عايدة صبرا الفنانة الأستاذة التي حصلت على دبلوم دراسات عليا من معهد الفنون الجميلة / الجامعة اللبنانية.

وهي ذاتها مدربة الرقص والممثلة والكاتبة الشاعرة والمسرحية وعلى الرصيف الآخر هي نفسها الاستاذة المحاضرة في جامعة القديس يوسف وأستاذة التعبير الجسماني والايماء والتمثيل والرقص. باختصار مفيد هذه هي "الست نجاح" التي شغلت الرأي العام بظرف هذه الشخصية في مسلسل "حلونجي يا اسماعيل ".
الفنانة عايدة صبرا تتحدث لموقعنا عن واقع الدراما والمسرح في لبنان وعن حظها في الفن .

إلى أي مدى تعتبر عايدة صبرا نفسها مظلومة فنياً عند المنتجين ؟
لست وحدي من يعاني من هذه المسألة بل هناك الكثيرات غيري اللواتي يتمتعن بالكفاءة العالية والخبرة والحرفية لكنهن انظلمن في مكان ما .

ما هي أسباب هذا الظلم ولا سيّما وأنك أكاديمية ومحترفة جداً ؟
الظلم في عملية الـ casting direct التي تقوم بها شركات الإنتاج فنحن في لبنان نفتقد لها، بعكس الأعمال في الخارج ومثل هذه المسألة تقوم على دراسة وتخصص حيث يتم اختيار الممثل المناسب للدور المناسب له وحسب أعمار الأبطال في القصة وظروفهم، نحن في لبنان لا نمتلك هذا الامر، وحتى أن المخرجين لا يعرفون كمية من الممثلين تخوّلهم اختيار الأفضل، بينما في الأفلام السينمائية نحن على دراية بمثل هذا الاختبار .

الظلم في سوء الاختيار ؟
صحيح ومن العادة عندنا أن يحصروا الممثل في كاريكتير معين لمع فيه فيصبحون يرشحونه على أدوار مشابهة، وهنا تأتي مهارة الممثل بكسر طوق الانحصار في كاريكتير محدد والتنويع في عمله .

لماذا حضورك الفني بالدراما اللبنانية لا يليق بمستوى تخصصك الاكاديمي ؟
ذلك لأن إهتماماتي الفنية محصورة بغالبيتها في المسرح وكل الأدوار التي قدمتها بالدراما اللبنانية هي انتقائية تتوافق مع قناعاتي الفنية، وأنا كفنانة عندي منهجيتي الخاصة بالعمل .

ما هي أسس هذه المنهجية ؟
تمسكي باختيار الموضوعات الأكثر صعوبة، لأني أهتم جداً باكتشاق قدراتي أكثر وتطوير نفسي لهذا السبب المشاهد متعلق بكاريكتير الست نجاح الذي لعبته في مسلسل " حلونجي يا اسماعيل "، وفي مسلسل " جنى العمر " و "درب الياسمين "و" أحلى بيوت راس بيروت " وغيرها من الأعمال .

هل الإنتاج له يد في هذا الإجحاف بحقك ؟
أعود في الإجابة إلى بداية حديثنا، نحن نفتقد للأسف إلى الاختبار المباشر لإنتقاء الممثلين في كل عمل ويكون الإنتقاء عندنا كناية عن عمل شللي فكل منتج وكاتب ومخرج عنده جماعته التي ينفّعها، بينما عندنا الكثير من الوجوه الشابة ضائعة في سياق هذه المحسوبيات .

برأيك ما هي التغييرات التي طرأت على الدراما في لبنان ما بين الأمس واليوم ؟
بالأمس كان هناك حب للعمل الدرامي وكانت جميع العناصر تتكاتف لإنجاح العمل، بينما اليوم أصبحوا في غالبيتهم يتوقون للشهرة وهذا الأمر ينعكس على الأعمال الدرامية التي تقدّم وأصبحنا نلاقي القليل من الذين يغارون على المصلحة العامة في الدراما .

عشقك الأول والأخير للمسرح برأيك هل ما زال هذا القطاع ناشطاً وما هي العراقيل التي تعترضه ؟
اكيد عشقي الكبير لهذا القطاع لا يوصف لأنه عمل فني مجهد يتطلب بحثاً وشغلاً ويحثك على خوض غمار الذات، وطبعاً المسرح في حركة ازدهار و هو ناشط وتعرض على خشبته مسرحيات مهمة جداً وبعضها يشارك فيمهرجانات دولية وينالون جوائز قيمة. رواد المسرح في تزايد كامل إنما الخطوة الوحيدة المعرقلة هي الإنتاج علماً بأن وزارة الثقافة تساهم بمبلغ ضئيل مشكورة، إنما القيمون على هذا الاختصاص يضطرون للبحث عن دعم يؤمن لهم عرض أعمالهم .

رواد المسرح اليوم يختلفون عما كانوا عليه بالأمس ؟
صحيح لأن جمهور المسرح اليوم ليس جمهور حالة مسرحية كما كان في حقبة الستينيات والسبيعينيات وحتى الثمانينيات، لأن أيامها كان هذا القطاع يستقطب شرائح مختلفة من الناس وأتذكر بأن أهلي لم يكن لهم علاقة بالمسرح وكانوا يتابعون العروض المسرحية. عدة عوامل طرأت على هذا القطاع أولها الجانب الاقتصادي وثانيها الجانب الديمقراطي فمنطقة الحمرا وحدها كانت تحتوي على 10 مسارح، بينما اليوم لا يوجد فيها مسرحان. أما ثالثها فهو عدم وجود مسرح مناطقي كما كان في "اللاستيه" و"الاتينيه" ولم تعد المسرحيات نفسها تتنقل على مسارح البلد مناطقياً لكن هذا لايمنع بأن بعض المسرحيات تشهد عروضاً متواصلة مثل مسرحيات ندى بو فرحات , يحي جابر ومسرح المدينة.

هل الفن اليوم بحالة مرضية وتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي أثرت على هذا القطاع ؟
أكيد الفن بالمطلق اليوم في حالة مرضية على الأصعدة كافة، إنما لا يمكننا التعميم لأن بعض الأعمال قيّمة، فوسائل التواصل الاجتماعي أفسحت المجال أمام الكل بالتعبير عن رأيه سواء الممثل أو المغني أو الرسام. ولكن بعد تجربة ناجحة على السوشال ميديا من خلال حلقات "مغامرات الست نجاح" واستقطاب مليوني مشاهدة اكتشفت بأن العمل القيم وذات المضمون الراقي يستقطب الناس، وهذا الواقع موجود في التلفزيون وبرامجالمنوعات، وأيضاً المشاهد يمتلك اليوم الحرية المطلقة للتعبير عن رأيه وبيده جهاز التحكم بالتلفزيون .

ما هو تقييمك للنجوم الذين ينشرون خصوصياتهم على شبكات التواصل الإجتماعي ؟
النجم شخصية مؤثرة بالناس ومن اللياقة والأخلاق أن يؤثر بشكل إيجابي بجماهيريته، لأنه قدوة فلماذا يلجأ لفضح خصوصياته التي تتحول إلى أعباء عند المتلقي وإذا كان هدفه استعطاف الناس فهو أصلاً موجود في قلوبهم لماذا لا يكون الضوء المنير والباعث على طرح الافكار الجميلة التي تؤدي أدواراً اجتماعية في مجتماعاتنا؟!

ما هي المحطة الابرز في مشوارك الفني ؟
شخصية "مرت عمي نجاح" في مسلسل "حلونجي يا اسماعيل" هي التي اثرت بي وبالمشاهد لما تحمله من هموم الناس واصواتهم التعبة ومشاكلهم، هذه الشخصية كتبها في الجزء الاول أحمد قعبور وفي الجزء الثاني فايق حميصني تحت إشراف قعبور وهي من عروض العام 1995 وحتى اليوم ما زالت تعيش في ذهن المشاهد ولها تقدير عندهم وكانت البعد الاخر لحالهم.

ما هو تقييمك للممثلين الشباب اليوم ؟
لا شك بأنه توجد خامات وطاقات جيدة إنما تفتقر لإدارة تقنية محترفة فالحفظ للشخصية ليس كافياً لوحده ولا يؤدي للبراعة، بل التحضير أساسي جداً ويمر الممثل بمراحل عديدة ليكون صادقاً ومؤثراً بالناس .

ماذا ينقصنا اليوم إنتاجياً لنكون مثل غيرنا في العالم العربي ؟
ينقصنا المنتج الفنان ليكون العمل كاملاً ويكون اختيار العناصر موفقاً وفي الكاريكنيرات المناسبة، وهذا الأمر مع احترامي لكل المنتجين لم يحصل بعد عندنا .

ما هي الأفكار التي تقلقك اليوم؟
تشغلني حالة البلد وما وصل إليه لأنني عشته ما قبل الحرب، فكان لبنان لؤلؤة الشرق فعلاً ويا ليتنا نستطيع إعادته لما كان عليه .