بدأ يُرنّم بعمر الثماني سنوات، حين طُلب منه أن يرنّم منفرداً في مناولته الأولى، ومنذ ذلك الوقت أصبح يرنم بإستمرار، وبدأ بعدها في الغناء.

لا يحب أن يخطو خطوات أكبر من قدراته، فهو يصعد السلم الفني درجة درجة وبخطوات ثابتة ومدروسة، ولا ينسى فضل أهله عليه وهم الذين يدعمونه بإستمرار.

إنه الفنان منير خليفة الذي وبمناسبة أسبوع الآلام، أحيا رسيتال "من أول المشوار" في كنيسة مار أنطونيوس البادواني في الحدت، بمرافقة فرقته الموسيقية والمؤلفة من أنطوان الأشقر على البيانو، كارين بويري على الفلوت وبيار غانم على الكمان، بحضور مخاتير البلدة وعدد من المؤمنين والأصدقاء.

قدمت الرسيتال رئيسة التحرير هلا المر والتي قالت:"دائماً نطلب شفاعة مار أنطونيوس لنجد الأشياء المادية التي نفقدها، ولكن أحياناً كثيرة يجب أن نقول له إننا أضعنا السلام وليساعدنا على أن نجده، أو نقول إننا أضعنا مسيحيتنا فليساعدنا على أن نجدها. مار أنطونيوس كان يتحدث بطريقة جميلة جداً، على الرغم من أنه منذ أول دخوله إلى الدير كانوا يظنون أنه غير متعلم، في إحدى المرات طلبوا منه أن يلقي وعظة، فجاءه الوحي من الروح القدس وتحدث حينها كلاماً جميلاً جداً عن يسوع المسيح، هناك أشخاص يتحدثون عن يسوع، وهناك أشخاص يرنمون له".

وأضافت :"نقدم رسيتال اليوم على نية كل المسيحيين حول العالم، خصوصاً بعد أن إحترقت كاتدرائية نوتردام في باريس، صحيح أن الكنيسة هي نحن لأننا هياكل الروح القدس، ولكننا زعلنا كثيراً على كنيسة عمرها 800 عام، فيها عقيدة وتاريخ وكنوز الملوك، وكذلك لها رموز كبيرة".

وتابعت المر :"كم نحن بحاجة لنصلي لقيامة لبنان، وكم هي قلوبنا حزينة على وطننا، فهناك أشخاص يعيشون وحيدين، وهناك آخرون بعيدين عن أهاليهم، وكم يجب أن نصلي للجيش اللبناني الذي فدى حياتنا بأرواح جنوده، يجب أن نصلي دائماً للجيش لأنه لم يضحِّ أحد من أجلنا مثلما ضحّى الجيش اللبناني".

وأضافت :"إن الشخص الذي يرنم، إن كان لا يصلي فهو لا يستطيع أن يقنعنا، فعلى المرنم أن يناجي الروح، ويجعلها تحاكي الله والروح القدس ويسوع المسيح، منير خليفة، وهبه الله صوتاً من أجمل الأصوات، صوته من ذهب، والوزنات الخمس التي منحه الله إياها، عمل منها منير أول خمس وزنات وأعطاها مباشرة ليسوع، وبعدها أصبحت كل خمس وزنات تعود بوزنات أكبر وأكبر. لم يخجل منير من أن يبشر بيسوع، وأن يفتخر بمسيحيته وأن يسبح الرب بصوته الجميل، فهو يجعلنا نصلي في كل الأوقات، ونحب يسوع من خلال كل كلمة يقولها في كل ترنيمة".

وإنطلق برنامج الرسيتال مع موسيقى "في الليل قبل الآلام"، وبعدها صدح صوت منير ليمجد الله بدءاً من ترنيمة "من أول المشوار" وصولاً إلى "ربي إنتصر".

منير رنّم بإحساس عالٍ، وأبدع بأدائه، ونقلنا بصوته إلى حيث السلام، بترانيم لامست أرواحنا، إختارها ليسوع والعذراء مريم والله الآب السماوي "أمامك أيها المصلوب"، "أيها السموح"، "يا إلهي صلّي فيّ"، "إرحمني يا الله"، "عيني تقطر"، "وا حبيبي"، "أنت حريتي"، "عال هاو ترعو"، "كامل الأجيال"، "قامت مريم"، "يا مريم البكر فقت"، "أنا الأم الحزينة"، "اليوم عُلّق على خشبة" و"ع جبينك الإكليل".

موقع "الفن" إلتقى الفنان منير خليفة، وكان لنا معه هذا الحوار.

لماذا إخترت "من أول المشوار" عنواناً لهذا الرسيتال؟

كل عام في أسبوع الآلام أحيي رسيتال مع فرقتي الموسيقية، أحببنا هذا العام أن يكون العنوان "من أول المشوار" علها تكون نهاية المشوار مثل نهاية آلام المسيح، وتكون قيامة للبلد ولكل الشعب اللبناني.

إلى أية درجة الإيمان حاضر في حياتك؟

الإيمان يشكل جزءاً كبيراً من حياتي، وخصوصاً يوم الأحد الذي هو مقدس بالنسبة لي حيث أشارك في خدمة القداس مع فرقتي الموسيقية، لأني أحب أن أشكر الله على كل نعمه.

لديك العديد من الأغنيات، ولكن ماذا عن الترانيم الخاصة بك؟

اليوم أرنم في الرسيتال "ربي إنتصر"، وهي ترنيمتي الجديدة من كلمات لينا هاشم حرب وألحان وتوزيع وتسجيل بيار غانم، ولدي أيضاً ترنيمة "شكرا يسوع" التي أطلقتها سابقاً، وهي موجودة ضمن ألبوم الترانيم الذي قدمته.

قدمت أغنية "المغوار" من ألحان الفنان غسان خليل، ما كانت أصداؤها؟

صحيح، وأنا أفتخر كثيراً بهذه الأغنية التي تركت بصمة مهمة جداً في حياتي الفنية.

هل حاولت أن تكتب أو تلحن؟

نعم حاولت ولكني لم أنجح في ذلك، فمثلما يقول المثل "أعطي خبزك للخباز ولو أكل نصفه"، ونحن لدينا شعراء وملحنون رائعون.

في الختام، ما هي أمنيتك؟

القيامة هي الرجاء، ونحن نرجو أن ينهض لبنان من الغيبوبة التي يمر بها، ومن الموت الذي يسود دولتنا وإقتصادنا ومجتمعنا، وأعايد الجميع بعيد الفصح المجيد.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.