إستضاف "دار النمر" الأربعاء 3 نيسان/أبريل الحالي، ندوة عن المخرجة السينمائية اللبنانية الراحلة جوسلين صعب، ضمن مهرجان "أيام بيروت السينمائية"، حيث تناول النقاش نظرة ثلاثة أجيال إلى مسيرة صعب في "تحيّة خاصة لمخرجة رائدة"، بحضور عدد من أصدقاء صعب ومهتمين.

وحملت الندوة عنوان "جوسلين صعب والذاكرة اللبنانية"، وأدارها المخرج اللبناني هادي زكاك، وشارك فيها الأستاذ الجامعي والكاتب الدكتور فواز طرابلسي، صاحب كتاب "تاريخ لبنان الحديث" الذي صوّرته صعب في فيلم "لبنان في الدوّامة"، والمخرجة ميشيل تيّان التي جالت في تاريخ بيروت مع الممثلة والمخرجة ميرنا معكرون، في فيلم "كان يا مكان بيروت، قصّة نجمة"، والمخرجة ملاك مروّة، التي صوّرت صعب داخل "آثار" استوديو بعلبك في العام 2017.

وركّز نقاش المشاركين في الندوة على أعمال صعب، التي تناولت الواقع اللبناني منذ إندلاع الحرب عام 1975، ومسيرتها الطويلة التي إستطاعت فيها أن تمزج العمل الصحافي بالمقاربة السينمائية، في أعمال وثائقيّة وروائية وتجريبية، شهدت على أحداث تاريخية تخطت العالم العربي وتجارب سينمائية دخلت من خلالها إلى التابوهات الاجتماعية، كفيلمها "دنيا" (2005)، الذي صوّرته في مصر.

موقع "الفن" حضر هذه الندوة وكانت لنا هذه اللقاءات:

المخرج هادي زكاك قال إن هذه الندوة هي تحية لجوسلين صعب، وللأعمال التي وثّقت فيها تاريخ لبنان المعاصر، وعن صورة بيروت ما قبل الحرب وخلال الحرب وبعد إنتهاء الحرب من خلال مشروع إعادة الإعمار. وأشار الى أنه بغياب صعب خسر لبنان والعالم العربي رائدة مهمة من الجيل الجديد الذي أسس للسينما اللبنانية خلال الحرب، معتبراً أنها شكّلت ظاهرة من المخرجات اللبنانيات ولدخول المرأة بقوة إلى عالم السينما اللبنانية والعربية، مع زميلاتها رندة الشهال نبيلة لطفي وهايني سرور، بالإضافة إلى جرأتها وتوثيقها لمراحل مهمة من الحرب في لبنان، ومحاربتها المستمرة للسينما الملتزمة، وإستطاعت أن تكسر الكثير من التابوهات الإجتماعية كفيلمها "دنيا". وشدد زكاك على أهمية الإستفادة من أعمال صعب كمادة في الجامعات والمعاهد، فهذا بمثابة إرث للجيل الجديد للإعتماد عليه حتى نحافظ على إستمرارية السينما اللبنانية.

المخرجة ميشيل تيّان قالت إن أهمية هذه الندوة تكمن في تسليط الضوء على أعمال صعب، التي وثّقت لمرحلة الحرب في لبنان وبحثها الدائم عن ما هو مختلف وجديد في السينما اللبنانية، وأكدت أن صعب كانت شخصية متحرّرة من كل القيود، وعملت على تقديم أفكار تؤمن بها لتساعد في تغيير تفكير الناس الى الأفضل، إن كان من خلال قضية سياسية أو إنسانية. كما أشارت تيّان الى أن صعب بدأت من خلال كاميرتها بكسر التابوهات والحواجز الثقافية والإجتماعية، وهذا كان سلاحها في مواجهة الحرب، ودائماً كانت شجاعة في مواجهتها المجتمع بأعمالها وأفكارها.

المخرجة ملاك مروّة أكدت أن هذه الندوة لنستذكر فيها صعب، وما تركته من أعمال سينمائية مهمة، وقالت:"وأنا تأثرت فيها كثيراً وقد صوّرت معها داخل "آثار" ستوديو بعلبك في العام 2017"، وأشارت مروّة الى أنه: "بغياب صعب خسرنا مخرجة مناضلة، وقد تعلّمت منها كيف نواجه كل الحروب الصغيرة والكبيرة عبر السينما والفن".

أما الفنان برونو طبال، الذي كان حاضراً في الندوة فأكّد أن صعب كانت من الأوجه المناضلة في الحفاظ على إستمرارية السينما اللبنانية، وهذه الندوة بمثابة تكريم لصعب، خصوصاً أن هادي زكاك تاريخه يحكي عنه، وهو أفضل شخص لهذه المهمة. وقال إن صعب هي بمثابة مدرسة في الإخراج السينمائي، ولا يمكن لمن يدرس الإخراج إلا أن يطّلع على تاريخ وأعمال صعب، وعلى الجامعات أن تضع أعمالها كمادة أساسية للتعليم.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغطهنا.