نجم متميزحقق نجاحات كبيرةفي الدراما حتى أن الأمر تحول للسينما وقدم فيلم "122" بشخصية غير عادية لطبيب هو في الأساس مريض نفسي ومدمن على المخدرات، وبأداء عالٍ وتفاصيل جاذبة إستطاع تحقيق إيرادات عالية والبرهنة على قبول الجمهور لنوعيات جديدة ومختلفة في السينما المصرية.

.هو الممثل طارق لطفي الذي يتحدث لـ"الفن" عن تجربة فيلم "122" وكيف تحضر لها والصعوبات التي واجهها والخوف والقلق وقت التصوير، ومن ثم يكشف لنا عن تحضيره لفيلمين في السينما وغيابه عن موسم رمضان المقبل وقبوله أي سيناريوهات مكتوبة حتى ولو من كتّاب يكتبون للمرة الاولى شرط جودة العمل، وتفاصيل كثيرة في اللقاء التالي:

في البداية..هل توقعت النجاح الذي حققه فيلم "122" والإيرادات الكبيرة والضخمة وخاصة أن موضوع الفيلم جديد على السينما المصرية؟
الحمد لله على ما حققه الفيلم والجمهور كان كريماً للغاية، وكنا نتوقع هذا النجاح الذي حققه لأسباب كثيرة أهمها النص المميز والمخرج الموهوب والمنتج الذي لم يبخل إطلاقاً على أي شيء بالفيلم وفريق العمل المتميز للغاية، وهذا العمل أعتبره توليفة جديدة ونجاحه يبرهن على أن الجودة الفنية هي الأهم والمضمون الفني الجيد هو الذي يكسب الرهان، فرغم وجود تيمات ونوعيات أخرى في السينما من قبل أثبتت نجاحها مثل الكوميديا والرومانسية وغيرها، إلا أن نجاح "122" يثبت أن الجمهور أحب هذه النوعية وينتظر المزيد منها، وأعتقد أنه بسبب هذا الفيلم ستكون هناك الكثير من النوعيات التي ستقدم خلال الفترة المقبلة بجرأة.

البعض تعامل مع فيلم "122" على أنه رعب بالكامل من خلال البرومو ولكن من يشاهد الفيلم سيعرف أنه تشويقي، فهل ترى أن هذا العمل هو البوابة لتقديم أفلام رعب مصرية بشكل كامل؟
بالفعل فيلم "122" تشويقي وليس رعباً وأعتقد أنه سيكون بوابة لتقديم أفلام رعب مصرية بجودة عالية، وأيضاً من الضروري أن تشهد السينما تنوعاً في طبيعة الأعمال المقدمة من دون الثبات على أفكار معينة، لأن هناك شرائح كثيرة من الجمهور تتحمس لمتابعة ما تُملي رغباتها.

وما الذي جذبك لفيلم "122" بشكل عام بداية من مرحلة القراءة؟
عوامل كثيرة جذبتني لهذا العمل أهمها الإختلاف الذي أبحث عنه في ما أُقدمه سواء في الدراما أو السينما، فضلاً عن حداثة القصة، أضف إلى أني أعتبره مغامرة وكلما قمت بمغامرات محسوبة ومدروسة بشكل جيد فمن الضروري قبولها لأنها تأتي بثمار النجاح، ولكن اللعب على وتر المضمون قد يجعلك تنجح ولكن ليس بقدر دخول مغامرة.

دورك في فيلم "122" شهد الكثير من التحولات فضلاً عن الإنفعالات الكثيرة التي تجلت عليك في كل مشهد، فهل أرهقتك هذه الأشياء؟
بالتأكيد.. فأكثر شيء صعب في هذا الفيلم أن أحداثه تبدأ وتنتهي في أقل من يوم واحد، وفكرة المحافظة على الإيقاع الخاص بالفيلم فضلاً عن التغييرات والتحولات الموجودة فيه والشخصية. كذلك أسباب تسلسل الأحداث وطبيعة عمل الشخصية وتصرفها كان بناء على موقف أكثر من التخطيط لها.

وما الذي أقلقك وقت تصوير الفيلم؟
أصعب شيء أقلقني في تصوير هذا الفيلم هو المحافظة على "راكورات" الملابس والأداء والحركة وكل شيء وهذا تجلى في تعرضي للإصابة في يدي فلم أستطع أن أحركها. إذاً هذه الراكورات كانت معتمدة على الإحساس، ومن هنا كانت الصعوبة.

وما الجانب الذي ركزت عليه وقت التحضير للشخصية؟
مرضها النفسي وهذا تجلى في بعض المشاهد من خلال هذا الشخص الذي باع ضميره وهو مدمن على المخدرات وعنيف ومدمر إجتماعياً وحساباته كلها مادية، فهذه الشخصية التي كتبها مؤلف العمل صلاح الجهيني بحرفية عالية، وعلى الرغم من أن مثل هذه النوعية من الأفلام السينمائية قد تحتوي على أحداث غير مُبررة فنياً، ولكن صلاح الجهيني نجح في تبرير كل سلوكيات الشخصيات الموجودة في العمل، وهذا كان مهماً للغاية من أجل تحديد الشخصية ودراستها بشكل جيد وقت القراءة والتحضير لها.

بعض الأطباء هاجموا العمل وإعتبروا أن فيلم "122" مُسيء لهم، فهل ترى أن السينما لابد أن تركز على الإيجابيات أو السلبيات؟
لو قدمنا دور محامٍ فاسد سيغضب المحامون، وقياساً على ذلك ببقية المهن. ولا أعتقد أن هناك طبيب يُشبه"نبيل" في الواقع وخاصة أنه مريض نفسي في الاساس، وليس من حقهم أن يغضبوا لأننا نُقدم موضوعاً من خيال المؤلف ولا يُلقي الضوء على أشخاص بعينهم في الواقع، ووقت التحضير للشخصية لم أقابل أي طبيب كي أتقن الشخصية لأنني أعرف أنها خيالية وغير موجودة في الواقع، كما أن الفن لا يُقدم فقط الظواهر الغريبة ولكننا نُقدم "حدوتة" قد تكون خيالية وقد تحاكي الواقع، لذا فالموضوع لا علاقة له بالأطباء وتصريحاتنا بأن الفيلم لا يهاجم أية فئة هي أكبر دليل على ذلك.

بالنسبة للنقد والآراء السلبية، ما المعيار الذي يجعلك تتقبلها أو ترفضها؟
أهتم وأقرأ وأستمع لكل ما يُقال حول أعمالي، وأُقيّمه في النهاية لأن النقد من المفترض أن يكون جريئاً وبنّاءً وعلى أساس دراسة وأن يكون منطقياً.

هل ترى أن الإيرادات هي المقياس لنجاح أي عمل سينمائي؟
أعتبر أن الإيرادات هي جزء من نجاح العمل لأن هناك أعمالاً قد تُحقق إيرادات كبيرة وعلى المستوى الفني غير جيدة، ولكن أن تُحقق إيرادات بفيلم مضمونه الفني جيد فهذا هو النجاح، وبالتالي فهو يواجه آراء إيجابية أكثر من السلبية، والحمد لله كل النقاد تحدثوا عن الفيلم بشكل إيجابي للغاية، والإيرادات مؤشر للنجاح ويوضح لك كيف تقبّل الناس الفيلم والممثل بشكل عام.

رغم نجاحك في الدراما إلا أنك غائب عن السينما منذ سنوات طويلة..فما السبب؟
لم تكن هناك أعمال تجذبني للعودة خاصة أنني لم أكن بحاجة لتحقيق نجاح وحسب، بل كنت أرغب في عودة سينمائية أُحقق بها نجاحاً كبيراً وضجة، فإتخذت قراراً بعدم العودة بعمل عادي وبالفعل قُدمت لي أعمال كثيرة إعتذرت عنها لعدم رغبتي في التواجد بما هو عادي.

بعد تحقيق النجاح السينمائي، هل أنت قلق من الأعمال المقبلة لك في السينما؟
بالفعل إنتابني الشعور بالقلق لما سوف أُقدمه في السينما خلال الفترة المقبلة، ولكن بعد أسبوع واحد فقط من نجاح العمل عُرضت علي فكرتان لفيلمين أكثر من رائعتين، وإحداهما في طور التحضير والأخرى لحين الإنتهاء من العمل الاول.

وما الذي تبحث عنه بعد النجاح في الدراما والسينما؟
طوال الوقت أبحث عن الجديد والمخاطرة في ما أُقدمه، فمسلسل "بعد البداية" كان بداية البطولة في الدراما وكان مختلفاً وجديداً وما بعده كذلك في "شهادة ميلاد" ومن ثم "بين عالمين"، فكلها كانت أعمالاً مخيفة بالنسبة لي وتدعو للتفكير، وهذا ما أقصده في أعمالي التي كانت مبنية على الإختيارات البسيطة والمختلفة، وأتقبل أي أعمال فنية من أي أشخاص وكتّاب حتى ولو أنهم يكتبون للمرة الاولى وأقرأ ما هو مكتوب واتناقش معهم، فأنا أبحث عن أفكار جديدة طوال الوقت تكون بعيدة عن التقليدية، إذ أني شخص غير متوقع وغير معروف عني ما الذي سأُقدمه.

وفي النهاية.. هل قررت المشاركة هذا العام بموسم الدراما في رمضان؟
سوف أغيب هذا العام عن الدراما وهذا أمر طبيعي لأنه من الضروري إحداث موازنة ما بين حضوري في الدراما والسينما خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن أن السيناريو المتميز هو ما يحركني في المقام الاول.