
هذا هو حال السينما والأمر طبيعي، وطالما أنك قدمت مُنتجاً جيداً يحمل جودة فنية عالية من دون أن يحالفك الحظ بتحقيق إيرادات عالية، فالأمر طبيعي ويحدث مع كل الناس، ولكني أستمتع بالعمل والمشاركة فيه وبالدور الذي قدمته.

ومن شجعك على دخول الفن؟
والدي شجعني على دخول الفن وخاصة أنه كان يهوى الفن ومن فناني الإسكندرية العاشقين للمسرح، وكانت لدينا مكتبة كبيرة في المنزل أعتقد أنها السبب في تشكيل معظم أفكاري، وأول عمل قدمته في مشواري الفني كان بالمسرح ومن إخراج والدي والمسرحية كانت تحمل اسم "عالم تجن الجن" وكان عمري وقتها ستة أعوام، ولكني لم أكن اعرف إذا كنت سأواصل أو لا ولكن إستهوتني الحالة التي وجدتها من تعليقات الجمهور، ولم أتخذ قرار الإحتراف وقتها بل أحببت اللعبة ورغبت في تكرارها من جديد ودخلت المعهد العالي للفنون المسرحية ودرست، ومن ثم جاءت الإنطلاقة.

في بدايتك الفنية أدخلك البعض في مقارنة مع الممثل الراحل علاء ولي الدين لفترات طويلة.. فما السبب؟
هذه المُقارنة كانت طبيعية خاصة أن علاء (رحمة الله عليه) كان يُقدم مسرحية إسمها "الجميلة والوحشين"، وإعتذر عنها فتم ترشيحي للمشاركة بها وبالفعل شاركت، ومن ثم في مسرحية أخرى إسمها "التعريفة" وكذلك "لما باباينام"، وكل هذه الفرص كانت كفيلة أن تجعل هناك مُقارنة لأنني كنت أحل بديلاً له في هذه الأعمال، ولكن الأمر بالنسبة لي كان فرصة وعلاء وقتها كان نجماً كبيراً وأنا كنت في البداية، لذا لم أتضايق من هذه المقارنة على الإطلاق.

قدمت البطولة المطلقة في أعمال سينمائية ومن بعدها شاركت في بطولات جماعية.. فلماذا؟
قدمت بطولات جماعية ومن ثم مطلقة وجماعية وأُقدم بطولة مطلقة جديدة، فالدور والسيناريو يتحكمان في قبولي لأي عمل فني بغض النظر عن فكرة البطولة، فيلم مثل "الكنز" مع المخرج الكبير شريف عرفة لا يمكن أن أعتذر عنه لمجرد أنه بطولة جماعية فكل النجوم الموجودين في الفيلم قدموا البطولات بمفردهم، ولكن طالما أن هناكسيناريو ومخرجاً كبيراً يستطيع أن يُقدم كل هؤلاء النجوم فلما لا؟ فأنا ليست لدي مشكلة في فكرة البطولات على الإطلاق والأمر بالنسبة لي ليس عُقدة بل أتعامل مع الامور بمرونة شديدة.

قدمت تجربة فيلم "يجعله عامر" ولم تُحقق النجاح المطلوب؟
عُرض علي من المنتج احمد السبكي عدة أفلام قبل هذا العمل وإعتذرت وهذه الاعمال حققت إيرادات عالية للغاية، وبعدها كان يتحدث معي عن ضرورة تقديم فيلم يجمعني به كمنتج وبالفعل قدمنا فيلم "الليلة الكبيرة"، ولكن "يجعله عامر" فيلم يحمل موضوعاً وفكرة بسيطة ولكنه في النهاية يحمل توليفة يُحبها السوق في هذه الفترة، والتي تظهر المطرب الشعبي والراقصة وهذه التركيبة التي لها علاقة بشباك التذاكر، وقدمت هذا الفيلم في فترة لم أكن مُنتعشاً بها وقررت أن أخوض التجربة بفيلم يُحقق إيرادات وأغازل به شباك التذاكر باللغة التي يريدها الجمهور، ولكن ما إكتشفته أن الجمهور لديه إستعداد لإستقبال هذه النوعية من الأفلام من فنانين مُعينين ولا يستقبلونها من آخرين.

وهل صحيح أنك فكرت في تقديم جزء ثانِ من فيلم "فيلم ثقافي"؟
تناقشت أنا والاستاذ محمد أمين حول إمكانية تقديم جزء ثانِ من الفيلم، ولكن كيف سنُقدم القضية نفسها بما يتناسب مع الوقت الحالي، والموضوع مُجرد تفكير عابر تناقشنا فيه من دون أية خطوة فعليه لتنفيذه، فرسالة الفيلم كانت قوية وقتها وما زالت القضية نفسها موجودة إلى الآن بالمجتمع العربي كله.

وفي النهاية..عُرض عليك منذ سنوات تقديم "تياترو مصر" بعد الممثل أشرف عبد الباقي، فلماذا لم تُقدمه؟
لم تكن لدي دراية أن هناك خلافات وقضايا بين أشرف والشركة المنتجة، وأنا في الأساس فنان مسرحي وأحب أن أُقدم تجارب مسرحية ووجدت أنني لست طرفاً كي يتم وضعي في المنتصف، فوقتها المخرج خالد جلال والمؤلف احمد عبدالله إنسحبا فإنسحبت أنا أيضا، ولكن الجهة المنتجة أكملت المشروع بأبطال آخرين، وقررت وقتها الإنسحاب لأنني لا أستطيع أن أعمل بجو فيه مشاكل.