ممثل سوري كبير، يعد من أبرز الممثلين في الدراما السورية، يتميز بطريقته الفريدة في أداء الأدوار التي توكل إليه، إذ يعدفايز قزقمن الفنانين المحبوبين، نظراً لشخصيته الجميلة، وحبه لمساعدة الفنانين، وبخاصة الصاعدون منهم، وذلك من خلال تقديم النصائح لهم.

ويتميز بالاحترافية الكبيرة في التمثيل، وقد استفاد من سنوات الدراسة في بريطانيا، الأمر الذي أكسبه الخبرة الكبيرة في أداء الأدوار بطريقة مميزة.

وتعتبر تجربته المسرحية من أنضج التجارب عربياً، حيث قدم خلال ربع قرن ما يزيد على 50 عملاً مسرحياً تمثيلاً وإخراجاً، وهو حالياً يدرّس في المعهد العالي للفنون المسرحية وتتلمذ على يديه الكثير من النجوم.

سيرة حياته

ولدفايز قزقفي الخامس من حزيران/يونيو عام 1959، في مدينة اللاذقية وفيها نشأ.

كان يحلم بأن يكون طياراً، وبعد ذلك كان حلمه أن يكون لاعب كرة قدم من ثم حلم بأن يكون شخصاً مهتماً بالعلوم الطبيعية، لكن قادته الأقدار إلى ما هو عليه الآن.

وفي الواقع وصل إلى أبواب إحدى الكليات وعاد، وبدأ دراسته في المعهد الزراعي في دمشق وتم الفصل الأول على ما يرام، لكن خلال الفصل الثاني كان افتتاح معهد الفنون المسرحية في عام 1976، فقدم طلبه بين حوالى 500 طالب وقُبِل، ودرس في المعهد وتخرج منه عام 1981 ليبدأ رحلته في عالم المسرح. وبعد ذلك بدأ بالظهور على خشبة المسرح كممثل، كما قام بإخراج عدد كبير من المسرحيات.

ثم سافر إلى بريطانيا ليكمل دراسته فحصل على شهادة عليا في إعداد وتدريب الممثل المسرحي من كلية الروز بروفيلد، كما نال شهادة الماجستير في الإخراج المسرحي من جامعة ليدز البريطانية، ليعود بعدها إلى وطنه الأم ويواصل رحلته في عالم المسرح، فاستمر في إخراج المسرحيات، كما قام بأداء العديد من الأدوار فيها.

أبرز أعماله

شاركفايز قزقفي عدد كبير من الأعمال الاجتماعية والتاريخية والكوميدية وأعمال البيئة الشامية، وفي كل هذه الأعمال أظهر براعة وتميزاً، لكن يبقى دور "مأمون" في مسلسل "باب الحارة"، من أبرز الأدوار التي لعبها وأشهرها.

وقدم للدراما حوالى ثمانين مسلسلاً أبرزها "شجرة النارنج" عام 1989 و"عمر الخيام" عام 2002 و"ذكريات الزمن القادم" و"الحجاج" عام 2003 و"أهل المدينة" عام 2004 و"الظاهر بيبرس" عام 2005 و"الأمين والمأمون" و"أسياد المال" عام 2006 و"أبو جعفر المنصور" و"رياح الخماسين" عام 2008 و"باب الحارة 4" و"صراع المال" و"منمنمات اجتماعية" و"رجال الحسم" عام 2009 و"وادي السايح" و"باب الحارة 5" و"ما ملكت أيمانكم" و"لعنة الطين" عام 2010 و"كشف الأقنعة" عام 2011 و"زمن البرغوت" و"بقعة ضوء 9" و"المفتاح" عام 2012 و"حائرات" و"قمر شام" عام 2013 و"ضبوا الشناتي" و"طوق البنات" عام 2014 و"العراب" عام 2015 و"صدر الباز" و"عطر الشام" عام 2016 و"قناديل العشاق" عام 2017 و"وحدن" عام 2018.

ومن أفلامه السينمائية "رسائل شفهية" عام 1991 و"خارج التغطية" عام 2007 و"طعم الليمون" عام 2011 و"فانية وتتبدد"عام 2016.

باب الحارة

في عام 2011 وبعد مشاركاته في الجزأين الرابع والخامس، قال فايز قزق إن مسلسل "باب الحارة" محطة مهمة للشهرة والظهور على الشاشات التلفزيونية، بما يحققه من الانتشار والشهرة.

أما عن اشتراكه بالجزء الرابع وتمكنه من الدور بشخصية "مأمون بيك"، فقال إنه استطاع من الدور بفضل الإمكانيات التي يجب أن ينميها الفنان أو الممثل، وهي التي تمكن الفنان من النجاح.

نجم مسرحي

يفضل فايز قزق أن يقدّم كممثل مسرحي، لأن بداياته كانت في المسرح، والمسرح هو أبو الفنون لأنه جامع لكل الفنون، وأضاف: "يجب التشبث بهذه الأصول وإلا فقدنا الفنان الحقيقي، واعتبر أن النجم التلفزيوني ولاؤه للقناة التي توجته وجعلته نجماً، على حين أن الممثل في المسرح حاضنته شعبية بالضرورة وأوضح أنه حتى تلك المسرحيات التي تقدم على شاشات التلفزيون هي ناقصة وفيها عورة لأنها افتقدت لروح الجماعة الموجودة في الصالة".

إلى السويد

خلال عام 2014 تعرض قزق لشائعة هجرته إلى السويد هرباً من الحرب، قبل أن يخرج إلى الإعلام وينفي الخبر جملة وتفصيلاً، مؤكداً أنه بمهمة خاصة لأحد المشاريع التلفزيونية إضافة إلى عرض مسرحي هناك، خاصة بوجود جالية سورية وعربية كبيرة في السويد.

وبالفعل عاد إلى دمشق وكان ولا يزال مقيماً فيها، وآثر البقاء في سوريا خلال الأزمة، مؤكداً أنه ليست لديه مشكلة مع أي فنان لم يهاجم الشعب السوري، أو حاول التفريق بين أفراد الشعب، وأضاف أنا مع الجميع شرط أن يكون هذا الجميع بنّاء.

معلومات قد لا تعرفونها عنفايز قزق

انتقد استخدام اللهجات في الدراما من باب السخرية وإثارة الضحك، مؤكداً أهمية احترام اللهجات لأن لها ظروفها التاريخية.

اعتبر أن الفنان الحقيقي هو فنان مقاوم، فالأديب نجيب محفوظ إنسان مقاوم، يقاوم الخراب، يقول ما في مدينة القاهرة من أمراض، وما في مدينة القاهرة من إمكانيات للنهوض.

أكد أن الحكومات العربية تعاملت مع التلفزيون كأنه هدية من السماء، لحصر المواطنين في البيوت بمحاولة لاستكمال أكبر عملية لتخدير العقل.

أكد أن الشاشات تربية فضائية والفضاء ليس لنا، وعندما نصنع قمراً صناعياً سورياً أو عربياً خالصاً ونبدأ بتفعيله ضمن سرنا، ونخاطب شعوبنا من خلاله، عندها سيصبح هذا القمر وهذه القناة صافية ومربية وفق شرعتنا نحن، لا وفق شرعة المنتج أو الغني.

إنتقد التلفزيون السوري لعدم إنتاجه مسلسلات، تحكي عن معاناة الفلاحين والعمال بطريقة مشوّقة.

من الجوائز التي يعتز بها هي جائزة أفضل ممثل عن دوره في مسرحية "حمّام بغدادي"، في مهرجان القاهرة، وحينها كان التنافس مع فرقة روسية.