هو زمن القيامة المجيدة... الفرح الحقيقي البعيد كل البعد عن زيف الأرض وأفراحها الآنية ومتعها الواهمة.

في زمن الفصح ما أحوجنا إلى السعادة، التي غمرتها حياتنا الأرضية بانشغالاتها كسباً للقمة العيش، وتوفير المستقبل الحالم والمستقر.

نصوم لننأى بأنفسنا، قدر المستطاع، عن نزوات الأرض وتهالكنا من الخطيئة، وما أكثر مسبباتها في زمننا هذا.

نصوم لرأب الصدع مع يسوع الذي خاصمناه، ونكرناه مئات المرات، واقترعنا على لباسه، وطعناه بحراب شهواتنا ومقدراتنا الأرضية...

وهو مضرّج بالدماء لأجلنا يُصلب ويُجلد ويُبصق عليه لتتمَّ الرسالة... رفع ذرية آدم من الخطيئة وأكرمنا بنعيم القيامة والابدية.

ذوقوا وتلذذوا ما أطيب الرب... نعم في زمن الفصح، دعونا نتلذذ بفرح القيامة بيسوع المسيح، الذي رفعنا من الجحيم، وكسر قيود الموت، وجعل من ذريتنا قيمة ترقى إلى صورة الله ومثاله.

في زمن الفصح المجيد، نستشعر الحب الحقيقي حتى مع من يخاصمنا لنتماثل بالرب.... نستمر في الصوم عن النميمة، لنكسب من كرامتنا محبة في الإله الحقيقي.

قد نظن في الزمن الفصحي أنه بإمكاننا الالتصاق بالفرح، من خلال مظاهر العيد بتحضير الحلويات والثياب، ونتغاضى عن الإعتراف بالخطأ، منجرفين في جرف المظاهر الاجتماعية. إنما الحقيقة التي نتعلمها من يسوع، هي أن لا فرح من دون ألم، والألم يكمن في دفن أحقادنا ورذائلنا وشرورنا وعنادنا وغرورنا وغيرتنا الحمقاء وأسقامنا في أسفل دركات الجحيم، لنعود ونقف عليها، وعيوننا شاخصة باتجاه يسوع الجبار، الذي انتصر على الألم بالصليب، فكان فرح القيامة.

ما أحوجنا إلى هذا الزمن الفصحي، عله يسكرنا من خمرة النور المتجلي بالقيامة، بعيداً عن واقع مرير يصيبنا ويحبطنا أحياناً، خوفاً على مستقبلنا ومستقبل أولادنا في هذا البلد.

ولأننا أبناء الرب ونؤمن بالقيامة، والقيامة رجاء، نحيا حقيقة على رجاء القيامة، وعلى محبة يسوع الوحيدة القادرة في هذا الزمن المجيد، على أن تنتشلنا من عالمنا إلى فوق، حيث لا وجع، ولا ألم هناك.

من أسرة موقع "الفن" نتوجه إلى قرائنا ومتابعينا الأعزاء بأحر التهاني، بمناسبة هذا العيد المجيد "المسيح قام، حقاً قام".