عندما تتحدّث عن فخامة الإخراج تتوجه الأصابع نحوه، يرصد التفاصيل الدقيقة ويختارها بعناية، فيليب أسمر عنوان للفخامة والرقي، مسلسلان نقلاه الى ضفة الأمان، "ثورة الفلاحين" و"خمسة ونص" أخرجا منه الإبداع بين القصور، لا ينفي التعب والجهد في التصوير ولكن يشفي غليله بعد الأصداء التي يتلقاها، فيما ينتشر إسمه ليس على صعيد لبنان فقط بل عربياً أيضاً رغم أنه ليس هذا الهدف فتعصبه للبنان يمنعه من التفكير خارج حدود وطنه، ومصحوباً مع ممثلين لبنانيين وشروط يستوعبها الإبداع فقط.

عن هذا الإبهار الذي عرفه، تحدثنا الى المخرج اللبناني فيليب أسمر الذي نفتخر به مخرجاً لبنانياً يرفع إسم لبنان أينما حلّ.

ما هي التحديات التي واجهتك أثناء تصوير "خمسة ونص"؟
في كل عمل أقوم به هناك تحد أواجهه، وفي رمضان هناك منافسة شريفة بين المسلسلات تقلقني حين تكون في مواجهة أكثر من عشر مسلسلات فلا تعد تتوقع ما قد يعجب المشاهد رغم الإنتاج القوي، ما يهمني أن أقدّم عملاً مقتنعاً به كفيليب أسمر بغض النظر إن نجح أم لا. فقد يخرج مسلسلاً "يكسّر الدني" ولكن تقنياً غير مشغول بشكل صح.

الى أي مدى أنت راضٍ عن النتيجة التي خرج بها المسلسل؟
أنا سعيد جداً صراحة بالنقلة، بيني وبين نفسي أحب التحدي بعضهم معتاد على الإخراج الكلاسيكي ولا يتقبل التغيير. لكنني ركزت على أدق التفاصيل وأداء تمثيل نادين نجيم وقصي خولي ومعتصم النهار، وحاولت أن أعمل على نادين كي تبدو قريبة من الناس أكثر، على عكس السنوات الماضية وهي لا شك ممثلة "كتير شاطرة" لكن كل ممثل يحتاج الى إدارة، والحمدلله الناس أحبّت الشخصيات. سعيد من أجل الممثلين اللبنانيين رولا حمادة ورفيق علي أحمد لأنهما أخذا حقهما في العمل، وأنا حريص على تواجد الممثل اللبناني في أعمالي.

شعرنا أن الممثل معتصم النهار لم يحظ بالمساحة الكافية في دوره حتى الآن خلال أحداث المسلسل، فما السبب؟

هذا الأمر مدروس، فمعتصم ليس غبياً كي يأخذ دوراً عادياً، لن أكشف أوراق المسلسل من البداية وأطلب من الناس التروي والهدوء. إن المسلسل مبني على مراحل والتوقعات التي تقول إن نادين ستحب معتصم غير صحيحة والناس ستكون أمام أحداث جديدة لم تشهدها من قبل وبعيدة عن توقعاتهم. وكل خمس حلقات هناك أحداث جديدة ستطرأ على القصة. وحين سيأتي دور معتصم سيكون في الوقت المناسب.

ما هو ردّك على الجدال الحاصل حول إساءة "خمسة ونص" لـ "الهيبة" بسبب مشهد؟ (وللتوضيح ظهرت المُمثّلة السورية إيمان عبد العزيز في مشهد في "خمسة ونص" وهي تشاهد مسلسلاً عبر التلفزيون وكان واضح ان هذا المسلسل هو "الهيبة" الجزء الثاني فعلقت: "تعي تعي شوفي شو سخيفين")
ما حصل لم يكن مقصوداً أن يتحول الى "بروباغندا" للعملين، وجاء الأمر عفوياً. حيث أنني طلبت وضع مشهد من مسلسل لشركة الصباح في مسلسل "خمسة ونص" كي لا يحدث سوء تفاهم مع شركات انتاج أخرى، وأن نبقى ضمن العائلة الواحدة.
حصل نقاش بعدها بيننا ولا خلاف أبداً.

كيف تتلقى أصداء مسلسل "خمسة ونص" بعد النجاح الذي حقّقته في "ثورة الفلاحين"؟
جميل أن تلقى النجاح بعد التعب وكمية التفاعل حول مسلسل "خمسة ونص" والشخصيات خلال مرحلة استمراري في تصوير المسلسل، خصوصاً أنني حاولت أن أقدّم شيئاً جديداً فيه على صعيد الإخراج من ناحية اللمسة التي يتميّز فيها فيليب أسمر. هناك ناس أحبّت وناس أكيد لم تحبّ، الدنيا أذواق.

فيليب من أين تستوحي الفخامة في الإخراج؟
هذا ذوقي في النهاية ولا تدرسه ولا تتعلمه في أي مكان، فقد درست سابقاً الهندسة، وأعتقد أن هذا كافٍ لأرد بإختصار على السؤال.

تحدّث العديد عن مشهد زفاف الممثلين نادين نجيم وقصي خولي بأنه مبالغ فيه، ما ردّك؟
"مش غلط" أن يمرّ مشهد 4 دقائق إستعراض من أصل 30 حلقة، جميل التنوّع في المسلسل مع الحفاظ على الجانب الدرامي وكنت مضطراً أن أنفذ العمل كما كتب، وبالنسبة للمبالغة والـ"أوفرة" ففي لبنان هناك حفلات زفاف مثل هذا وأكثر بكثير، أنا لا أؤمن كثيراً بالنقد الذي ينتشر على مواقع التواصل الإجتماعي، أحترم النقد البنّاء طبعاً الذي يخرج من شخص محترف يحترم العمل، واليوم نحن في عصر "ناس تابعة لناس وناس بتلحق ناس فلا يؤثر فيّ النقد السلبي بل يقويني ويؤكد على أن المسلسل ينال المتابعة."

نشر الممثل قصي خولي صورة لك على حسابه الخاص ولفتنا استغراب المتابعين لصغر سنك ومعظمهم لا يعرفونك بالشكل ولكنهم يعرفون إسمك جيداً. فماذا يعني لك هذا؟
الناس يعرفونني بالإسم ويتوقعون شخصاً أكبر مني، وهذه الشهرة فادتني خارج لبنان أكثر وهناك انتشار لإسم فيليب مؤخراً، وأتلقى العديد من الإتصالات وعروضات من مصر وسوريا والخليج، لكني متعصب للبنانيتي وسأبقى هنا في لبنان.

​​​​​​​لن تقبل العروضات خارج لبنان؟
لا أستطيع أن أقبل ولا أستطيع أن أرفض، أنا مهنياً متعصب للبنان لكن سأقبل إن وفّر العمل الشروط المادية والمعنوية، وتعاون مع ممثلين لبنانيين.​​​​​​​

ماذا عن الأعمال المقبلة؟
علي أن أتروى قليلاً بعد "ثورة الفلاحين" و"خمسة ونص" ولكن أريد أن أقدم شيئاً جديداً، ورهاني على النص والقصة أن يكونا يشبهان الناس أكثر بعيداً عن أجواء القصور والإبهار وهذا ما أبحث عنه في الوقت الحالي.