ربيع بارود فنان لبناني إستطاع منذ بداياته الفنية وفي فترة زمنية قصيرة أن يلفت الإنتباه إلى صوته وأدائه المميزين، إضافة إلى إطلالته الجميلة، مما مكّنه من حجز مكانة مهمة بين الفنانين الشباب في لبنان والعالم العربي.


وإضافة إلى أدائه الجميل للهجة اللبنانية، جاب ربيع بارود العالم العربي بصوته بإتقانه لمختلف اللهجات من المصري والعراقي والخليجي وصولاً إلى المغرب العربي.

هنا تجدون مقابلة أجريناها معه للحديث عن أجدد أعماله ونشاطاته التي سيفاجئنا بها خلال موسم الصيف الحالي وغيرها من المواضيع.

أخبرنا عن أصداء أغنيتك باللهجة الجزائرية "ديرولها العقل"، ولماذا إخترت هذه اللهجة؟
تقريباً منذ حوالى السنة أصدرت أغنية باللهجة المغاربية بعنوان "لغزال ديالي" وحققت نجاحاً كبيراً، وبعدها أصدرت العديد من المقاطع لأغاني قديمة باللهجة المغربية أو الجزائرية، وشعرت أن لي جمهوراً كبيراً هناك في المغرب العربي.
والفنان الراحل الشاب عقيل الذي هو صاحب الأغنية محبوب كثيراً هناك وأحببت الأغنية.

هل كان من الصعب عليك أن تتقن هذه اللهجة؟
صراحة ليست لدي مشكلة مع اللهجات، بل أحب التنويع، سواءً بين المغربي والجزائري والخليجي، وحالياً لدي ألبوم أقدم فيه عدداً من اللهجات.

معظم الفنانين يلجؤون إلى اللهجة المصرية أولاً إلى جانب لهجة بلدهم، أما أنت إخترت التوجه نحو المغرب العربي، لماذا؟
الأغنية كانت خطوة إهداء لروح الشاب عقيل، ولم تكن أغنية خاصة بي، وأتت كـCover إذا صحّ التعبير، وقريباً لدي أغنية مصرية.
وأيضاً صوّرت أغنية جديدة باللهجة العراقية ستطرح اليوم السبت، على "يوتيوب" كلمات الشاعر العراقي بسام المقدسي وألحاني وهي المرة الأولى التي ألحّن فيها باللهجة غير اللبنانية وتوزيع باسل الصباح وصُورت تحت إدارة المخرج روي أبي خليل.

ماذا عن جديدك، هل ستطرح ألبوماً على طريقة الأغاني السينغل كما كل الفنانين حالياً؟
نعم، فبالإضافة إلى الأغنية باللهجة العراقية، هناك أغنية باللهجة البيضاء، المفهومة في كل الوطن العربي، القريبة على البدوي.
الألبوم جاهز، وقررت أن أطرح الأغنيات سينغل، ومن الممكن في النهاية أن يجمعوا في ألبوم ويضاف إليهم ثلاث أو أربع أغنيات جدد أو من الممكن أن يبقوا هكذا سينغل.

هل ستقدم تتر مسلسل قريباً؟
صراحةً، عرض علي ولكن بسبب تواجدي خارج لبنان لم أتمكن من التواصل معهم بشكل جيّد.
وأتمنى في المستقبل أن أقدم تتر مسلسل، لأنني أحب هذا الموضوع كملحن ومغنٍ.

بالنسبة للتلحين، هل من عمل جديد لك مع أحد من الفنانين؟
كلا، ففي بداياتي كان لدي الوقت الكافي لأتفرغ للتلحين، أما اليوم فمع السفر والاستوديو والكليبات لم أعد أستطيع التوفيق بين التلحين وأعمالي الأخرى، حتى أن أكثرية أعمالي ليست حالياً من ألحاني.

من تتمنى أن تسمع بصوته أغنية من ألحانك؟
الفنانة شيرين عبد الوهاب.

لبنانياً؟
الفنانة نانسي عجرم.

هل ستشارك هذا الصيف في مهرجانات كبيرة، خاصةً أنك قلت سابقاً الإعتقاد أنك غائب يعود لضعف التغطية الإعلامية لمهرجانات الضيع التي تحييها؟

صحيح، أنا دائماً في الصيف يكون لدي الكثير من المهرجانات ولكن لربما ليس في المهرجانات الكبيرة، وحالياً أنا متعاقد على أكثر من مهرجان بينهم مهرجان ضيعتي المتين وتحديداً في شهر 8 والذي غنيت فيه منذ أكثر من 4 سنوات.

وطبعاً، عندما يكون هناك تغطية إعلامية كبيرة، الناس تواكب هذه المهرجانات أكثر، ولكن هناك مهرجانات في ضيع كثيرة لا تأخذ هذا الحيّز الكبير من التغطية.

وبغض النظر عن المهرجانات، هل تعتقد أن الإعلام مقصّر معك؟
أنا في الفترة الأخيرة، ربما لم أقدم أعمالاً أخذت الضجة نفسها للأعمال التي قدمتها سابقاً كما "وجع القلب" و"طيبو" وقد حققتا عدد مشاهدات أكثر من "مجنونك" مثلاً.

ومن هنا فإن أي فنان عندما يقدم أعمالاً تحقق إنتشاراً وعدد مشاهدات عالية، فالإعلام سيواكبه تلقائياً، وأنا لا أرى الإعلام مقصراً، مع العلم أن هناك القليل من العتب على بعض الإعلام الذي يلقي الضوء على بعض الأشخاص الذين ليسوا مخوّلين أن يكونوا على الشاشة.

ما هو رأيك بأغنية "آه يا حنان" وظاهرة هذه الأغنيات؟
هي ليست أغنية، أو لا يمكن إعتبارها أغنية، بل هي أتت من موقف عفوي وشخصي، وهذا الموضوع كان موجوداً في كل الفترات والعصور سواءً في لبنان أو العالم العربي أو الأجنبي، فهذه الأغنيات الهابطة التي تفرح الناس كانت موجودة أيضاً على زمن أم كلثوم وعبد الحليم حيث كانوا يسمونها "الطقطوقة".

ولكن برأيك لماذا تأخذ كل هذه الضجة والنجاح بين الجمهور؟
اليوم أصبح كل شيء سهل بسبب مواقع التواصل الإجتماعي، وإجمالاً في السابق كانت هناك رقابة أكثر بعكس اليوم، وفي النهاية الناس حالياً تبحث عن التسلية خاصة مع الأوضاع الصعبة التي نعيشها.

فأنا عندما سمعت الأغنية ضحكت، وهذا ليس مقياساً للقول إن الفن هابط، إنطلاقاً من أنها لا تعتبر في خط الفن، مع العلم أنني لست ضدّها ولكن ضدّ أن يسلط الإعلام الضوء كثيراً عليها وأكثر مما تستحق.

إذا طُلب منك أن تغني هذه الأغنية في إحدى حفلاتك، هل توافق؟
طبعاً لا، ولكن إن كنت في جو معيّن قد أقدمها بطريقة ما ككلمة أو جملة معيّنة وهذا يعتمد على ذكاء الفنان وحنكته.

ما رأيك بالنجومية التي حققها "وديع الشيخ"؟
في كل بلد هناك فن شعبي ناجح جداً، مثلاً في مصر الذي يقدمونه في المقاهي وغيرها هو يشبه إلى حدّ ما الفن الشعبي لدينا، واليوم هناك الكثير من الظواهر مثل وديع الشيخ وغيره يقدمون هذا النوع من الفن الشعبي والموسيقي.

وانا برأيي بما أنك تسألني تحديداً عن وديع الشيخ، أقول "برافو" له حيث أنه يقدم فناً شعبياً جميلاً يحبه الجمهور، ولكن لماذا أصبح هذا النوع فقط ما يطلبه الجمهور؟ الجواب على هذا السؤال يعني لي العديد من الأمور، أولاً أن الفن هو مرآة المجتمع مما يعني أن هناك إنحطاطاً في المجتمع والموسيقى بكل تأكيد.

هل تؤمن بالصداقات في الوسط الفني؟
ليست لدي صداقات، بل أصحاب من الممكن أن نلتقي بالصدفة ونلقي التحية على بعض، ولا أعتقد أنه هناك صداقات في الوسط الفني.

لماذا، بسبب الغيرة؟
كلا، ليس موضوع غيرة، بل هناك منافسة شريفة وجميلة ولكن لا يمكن للفنان أن يكون لديه صديق مقرب من الوسط نفسه.

ماذا لفتك مؤخراً من أغنيات وتمنيت لو أنها لك؟
هناك مثلاً أغنية ليست جديدة، هي "3 دقات" جميلة جداً وملفتة وتمنيت لو أنني قدمت هذا الستايل، وأيضاً أغنية "شو حلو" للفنان زياد برجي.

ماذا عن الأزمة التي حصلت بينك وبين الفنان محمد شاكر في ما خصّ أغنية "قلبي تعبان"؟
هي ليست أزمة، بل نحن الإثنان تعرضنا لعملية إحتيالية، والذي حصل أنني تقدمت بعريضة لقاضية الأمور المستعجلة كي تأخذ الأمور مجراها.
وبما أنني املك التنازل الأقدم وأنا صاحب الأغنية الأساسي كان لي الحق الأول، ولكن هو مثلي إنظلم، ومن منطلق الزمالة تركت الأمور للوقت، ولم أعد أعطي الموضوع أهمية.

كيف هي علاقتك بـ"السوشال ميديا"؟
اليوم لا يستطيع الفنان أن يهمل السوشال ميديا، وأنا كنت من أوائل الأشخاص الذين أعطوا أهمية لهذا الموضوع، وحالياً أتابع صفحاتي بشكل متواصل.

هل أنت مع قاعدة أن عدد المتابعين هو من يحدد من هو النجم والأكثر شعبية؟
طبعاً كلا، فاليوم يستطيع أي شخص أن يشتري المتابعين والإعجابات وحتى التعليقات، إضافة إلى أن الجمهور أصبح بإمكانه اليوم أن يكتشف إن كانت صفحة هذا الفنان واقعية وحقيقية أم لا.