عام 2008 بدأ الممثل أحمد مجدي خطوته بالتمثيل من خلال فيلم "هنا وهناك" وبعدها توغل في المجال الفني وشق طريقه وقدم العديد من الأعمال الناجحة منها "ميكروفون"، "علي معزة وإبراهيم" ومسلسل "بالحجم العائلي" مع الممثل يحيى الفخراني، ولكن في ظل هذا النجاح الكبير لم ينس "مجدي" حلمه بأن يصبح مخرجاً ويقدم عملاً صعباً يعبر به عما يدور بداخله وهذا العام نجح "مجدي" في هذا بعد سنوات من التعب، وأخيراً شارك فيلمه "لا أحد هناك" في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأربعين.


مجدي تطرق في حواره لـ"الفن" للحديث عن علاقته بوالده، وكشف لنا إلى أي مدى يتدخل والده المخرج مجدي أحمد علي في أعماله، وعن رأي زوجته بمشاهده في "نصيبي وقسمتك 2" وغيرها من الأمور..

حدثنا عن دورك في فيلم "ليل خارجي"؟
أنا قدمت مشهدين فقط في أول الفيلم، وإعتبرت ضيف شرف، وكنت متحمساً أن أرى ماذا سيقدم أحمد عبد الله بعد عودته، وما مر به، وأعتقد أن تجربته في "ليل خارجي" أنضج بكثير.

بعد نجاحك الكبير لماذا وافقت أن تظهر في الفيلم بمشهدين؟
حينما يعرض عليك فيلماً لمخرج أنت مؤمن به وأصدقاؤك متواجدون معك، يجب أن تعرف أنك ستترك أثراً، والفيلم جيد ويستحق أن أشارك به، وأنا أقدم دوراً كوميدياً لذلك سأترك ابتسامة لكل من يراني.

أثرت جدلاً كبيراً بعد ظهورك في"نصيبي وقسمتك 2".. فكيف رأيت هذا؟
تفاجأت بردود الفعل تماماً، وصدمت بالإضافة إلى أن هناك عدداً من الجمهور كرهني بالفعل، وتلقيت الشتائم، ولكن هذا أوضح أن المسلسل عكس صورة حقيقية للعنف، وأنا كنت أعتقد أن الذي أمثله من وحي الخيال ولا أحد يضرب هكذا، لكن في الحقيقة هناك أكثر من ذلك، وأهم شيء في العمل أن البطلة عرفت كيف تخرج نفسها من المأزق، وإذا لم يحدث ذلك كان سيكون هناك مشكلة، ويجب أن يعرف الجمهور أن العلاقة الزوجية مقدسة، وليست مجرد أن إثنين أحبا بعضهما البعض، وأنا حينما تزوجت كان مشروعي واضح، وتزوجت بامرأة مشروعها واضح ومتفقون.

هل كان لزوجتك تعليق على دورك في "نصيبى وقسمتك 2"؟
لا، لكنها كانت مندهشة وتعتقد أن ما تراه "أوفر" (مبالغ فيه).

هل لوالدك المخرج مجدي أحمد علي دور في اختياراتك؟
نادراً جداً ما آخذ برأيه، ولكننا أصدقاء أكثر من علاقة أبن وأباه، وفي فيلمي كان هو آخر من رأى سيناريو الفيلم، وإذا استعنت به يكون في تقنيات مهنية فقط، لكن فنياً يجب أن يكون الشخص حذراً والمفضل ألا يأخذ رأي أحد،
وعلى سبيل المثال تلميذ يسأل مدرسه عن كيفية الرسم وكيف يستخدم الفرشاة ولكن لا يسأله عن ماذا سيرسم، ولكن في النهاية لايمكن أن أنكر دوره في حياتي كأب، وتشابه أعمالنا لأن ما يؤمن هو به لايختلف كثيرا عما أؤمن أنا به، وإذا حدثت مقارنة بين أعمالي وأعماله فهذا أمر لذيذ، وهو يعرف جيدا أن " دماغي ناشفة".

التجربة الإخراجية الأولى لك كانت في فيلم "لا أحد هناك"..فحدثنا عنها؟
الحلم بدأ معي وأنا في مدرسة السينما حينما أعطانا المخرج كريم حنفي، الذي أعتبره أخاً وصديقاً وأستاذاً، الفرصة لنفكر في معنى السينما وكيف يمكن أن نصنع فيلماً بأقل الإمكانيات ووقتها طرح فيلم "عين شمس" للمخرج إبراهيم البطوط وكان مصدر إلهام لنا، واستغرقت رحلتي مع فيلم "لا أحد هناك" أربع أو خمس
سنوات كنت أجهز خلالها السيناريو وأرمم وأكتب مرة أخرى، وأضيف بعض الأشياء وأحذف أخرى، رحلة طويلة كبرت فيها، وتعبت لأخرج عملاً يعبّر عني وعن أفكاري بشكل دقيق.

ما هو شغفك الأكبر التمثيل أو الإخراج؟
في الواقع لطالما أردت أن أكون مخرجاً، وحينما كنت في كلية الحقوق، كنت أمثل بعض الأدوار، ومن بعدها إلتحقت بفرقة "الطمي" عام 2006، وكانت لدي رغبة في التمثيل ولكن الإخراج كان شغفي الأول فانشغلت به و كان استثماري به أكبر وورش السينما التي التحقت بها كانت قليلة جداً وكنت أرفض بعض الأدوار التي تعرض علي، ولكن بعد ذلك إقتنعت أنه رزق ولا يجب أن أوقف الحراك فالتمثيل فرصة أيضاً للتعبير عن نفسي، وتنازلت قليلاً في أدوار في التمثيل عكس الإخراج، فأنا دائماً أريد أن أصنع عملاً صعباً، ولكن اعتبرت التمثيل عملاً كما
قلت لك، ففي عام 2010 و2011 بقيت بدون عمل، فكان من الأفضل لي أن أمثل وفي الوقت نفسه أكتب وأحضر لعملي الذي أحلم به.


ما رأيك في المخرج شريف البنداري وأحمد عبد الله؟
شريف البنداري إذا قال له أحد أنت مخرج مستقل لن يوافق، لأنه دخل السوق التجاري، بمسلسل كبير وعظيم وهو "الجماعة"، وقبله كان شارك في إخراج مسلسل "سجن النسا" مع المخرجة كاملة أبو ذكرى، فهو يقدم نفسه كمخرج محترف، حتى عندما صنع فيلم "علي معزة وإبراهيم" لم يقبل بلقب مستقل، وقال " أنا لست مستقلاً ولا تجارياً أنا أصنع فيلماً يعبّر عني"، أما بالنسبة للمخرج أحمد عبد الله فلقد صنع فيلماً مثل "ميكرفون" وحقق من خلاله نجاحاً كبيراً، وتواجد في القاهرة السينمائي، بفيلم "ليل خارجي"، وصنع من خلاله تجربة
مختلفة، ولكن لا يمكن أن يصنف كمخرج مستقل، لأن لفظ مستقل يجعلنا نضع بين قوسين أنه يصنع أشياء لا تحقق جماهيرية. والثنائي الجيد لا يخرج من بين يديهما عملاً إلا وإذ كان الطرفان يشعران بالرضا عنه.