هي، الممثلة مروة قرعوني المرأة المتزوجة التي تعيش في سجن بيتها محرومةً من إبنها الوحيد فقط لأنها طلبت الطلاق والحصول على حقّها كأم في إحتضان طفلها لتعطيه الحب والحنان الذي هو بحاجة إليه.


هي التي إستطاعت أن تسيطر على المسرح، منفردةً تلعب بأحاسيس الحاضرين بين لحظات الحزن والأسى تارةً، وتارةً أخرى بين لحظات الضحك والإستهزاء من الواقع المرير التي تعيشه لتكون تلك السيدة "لا مطلقة ولا معلقة".

أما هنّ، فإنهنّ هؤلاء النساء والفتيات والسيدات اللواتي تعرضنّ لأشكال متنوعة من الظلم والإنكسار إمّا بسبب بعض العادات والتقاليد البالية التي تُزوجهنّ في عمر صغير، أو بسبب طباع الرجل التي تتغير بعد الزواج فتتحول من الحب والعشق إلى الإستغلال، فتصبح الزوجة مجرد خادمة لدى زوجها.

ومن هنا، جمعت مروة قرعوني بين حالتها هذه وحالة كثير من المتزوجات في مجتمعنا الشرقي، فتناولت من خلالها ظلم هذه التقاليد إضافة إلى ظلم المجتمع والقوانين الرجعية التي تتحيّز للرجل على حساب المرأة.

كل ما أرادته مروة هو الحصول على حقّها كإنسانة ليس أكثر، تريد أن تحيا حياة طبيعية برفقة إنسان يفهمها ويقدرها ويحترمها، وإن كان الإتفاق على هذه الحياة صعب برفقة هذا الشخص، فمن حقّها أن تُترك لحريتها في إختيار حياتها وتقرير مصيرها، لا أن تقبل أن تكون سجينة أو أن تُحرم من أولادها.

أما بالنسبة للجمهور الذي كان حاضراً في قاعة "مسرح المدينة" والذي تضمن عائلة مروة، وأصدقائها، إضافة إلى بعض الشخصيات الفنية، فقد إختلطت مشاعرهم بين البكاء أحياناً والضحك والتصفيق أحياناً أخرى.

نهاية العرض كانت بالتصفيق الحار لـ مروة قرعوني على أدائها المميّز ومشاعرها الصادقة التي إستطاعت أن تختزل بها واقعاً معقّداً، لكن اللافت في الختام، إختراق صوت إمرأة تقول إن هذه المسرحية ظالمة للرجل.

وفي حديثنا مع مروة وسؤالها ما ردّها على تعليق هذه السيدة؟ وهل فعلاً هذه المسرحية هي ظالمة للرجل؟ قالت إنها هي ليست ضدّ الرجل، وهذه المسرحية هي للرجل قبل المرأة، وكاتب المسرحية رجل وهو "مشهور مصطفى" فمن غير الممكن ان يكون منحازاً للمرأة.

وأضافت أنها إمرأة متزوجة وليست معنفة بل سعيدة بحياتها، وكل ما تريد هذه المسرحية إيصاله هي صرخة إنسانية ليكون هناك وسطية في التعامل مع المرأة كما الرجل.

أما عن دورها وإن وجدت صعوبة في تأديته كونها لوحدها على المسرح وتؤدي أكثر من حالة وشخصية، قالت إن المسرحية أخذت حوالى الأربعة أشهر من التمارين، وكان الموضوع صعباً جداً عليها كونها ليس لديها أولاد، مضيفة أن الأمومة صعبة ولا يستطيع أن يشعر بها إلا من لديه أولاد.

ولهذا قمت بالكثير من الأبحاث، وإطلعت على قضايا نساء، وهذه الصرخة من خلال المسرحية هي للرجل قبل المرأة، لنقول له إننا نريدك سنداً.

وبالحديث مع المخرج مشهور مصطفى قال لنا إن هذه المسرحية تنقل صرخة النساء اللا معلقات واللا مطلقات اللواتي يعانين بالنسبة للأمومة وحضانة أطفالهنّ واللواتي يتعرضنّ لعنف مادي وجسدي.

إضافة إلى أنها تلقي الضوء على بعض العادات التقليدية والقوانين الرجعية التي تتحيّز للرجل، لا من منطلق أننا نريدها أن تتحيز للمرأة ولكن أن تكون مُنصفة.

وعن وضع المسرح اللبناني اليوم، قال مصطفى إنه رغم الحركة التي يشهدها اليوم إلا أنه ليس مزدهراً كونه ليس مرتبطاً بالواقع وبالقضايا الإجتماعية الحقيقية، إضافة إلى وضع البلد ككل.

اما عن إختياره الممثلة مروة قرعوني لأداء هذا الدور، قال إنها تملك إمكانيات كممثلة وهي ذكية.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، اضغطهنا.