تلقائية ومقنعة بأسلوبها في التمثيل، فهي تحرص أن تكون طبيعية في أدائها وقريبة من المشاهد.

تتمتع الممثلة إلسا زغيب بحضور فعّال، وتختار أدوارها التمثيليّة بتأنٍ لتقدّمها بطريقة محترفة.

وفي هذه المقابلة تحدّثت زغيب لموقع "الفن"، عن مشاركتها في مسلسل "ما فيي" بدور "صباح"، ورأيها بالدراما اللبنانية وغيرها من المواضيع.

شخصية "صباح" في مسلسل "ما فيي" فيها تناقضات وأسرار كثيرة وتجمع بين الحقد والطيبة، فما هي الصعوبات التي واجهتيها في تجسيدها؟

في البداية كنت مترددة بقبول تجسيد شخصية "صباح" في المسلسل، لأنني شعرت أنه من الممكن أن أنجح أو أفشل بها، فهي سيدة أكبر مني عمراً، وهذا ما جعلني بحالة خوف في أن أظهر وكأنني أفتعل هذا الدور، لكن ردود أفعال الناس كانت إيجابية وشعرت منهم أنهم صدّقوا الشخصية.

هل "صباح" ظلمت نفسها أو فعلاً كانت مظلومة من عائلتها؟

"صباح" كانت مظلومة من عائلتها وإبتعدت لأنها إختارت كرامتها، فهي وقفت ضد إرادة والدها وتزوّجت من الشخص الذي تحبه، وحتى بعد وفاة زوجها لم تذهب إلى والدها لطلب السماح، بل قررت العيش لوحدها والإعتماد على نفسها، والحفاظ على كرامتها.

ما الذي حمّسك أكثر للمشاركة في المسلسل القصة أم أسماء الأبطال أم شخصيتك؟

أنا أنتقي أدواري بدقة فأختار الشخصية التي تضيف لمسيرتي وأقدّمها بطريقة محترفة، والذي حمّسني للمشاركة في المسلسل هي شركة الإنتاج "الصبّاح"، وهذه المرة الأولى التي أتعاون فيها معها، وأيضاً نص كلوديا مرشليان، بالإضافة الى وجود مخرجة محترفة وهي رشا شربتجي، فهذه عناصر متكاملة تجعل العمل ناجحاً.

هل هناك إستبعاد لإسمك من قبل المنتجين لأنك صعبة في إختيار أدوارك؟

ليس هناك إستبعاد، لأن لدي حدوداً بقدرتي على العمل في التمثيل، فأنا لدي عائلة وأدير شركة خاصة لتنظيم الأعراس والمناسبات، ولذلك بحكم إنشغالاتي عليّ أن أوفّق بين عملي والإهتمام بعائلتي، لهذا أختار أن أطلّ بمسلسل واحد في السنة.

رأيك بهؤلاء الممثلين:

أحمد الزين: بابا.

معتصم النهار: شاب حلو ويمتلك الكاريزما.

فاليري أبو شقرا: جيدة بتجربتها الأولى كبطولة في "ما فيي".

نادين خوري: شقيقة كبيرة وخبرة في التمثيل.

زينة مكي: دورها في "ما فيي" نقلها من الفتاة الجميلة الى الممثلة.

كارلا بطرس: صديقة ودورها في "ما فيي" أظهر الجانب الآخر من شخصيتها وهو المرأة المظلومة.

بيار داغر: صوته يدل عنه أينما كان.

وكيف كان التفاعل بينك وبين الممثل السوري محمد قنوع في المسلسل؟

في المشاهد الأولى كان التعاون صعباً بيني وبينه، خصوصاً أنها المرة الأولى التي نتقابل فيها فهناك إختلاف في البيئة وطريقة العمل، وشعرت في البداية بعدم الإنسجام في العمل بيننا، لكن مع الوقت وخلال التصوير إختلفت الأمور وتبيّن أنه شخص لطيف ومهذّب ولديه إحترام كبير للمهنة.

وهنا يمكن أن نتحدث عن إيجابيات وسلبيات الأعمال المشتركة..

الإنسجام ضروري في التمثيل، لكن قد أتعامل مع ممثل من غير جنسيتي ويظهر الإنسجام بيننا منذ اللحظة الأولى، هنا البيئة تلعب دوراً مهماً، فمحمد قنوع مثلاً شخص يستحي كثيراً وهذا ما لا يعرفه عنه المشاهد.

كيف تنظرين إلى الدراما اللبنانية حالياً؟

الدراما اللبنانية تتحسّن والإنتاج يتقدّم أكثر، خصوصاً أن هناك عوامل باتت تساعد أكثر على نجاح الدراما في لبنان، من خلال تعاون حلقة متصلة بين شركات الإنتاج والممثلين والمخرجين والكُتّاب، وهذا يجعلنا نفتخر بهذا الشيء.

هل الخلافات بين الممثلين على من هو النجم الأول تضر بالدراما اللبنانية؟

"شوفة الحال" عند الممثل تظهر على الشاشة، وعندما "تكبر الخسة" أيضاً تظهر على أدائه، وأنا قدّمت 3 بطولات مهمة في الدراما، وبعد ذلك أنجبت وعدت بأدوار بطولة ثانية، لذلك لم يكن لدي هذه العقدة أنني يجب أن أقدّم دور البطولة الأولى دائماً.

ما هو الدور الذي تتمنين أن تقدّميه ولم تجسديه من قبل؟

أتمنى أن أقدّم دوراً كوميدياً مع أنه أصعب من التراجيديا، لأن فيه خطورة إذا ظهرت عند المشاهد وكأنك سخيف وأنت تحاول إضحاكهم، وأشعر أنني أمتلك القدرة على تجسيد دور كوميدي.

والسينما؟

لم يدق أحد بابي بعد للمشاركة في عمل سينمائي، وأتمنى أن يصبح ذلك ممكناً.

ومن تختارين من الممثلين لدور البطولة معه في السينما؟

شاركت مع يوسف الخال ويورغو شلهوب وعمار شلق في أعمال درامية، وأتمنى مشاركتهم أيضاً ببطولة سينمائية، وجميعهم أسماء كبيرة وتعلّمت منهم ، وكل واحد منهم لديه طريقته الخاصة في التمثيل.

برأيك من هو نجم التمثيل بين يورغو شلهوب ويوسف الخال؟

في وقت معين كان يورغو شلهوب الرقم الأول ولا أحد ينافسه، وإذا حالياً يُعرض مسلسل له وفي الوقت نفسه يعرض مسلسل لممثل آخر على قناة أخرى، المشاهد سيعود ويتابع يورغو، أما يوسف الخال فالمشاهد سيقلّب من قناة الى أخرى لمشاهدته، لأنه رجل جميل ولديه مصداقية في عمله ويقنع المشاهد، لذلك أرى أن هذين الإسمين لا يخف بريقهما، ومهما غابا عن الشاشة المشاهد سيعود لمتابعتهما.

من قبل إنتقدت طغيان الوجوه النسائية الآتية من مسابقات ملكات الجمال أو عروض الأزياء على التمثيل، فهل تعتبرين أنه ليس هناك نجمة درامية في لبنان؟

أنا ألوم شركات الإنتاج التي لا تطرح أسماء ممثلات تخرّجن من معهد الفنون، حتى عندما تبيع شركة الإنتاج مسلسلاً لقناة معينة، تفرض إسم ممثلة لتكون هي بطلة العمل.

لكن ألا تعتقدين أن نادين نسيب نجيم إستطاعت فرض نفسها كممثلة ناجحة؟

نادين فرضت نفسها بقوة، وهي الرقم الأول على الساحة.

وسيرين عبد النور ونادين الراسي؟

سيرين ونجيم والراسي ظهرن في وقت واحد، لكن نجيم ظهرت بسرعة أكثر من الراسي التي تدرّجت لتصل، وجميعهن ممثلات جيدات وجميلات جداً.

ومن تفضلين بينهن؟

نجيم ظهرت بطبيعية أكثر في التمثيل من سيرين والراسي، لكن برأيي كنت أفضّل لو بقيت نجيم على جمالها الطبيعي أكثر، لأنها لم تكن بحاجة كثيراً الى تغييرات في شكلها، لأنها ملكة جمال في الأصل.

ألا تفكرين بالعودة الى تقديم البرامج؟

لقد قدّمت من قبل برنامج "ستديو الفن"، وكان من أهم وأضخم البرامج في لبنان، وأتمنى أن أعود لتقديم البرامج بمحتوى يفيد المشاهد، ويكون منوّعاً وإجتماعياً.

هل تحضّرين لأعمال جديدة؟

حالياً ليس لدي أي عمل جديد، لأن الجميع يحضّر لرمضان المقبل، وأنا لن أكون متواجدة في أي عمل برمضان، لكن سأشارك في الجزء الثاني من مسلسل "ما فيي"، ولم نعرف بعد أية تفاصيل حول التصوير، ولن يعرض المسلسل في رمضان.

كلمة أخيرة..

الدراما بألف خير.. إدعموا الممثلين الطبيعيين، ولا تركضوا وراء الشكل.