منذ أشهر عاشت الشاشات فراغاً من الأعمال الدرامية، واليوم نحكي رواية أخرى مع الكم الكبير من المسلسلات التي أصبحت وسيلة منافسة شرسة بين العديد من الوسائل الإعلامية وأبطالها.

فبين رغبة الممثلين والمنتجين في خوض السباق الرمضاني لأنه يعد وقت الذروة للأعمال، وبين صراع الرايتينغ، تقع بعض المسلسلات ضحية!

عشرات المسلسلات اليوم تعرض على الشاشة بوقت واحد، وهو إما قبل نشرات الأخبار بوقت قليل أو بعدها، فهل يظن المنتجون أن المشاهد سيتمكن من مشاهدتها كلها في آن؟

للأسف، الحقيقة هي أن أي مشاهد لا يمكنه التركيز ومشاهدة الأعمال كلها، وهو الأمر الذي يؤثّر سلبا على بعض الأعمال وإنتشارها، وبالتالي نجاحها.. وعلى صعيد الأمثلة مسلسل "صانع الأحلام" من تأليف بشار عباس وإخراج محمد عبد العزيز، والذي يضم نخبة كبيرة من أهل الفن برأيي أنه ظُلم بسبب عرضه في هذا التوقيت، فلم نجده وغيره على لائحة المنافسة هذا الشهر ولا على لائحة الرايتينغ،وهو من بطولة مكسيم خليل، إيلي متري، رنا ريشة، طوني عيسى، أروى جودة ومي سليم، وكذلك حال مسلسل "مقامات العشق" من تأليف محمد البطوش وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، ومن بطولة مصطفى الخاني، نسرين طافش ويوسف الخال، ومسلسل "هوا أصفر" من تأليف علي وجيه ويامن حجلي، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد من بطولة سلاف فواخرجي، يوسف الخال، وائل شرف، يامن حجلي، فادي صبيح ورامز الأسود ، ومسلسل "بقعة ضوء" بجزئه الجديد من بطولة ديمة قندلفت، صفاء سلطان، نزار أبو حجر ورنا شميس وتحت إدارة المخرج سيف الشيخ نجيب ومن تأليف مجموعة من الكتاب أبرزهم د. ممدوح حمادة، دلع الرحبي، حازم سليمان، مازن طه، رافي وهبي، خالد حيدر، عدنان الزراعي، سعيد جاويش، ومسلسل "مسافة أمان" بطولة كاريس بشار وسلافة معمار وعبد المنعم عمايري وقيس الشيخ نجيب وندين تحسين بك وجرجس جبارة وهيا مرعشلي، إخراج الليث حجو وكتابة إيمان السعيد.

ربما للترويج لهذه الأعمال حصة بظلمهم هذا ووقوعهم ضحية هذا السباق الضخم، لأن أبطالهم وأدائهم لا يشكون من شيء فيتمتعان بالمهارة الكافية لجذب قاعدتهم الجماهيرية لأعمالهم.

وفي هذا السياق لا يمكن إنكار أن خطوة مسلسلي "الباشا" و"آخر الليل" بعرض جزأيهما الأولين قبل شهر رمضان، ساهمت في جذب المتابعين إلى جزئه الثاني خلال هذا السباق وهذه خطوة ذكية، وكذلك خطوة إنسحاب بعض الأعمال من الماراثون الرمضاني خطوة متميزة، منها مسلسلات "فالنتينو"، "القضية 36"، "موجة غضب"، "الماضي لا يموت"، "الظاهر"، "كتف قانوني"، السر" و"سوق الدماء".

يمكننا القول إنه كان من الأفضل لو تأجلت بعض الأعمال التي ظلمت في هذا السباق، إلى ما بعد هذا الشهر، فكان من المؤكد أنها ستأخذ نصيبها من نسب المشاهدة.

إلى جانب ذلك، غابت بشكل لافت الدراما المصرية عن الشاشات المحلية، فلاحظنا سيطرة الدارما اللبنانية السورية المشتركة مثل "الهيبة، دقيقة صمت، خمسة ونص، الباشا وغيرها.." وغياب أعمال مصرية إعتاد المشاهد أن يتابعها ضمن السباق الرمضاني، نستذكر منها أعمال الممثلة يسرا، الممثلة غادة عبد الرازق، كما إلى جانبحلقات مسلسل "ليالي الحلمية" وغيرها.

وعلى الرغم من ان جميع الاعمال أصبحت متوفرة على تطبيقات معينة تمكّن أي مشاهد من متابعتها في أي وقت كان، إلا أن هذا لا يعوّض رهبة الحلقة وحضورها على الشاشة، كما وأن ليس كل المتابعين يعلمون كيفية التعامل مع هذه التطبيقات، وعلى سبيل المثال مسلسل "الكاتب" فهو يعرض على "نتفليكس" إلى جانب عرضه على الشاشة، وهذا الأمر يؤكّد أن هذه التطبيقات لا تقدّم أي عذر لغياب الدراما المصرية عن الشاشات المحلية.