أداء تلقائي وصدق وعفوية في التمثيل، إمتلك وجهاً بشوشاً ونفساً طيبة سمحة وحساً كوميدياً عالياً وروحاً مرحة، وقد وصفه الكاتب لينين الرملي بـ"طفل متخفٍ في شكل رجل عجوز".


يُعدصلاح عبد اللهأحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر، ويتميز بموهبة وتلقائية شديدة في الأداء، بالإضافة إلى حسه الكوميدي العالي، وعلى الرغم من بداياته الكوميدية إلا أنه نجح أيضاً في تقديم عدد من الأدوار التراجيدية، حتى أطلق عليه لقب "الجوكر".
ولد في 25 كانون الثاني/يناير عام 1955 في حي بولاق أبو العلا، ثم انتقل وهو في السابعة من عمره إلى حي بولاق الدكرور، وكان مهتماً منذ وقت مبكر بالعمل السياسي وكتابة الشعر السياسي، حتى أصبح أمين شباب حي بولاق الدكرور والدقي.

بدايات صلاح عبد الله
بدأصلاح عبد اللهمسيرته الفنية في المسرح الجامعي والمسرح القومي، فسرعان ما اقتنصه الكاتب لينين الرملي والممثل محمد صبحي ليلتحق بفرقة استوديو 80 المسرحية، التي كانت بمثابة نقطة الإنطلاق لجيل الثمانينيات، فكما أخرج مسرح الريحاني وبديع خيري جيل الستينيات، أخرج مسرح صبحي ولينين الرملي جيل الثمانينيات، إذ جمعت الفرقة شريهان وأحمد آدم ومحمود القلعاوي ونيفين رامز وهناء الشوربجي، ليسلك كل منهم طريقه إلى النجومية، ويصنع لنفسه شخصية فنية خاصة به، وفي أول أدواره الدرامية أيضاً قدمه محمد صبحي في مسلسل "سنبل بعد المليون" عام 1986، ليقدم شخصية "دقمة عبد الهادي" فتجلت موهبته في الكوميديا على الشاشة الصغيرة.
ومهد له الكاتب لينين الرملي الطريق إلى شاشة السينما في فيلم "الرجل الذي عطس"، وهو الآن يمتلك رصيداً فنياً يزيد عن 33 مسلسلاً و48 فيلماً و10 مسرحيات، إلا أنه لم تتسرب إلى نفسه أمراض الشهرة والنجومية، ولا زال يحتفظ بوفائه وإعتزازه ببداياته مع الكاتب لينين الرملي ومحمد صبحي، ورغم أن فارق السن بينهما ليس كبيراً، وكلاهما أصبح قامة فنية، إلا أنه دائماً ما يصف محمد صبحي بالأستاذ وصاحب الفضل عليه، وتعلم في مدرسته المسرحية.

بطولة الدور ودور البطولة
مثّل حلقة الوصل بين جيلين مختلفين، ففي الوقت الذي قدم فيه صلاح عبد الله أعمالاً فريدة مع عمالقة المسرح والدراما، سمح لنجوم المستقبل أن يعبروا من خلاله إلى البطولة، منهم محمد رجب وياسمين عبد العزيز وأحمد عز، وكان معه على الدرب نفسه لطفي لبيب وحسن حسني وبيومي فؤاد، فهم امتداد لعبد الفتاح القصري والنابلسي وزينات صدقي ومحمود المليجي، ويعادلهم في الجيل الثالث ماجد الكدواني وانتصار.
تبنى صلاح عبد الله فلسفة خاصة في مشواره الفني، فعندما سُئل لماذا لم تقدم بطولة مطلقة في تاريخك الفني، قال: "لو معرفتش تبقى رقم واحد، خليك رقم اتنين أو تلاته، المهم مبقاش الأخير".

أعماله
شارك صلاح عبد الله في عدد كبير من المسلسلات، منها "ذئاب الجبل"، "ريا وسكينة"، "حدائق الشيطان"، "سوق الخضار"، "سكة الهلالي"، "الدالي"، "الملك فاروق"، "ناصر"، "أحلامك أوامر"، "قمر 14"، "ليالي"، "أبو ضحكة جنان"، "الأدهم"، "سنبل بعد المليون"، "الجماعة"، "الحارة"، "وانت عامل ايه"، "إسماعيل ياسين، "ابو العلا"، "الريان"، "فرح العمدة"، "زي الورد"، "الرجل العناب"، "الإكسلانس"، "ساحرة الجنوب"، "عوالم خفية"، "قيد عائلي"، "هوجان"، "اتنين في الصندوق".
كما شارك في العديد من الأفلام، منها "المصلحة"، "حلم عزيز"، "365 يوم سعادة"، "مواطن ومخبر وحرامي"، "كباريه فؤاد حامد"، "مسجون ترانزيت"، "حمادة يلعب"، "مقلب حرامية" "عسكر في المعسكر"، "كلاشنكوف"، "المنسي"، "الهروب"، "درس خصوصي"، "الرغبة"، "كرسي في الكلوب"، "مندور وعزيزة"، "السلاحف"، "كتيبة الإعدام"، "الغاضبون".
وشارك صلاح عبد الله أيضاً في العديد من المسرحيات، منها "حمري جمري"، "حودة كرامة"، "الهمجي"، "خد الفلوس واجري"، "فيما يبدو سرقوا عبده"، "قديمة العب غيرها"، "امشي عدل"، "عصفور ودبور"، "حارة الضحك".

رفيق الدرب
شكل أحمد آدم وصلاح عبد اللهثنائياً ناجحاً ومتفرداً في تاريخ المسرح المصري، إذ بينهما كيمياء خاصة، فأينما تواجدا معاً صنعا نوبة من الضحك وحالة من الشجن سواء كانا في فيلم أو مسرحية أو حلقة تلفزيونية، التقيا لأول مرة في فرقة استوديو 80، لتبدأ صداقتهما التي دامت منذ 30 عاماً حتى الآن، فيحكي أحمد آدم أن بداية التعارف بينهما كانت في المسرح، إذ جلسا بعد انتهاء البروفات في المسرح، وهَمَّ صلاح عبد الله بإلقاء قصيدة كتبها ليسمعها آدم وتبدأ القصيدة بـ"شوف ياصاحبي اسمحلي افضفضلك إن كنت فاضي، القضية إن معادش في قواضي، يعني نور زي ظلمة وظلمة يعني نور"، ويسترسل في إلقاء القصيدة التي نالت إعجابه بشدة، ليقول بعد ذلك إن أحمد آدم ظل يحفظ قصائدي أكثر مني، ثم جمعهما بعد ذلك العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية مثل مسرحية "حوده كرامة"، ومسرحية "فيما يبدو سرقوا عبدو" و"إنت حر" وفيلم "فيلم هندي".
وذكر أيضاً أنه في فترة مرض صلاح انتشرت شائعة وفاته، واتصل أحد الأصدقاء لينقل الخبر إلى أحمد آدم الذي هرع بالاتصال بمنزل صلاح عبد الله، وعندما رد عليه صلاح بنفسه، أجهش بالبكاء، ليقول له "اهدى أنا كويس"، فرد مازحاً: "لا، أنا مضايق لما عرفت انك لسه عايش".

عم صلاح
إمتلكصلاح عبد اللهموهبة موازية لموهبة التمثيل وهي موهبة الشعر، مما أكسبه اللقب الشائع لشعراء العامية "عم صلاح عبد الله"، على غرار عم نجم وعم صلاح جاهين، قصائده تحمل فلسفة خاصة تغلفها البساطة والأسلوب الساخر، ولكن وراءه إحساس عميق بهموم الوطن وأوجاع الإنسان، كما أن إلقاءه كممثل له أثر بالغ في براعة إلقاء قصائده كشاعر.
وكتبصلاح عبد اللهالشعر السياسي وهو طالب في الجامعة، وكوّن فرقة مسرحية اسمها "تحالف قوى الشعب العامل" لأنها ضمت بعض العمال والحرفيين، بالإضافة إلى زملائه من الطلاب، وكتب الشعر الغنائي لمسرحية "العسكري الأخضر" بطولة سيد زيان، وجمع قصائده في ديوان "تخاريف بالعامية المعمية" الذي يعتبر مذكراته الشعرية، وما زال يكتب الشعر.

تعرّض لجلطة دماغية وسخر من شائعة وفاته
كشفصلاح عبد الله​إصابته بجلطة دماغية في العام 2010، نجا منها لكنها تركت أثراً على طريقة مشيه، وهو ما بدا واضحاً في بعض الأعمال التي قدمها، بعد هذا العارض الصحي.
في شهر آذار/مارس عام 2019، إنتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي شائعة وفاةصلاح عبد الله، لكن سرعان ما نفاها بنفسه، حيث نشر صورة لزوجته وهي تؤدي العمرة، وعلّق: "مِراتي في العُمرة فرحانة قوي بالصورة دي وأنا كمان بس ح موت مالضحك لو حد سألني هيا أنهي واحدة فيهم؟ .. يلا موتوني ما أنا إتعودت".