من أهم الرسامين اللبنانيين، ولطالما كان يقول إن لوحاته ليست للديكور، بل لها معنى، بدأ الرسم حين كان في الخامسة عشرة من عمره، وعُرضت لوحاته في معارض كثيرة في بيروت، وكتبت عنه كل الصحف والمجلات.

في العام 1978 هاجر إلى فرنسا هرباً من الحرب، وهناك تابع مسيرته، وعُرضت لوحاته في العديد من العواصم الأجنبية، وإسمه مذكور في موسوعات عالمية عديدة، توفي منذ سبع سنوات، وترك إرثاً مهماً.

إنه الرسام روبير مسرّة، الذي تُعرض لوحاته حالياً في Aida Cherfane Fine Art Gallery في منطقة الصيفي، بعد أن جمعها شقيقه البروفسور وعضو المجلس الدستوري أنطوان مسره لعرضها في هذا المعرض الذي يستمر لغاية 25 نيسان.

موقع "الفن" إلتقى البروفسور أنطوان مسرّة، وكان لنا معه هذا الحوار عن شقيقه الرسام الراحل روبير وعن لوحاته.


أخبرنا عن مدى تأثر روبير بلبنان وبالطبيعة الموجودة فيه.

روبير تأثر بطبيعة لبنان وشمس لبنان، كان يهرب من باريس إلى جنوب فرنسا وإيطاليا واليونان، فأغلب لوحاته هي عن لبنان أو عن البحر الأبيض المتوسط، رسم روبير لوحة "العاصفة" لأنه عانى كثيراً من عدم التجذّر، فهو هرب من لبنان إلى فرنسا، ورسم في هذه اللوحة البيت الصامد والشجرة الغارسة في الأرض في ظل هبوب العاصفة، وكذلك رسم البيوت المتلاصقة ببعضها، وهي تعبّر عن الحاجة إلى الأمان، وكذلك رسم البواخر التي من خلالها يريد الشخص أن يهرب ويكتشف شيئاً آخر، وكل إنسان يعيش هذا التناقض من حيث الحاجة إلى الإستقرار والأمان، والحاجة أيضاً إلى شيء آخر، ولكن لديه الكثير من لوحات البورتريه، منها ما هو موجود في منزلنا، هناك لوحات كثيرة له تم بيعها في بيروت قبل أن يهاجر، وهناك لوحات له موزعة في فرنسا وبروكسل وغيرهما".

ما سر وجود الفرح في لوحات روبير على الرغم من معاناته؟

كانت حياته صعبة مثل حياة كل فنان، وهو كان بحاجة ليعمل ويعيش، وحاول مرات عديدة أن يهرب من رسالته الفنية إلى أعمال تجارية، ولكن رسالته كانت تلاحقه، كُتب الكثير عن أنّ في لوحاته قلقاً، ولكنها غير ذلك، فيها فرح بعد تخطي الألم من خلال الفن والجمال والإرتقاء، كان يمتلك الألوان كثيراً، فكانت بالنسبة له مثل اللغة، والألوان تحمل معنى، وفيها دائماً نور أبعد من نور النهار".

وأضاف :"روبير كان حزيناً جداً ولكنه عبّر عن الفرح بلوحاته، حتى أنه في لوحة "الأيتام" هناك نجوم مفتوحة على الأفق، وضوء الشمس، وكأن فيها شيئاً من الرجاء والأمل، رغم أنها لوحة مؤلمة، ولكن فيها تضامناً عائلياً، رسمها حين كان عمره 16 عاماً، رسم فيها عائلتنا، وروجيه إبن أختي، وهي أختي التي ربتنا بعد رحيل أمي، ونحن خسرنا والدنا حين كان روبير يبلغ 9 سنوات".

ما الفرق بين هذا المعرض والمعرض الأول الذي أقيم في الخريف الماضي؟

هذا المعرض ذات طابع فني وتجاري حيث أن اللوحات معروضة للبيع، ولكن المعرض السابق الذي أقمناه في الخريف الماضي في فيلا عودة، كان معرضاً إستعادياً ثقافياً، حيث تضمن لوحات منذ بداية روبير ولغاية رحيله، فهو ترك حوالى المئة لوحة".

وضعت كتاب "روبير مسره..رسام الطبيعة والشوق والروحانية"، ما الذي يتضمنه؟

جمعت في الكتاب كل ما كُتب عنه منذ العام 1960 ولغاية اليوم، في لبنان وخارجه، وفي هذا الكتاب روبير كتب قصة حياته، جيل العام 1970 يعرف روبير، ولكن بالنسبة للجيل الآخر نحن نُعرّفهم على فنان جديد، ولكنه بالحقيقة فنان معروف منذ العام 1960.

بمن من الرسامين العالميين كان معجباً روبير؟

كان معجباً جداً بالرسام فان غوغ.

ما هي اللوحة التي رسمها روبير والتي تعتبرها تحفة؟

لوحة "قلق في كاركاسون"، وهي آخر لوحة رسمها روبير، وتوفي قبل أن يوقعها، في آخر فترة من حياته كان يدرك أنه سيرحل لأنه كان مريضاً، رسم نفسه وزوجته في هذه اللوحة، وجه الرجل في اللوحة كأنه ممزق، ولكن اللون الزهري يعطي نوعاً من الراحة".

في ختام اللقاء، ما هي أمنيتك؟

روبير كانت لديه مشكلة كبيرة، وهي أنه لم يحاول مرة أن يرسم ما يحتاجه السوق، فلوحاته تحمل معنى، ونحن نأمل أن تنتشر لوحاته أكثر في البيوت لأنها من التراث وهي نادرة جداً.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.