إختتمت عروض وفعّاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان "شاشات الواقع"، ضمن أيام بيروت السينمائية، في احدى صالات السينما بالأشرفية، بعرض الفيلم الوثائقي "GAZA"، للمخرجين الإيرلنديين غاري كين وأندرو مكونيل، وهو يعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط، بعد عرضه لأول مرة ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية لمهرجان صاندانس 2019، وحاز مؤخراً على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان دبلن السينمائي الدولي 2019.

الفيلم هو رؤية لقطاع غزة، يروي قصص الأشخاص الذين يعيشون في القطاع - من حرب غزة عام 2014 إلى مسيرة العودة الكبرى في العام الماضي، والتي دعت إلى حق العودة للاجئين. لكنه ليس فيلماً وثائقياً عن الحرب أو الكفاح، إنه فيلم عن الحياة، يركز على قوة الروح الإنسانية في أرض بطول 40 كم وعرض 11 كم. حيث يعتمد أكثر من 80 في المائة من السكان، على المساعدات الإنسانية.

ينقلنا الفيلم إلى مكان فريد بعيداً عن متناول التقارير الإخبارية التلفزيونية، ليكشف عن عالم غني بشخصيات فصيحة ومرنة، تقدم لنا صورة سينمائية مغايرة لأشخاص يحاولون أن يعيشوا حياة ذات معنى، ضد أنقاض الصراع الدائم.

يوثق الفيلم حال الصيادين، الذين يُسمح لهم بالذهاب لمسافة 4.8 كم فقط في المحيط المفتوح قبل إيقافهم بواسطة الزوارق الحربية الإسرائيلية، مما يمنعهم فعلياً من تحديد موقع أية سمكة. كما يسلط الضوء على محنة الخياطين الذين لا يمكنهم تشغيل آلات الخياطة، إلا في الساعات المتقطعة التي تعمل فيها الكهرباء. يتحدث سائق سيارة أجرة وإمرأة عن كيف أصبح المجتمع أقل ليبرالية، ومراهقة تتحدث عن متى سترتدي الحجاب.

موقع "الفن" حضر عرض الفيلم، وكان لنا هذا الحوار مع مخرجي الفيلم غاري كين وأندرو ماكونيل، اللذين أكدا أن هدف هذا الوثائقي هو تسليط الضوء أكثر على غزة ومعاناة الشعب هناك، وإعطاء الأولوية للأوضاع الإنسانية الصعبة، التي يعيشها الناس في غزة في آخر 11 سنة.

وأشارا الى أنهما واجها صعوبة في إيجاد الرؤية المختلفة لتصوير الفيلم، خصوصاً أن هناك الكثير من الأفلام الوثائقية التي تم تصويرها عن غزة، فكان تركيزهما ينصب على قصص مختلفة لأشخاص يعيشون في غزة، ويتحدثون عن معاناتهم في وجه الحصار الإسرائيلي.

كما قالا إنهما تأثرا كثيراً بمشاهد الحياة البسيطة للناس، على الرغم من المعاناة الصعبة التي يعيشونها، وصوّرا مشاهد للناس على البحر الذي يعتبر المتنفس الوحيد لهم، وكذلك تأثرا بالطاقة الإيجابية التي يتمتع فيها هؤلاء الناس على الرغم من ظروفهم الصعبة، وقد أظهروا دائماً الإستعداد أن يقولوا قصتهم لكل العالم، وأثبتوا أنهم متمسكون بالأمل في حياة أفضل ليعيشوا بسلام.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغطهنا.