إستطاعت في السنوات الأخيرة أن تكون رقماً صعباً في عالم السينما والدراما في سوريا، حيث أطلق عليها النقاد والجمهور لقب "الجوكر" على اعتبار أنها تمتلك قدرة فنية وطاقة تستوعب كافة أنماط التمثيل.

عملت بالمسرح والسينما والتلفزيون والدوبلاج، أحبت عملها وتستمتع بتنوع الشخصيات التي تقدمها، لا تحب العمل السهل ولا تقديم الشخصيات البسيطة في الأداء.

لمعت في الشاشتين وقدمت أعمالاً متميزة كرّستها نجمة لامعة ووجهاً محبوباً يحترم مهنته ومشاهديه حتى استحقت أن تنال جائزة أفضل ممثلة عن أدوار جسدتها بصدق وبجرأة لافتة.

إنها الممثلة السوريةرنا شميسالتي تؤمن بأن التمثيل هو فن راق، يتم تقديمه كرسالة فنية اجتماعية بناءة بطريقة سهلة وممتعة للجمهور.

بداياتها وأهم أعمالها

ولدترنا شميسفي 26 أيلول/سبتمبر عام 1984 في اللاذقية، تخرجت من المعهد الطبي بدمشق، لكنها لم تجد نفسها في هذا المجال فقررت سريعاً الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية والعمل بعده في مجال الفن، وبالفعل فقد صارت بالأيام الأخيرة ضمن أبرز الممثلات السوريات الواعدات اللاتي تمتلكن موهبة فنية عظيمة تؤهلها لتجسيد أي دور يعرض عليها.

بدأترنا شميسمشوارها الفني في مسلسل "الخيط الأبيض" عام 2004، قبل أن تشارك في عشرات الأعمال الدرامية.

من أبرز أعمالها "المارقون" عام 2005 و"وشاء الهوى" و"الواهمون" عام 2006 و"ممرات ضيقة" عام 2007 و"ليس سراباً" و"بيت جدي" عام 2008 و"قلبي معكم" و"قمر بني هاشم" و"على قيد الحياة" و"تحت المداس" و"طريق النحل" عام 2009 و"باب الحارة" و"أسعد الوراق" و"رايات الحق" و"لعنة الطين" و"تخت شرقي" عام 2010 و"تعب المشوار" و"الولادة من الخاصرة" عام 2011 و"رومانتيكا" عام 2012 و"الانفجار" عام 2013 و"ضبوا الشناتي" عام 2014 و"علاقات خاصة" عام 2015 و"لست جارية" و"الغريب" عام 2016 و"أزمة عائلية" عام 2017، إضافة إلى عدة أجزاء من "بقعة ضوء"، و"دقيقة صمت" 2019.

تألقت رنا شميس في عالم الفن السابع، شاركت في كثير من المهرجانات وحصدت العديد من الجوائز في العراق وروسيا وإيران ومصر والسودان، ومن أفلامها "فانية وتتبدد" و"زيتونة سعد" و"كبسة زر" عام 2016 و"عزف منفرد" عام 2018.

المسرح

في أحد اللقاءات تحدثترنا شميسعن المسرح، فقالت: "هو عشقي واختصاصي الأكاديمي، كنتُ محظوظة لأنني تتلمذت وعملت مع أساتذة لهم تاريخ كبير في المسرح، عملت مع دريد لحام في مسرحية "السقوط"، ومع فايز قزق في عدة مسرحيات ومع غسان مسعود في عدة أعمال منها "عربة ترام اسمها الرغبة"، وعملت معه كمساعدة في تخريج دفعة من طلبة المعهد العالي، قسم التمثيل، كما عملت مع المخرج العراقي باسم قهار، وكثير من الأعمال الأخرى، ولعل أجمل لقب أحبه عندما يناديني به أساتذتي وأنا على الخشبة هو "الجوكر".

الدراما المدبلجة

وماذا عن الدراما المدبلجة ومشاركتك بها؟ سؤال أجابت عليه: "من المعروف أن اللهجة السورية أصبحت محببة لدى العرب وعند الجاليات العربية.. لا أحد يستطيع إنكار ذلك من خلال الأعمال المدبلجة، ولكنني لست مع الدراما المدبلجة إلى الحد الذي أصبحت عليه الآن فقد دخلنا بمرحلة الـover حتى وإن كنت قد شاركت في بعض الأعمال المدبلجة فهذا رأيي بها".

ورأت رنا شميس أن الدوبلاج علّمها كيفية استخدام الصوت بالشكل الصحيح، وهو فن تمثيلي عبر الصوت، وعلى الممثل أن يوصل أحاسيس الشخصية إلى المشاهد لدرجة الإقناع، من خلال إضفاء أداء خاص للوصول إلى المصداقية المطلوبة.

علماً أنها شاركت في دبلجة أكثر من عشرة مسلسلات تركية، منها "العشق الممنوع" و"دموع الورود" و"سحر الحب" عام 2008.

السير الذاتية

وعن رأيها بدراما السيرة الذاتية ورغبتها بتقديم شخصية تاريخية ما درامياً، تقول رنا شميس: "أتمنى تأدية شخصية الأديبة مي زيادة، لأنني معجبة بحالة الرومانسية التي كانت تعيشها، علماً أني لست مع هذا النوع ففي الغالب لا تكون ذات مصداقية عالية وتخلق مشكلات كبيرة لاحقة بعد العرض".

وإضافة إلى ذلك، تتمنى تأدية شخصيات أخرى لكنها لا تنتمي إلى الوطن العربي.

الجمال

تقولرنا شميسإنه إذا تسلحت الممثلة بالموهبة والثقافة، فإن براعتها بالأداء ستسحب المشاهد معها وتنسيه أن ينظر إليها كمجرد صورة، حتى وإن كان جمالها متواضعاً، ما بالك إن كانت جميلة، الجمال نعمة من الرب والجمال يخدم الممثلة بالتأكيد، إن كانت هي قادرة على خدمته.

الجرأة

كشفت رنا شميس أنها مع الانفتاح في المجتمع وحتى مع الجرأة في الدراما، بشرط ألا يخدش حياء المشاهد أو المحيط، مؤكدة أنها إنسانة شرقية جداً وتحترم عادات مجتمعها، لكنها في الوقت نفسه أبدت استغرابها من ربط الجرأة بالمحرمات الثلاثة، مؤكدة أن هذه الكلمة أكبر بكثير، وتتعلق بإثارة أفكار ومواضيع جدلية وإشكالية، تخلق المساحة الكافية للمتلقي ليناقشها، بعدما تتوسع عنده دائرة الإدراك.

معلومات قد لا تعرفونها عنرنا شميس

حصلت على جائزة أفضل ممثلة في "مهرجان الإسكندرية" عن دورها في فيلم "فانية وتتبدد".

انفصلترنا شميسعن زوجها بعد زواج دام ست سنوات تقريباً، بعيداً عن الأضواء، ولها من هذا الزواج ابنها الوحيد "وديع".

اعتُبرت أنها ممثلة تمتلك من الجاذبية ما يكفي، مركزة على أدائها أكثر من شكلها لأنها ليست "عارضة أزياء"، وقالت: "أحب شكلي وكل يوم أشكر الله عليه".

قالترنا شميس:"إكتشفت أنني ممثلة بالصدفة، أنا لا قدرة لي أن يكون عندي أكثر من وجه، الوجوه التي يمكن أن يؤدى بها أكيد تكون أمام الكاميرا وليس خلفها.

شقيقها كان طالباً في المعهد العالي للموسيقى وهو الذي شجعها على دخول المعهد العالي للفنون المسرحية، معتبرة أن ما هي عليه الآن هو دين له في رقبتها، علماً أنه الآن يدرس لينال درجة الدكتوراه في الموسيقى في فرنسا.

تحب كثيراً الاحتكاك مع المجتمع البسيط لأنه المجتمع الأغنى اليوم، فالمظاهر والبهرجة لا تعنيان لها شيئاً، مفضلة الشرب من النبع على أن تشرب من زجاجة تحمل ماركة فخمة.

بين "الجوكر" و"فراشة الدراما السورية".. أي لقب تفضلين؟ أجابت: أحب اللقبين، فالممثل هو player وعندما ينادوني بالجوكر أشعر أنهم أنصفوني حقاً، وحتى كلمة "فراشة" بالتأكيد لن ترفضها أنثى.