مستقلة تماماً في نهجها الإعلامي من حيث الإطلالة أو صيغة الحوار، فهي مثل القبطان المقدام الذي يقود سفينته إلى شاطىء الأمان مقاوماً كل العواصف بدون أن يشعر ركابه بالخطر.

حياتها مليئة بالمحطات ودراستها في الحقوق كانت الجسر الحصين الذي أوصلها إلى الشاشة الصغيرة. دانيا الحسيني معدة ومذيعة برنامجها الحواري "عالمكشوف" تروي فصولاً من معركتها مع الإعلام لموقعنا.

مما تخاف دانيا اليوم في مجال الإعلام المرئي ؟
بصراحة أنا لا أخاف شيئاً على الصعيد الشخصي إنما يقلقني الحال الذي وصل إليه الإعلام اليوم من هفوات معيبة، خصوصاً ما يعرف بالإعلام الأصفر القائم على الفضائح وهتك الخصوصيات .

لماذا تمسكت دانيا بالصورة التقليدية الكلاسيكية على الشاشة ؟
كانوا يتنقدوني للجمود أمام الكاميرا، فكسرت هذه الصورة إنما ضمن ضوابط من الأدب والرقي لأنني بطبعي انسانة راقية وأفضل أن يكون ضيوفي على هذا المنوال .

بعيداً عن الشاشة أنت جدية ؟
بالعكس أنا إنسانة مرحة وسعيدة بحالها تزرع البهجة أينما تواجدت ومتسامحة جداً.

تسامحين من يسبب لك الأذية ؟
أكيد وهذه الصفة موجودة عندي فطرياً لكنني نميتها بالتجارب والخبرة في الحياة، وأعتبرها من شيم الكبار "الله يسامحو" عبارة تختصر إنساناً كريماً .

لأي مدى باتت الحرفية والتقنية في التقديم عاليتين عندك ؟
ارتفع منسوبهما لغاية القلق لأن النجاح ثروة قيّمة يجب الحفاظ عليها. وبالرغم من أن الصدفة هي التي قادتني إلى هذا المجال لكن الحس الإعلامي كان موجوداً بالفطرة من أيام الطفولة عندما كنت أحمل فرشاة الشعر وأقف ساعات امام المرآة أقلد المذيعات .

كيف اجتزت مرحلة الاكتساب إلى مرحلة الحرفية ؟
تعبت على نفسي منذ خمس سنوات وأنا أتسلم مهاماً كثيرة منها الاعداد والمونتاج، وحتى أحياناً الإخراج فكل هذه الأمور ساعدتني لأن أتحمل مسؤولية برنامج له خصوصيته عند المشاهد .

هذه الشمولية لم تؤثّر في مكان ما على حضورك الاعلامي ؟
ابداً بل دعمته أكثر ووفررت له الحصانة المرجوة , كما دفعت بي لانتقاد نفسي وترميم الاعوجاج في شخصيتي، فالشمولية هذه جعلتني لا أرضى عن شيء ابداً بل أطمح دوماً إلى المزيد .

يقال عنك بأنك استفزازية بأدب راقٍ ؟
صحيح أنا دوماً في حياتي أرسم مخططاً وأمضي عليه فإن وصلت إلى المراد أكون سعيدة، وإن تعثرت خطواتي أعتبر عدم وصولي من النتائج الخيرة . هذه الاستفزازية أعتبرها حالة من التحدي بيني وبين نفسي .

لأي مدى الحس الاعلامي يكون جاهزاً لإنقاذك من هوة السقوط بالحلقة ؟
بعد الخبرة أصبحت أمتلك رداراً ينقذني من حالة الرتابة والملل، فعندما أشعر بأن سياق الحلقة سيأخذني إلى هاتين الصفتين أقوم فوراً بانتفاضة سريعة فيها شيء من "الاكشن" لإنقاذ الحلقة .

لماذا لا تستعملين الميكرو "الايرفون" بالاذن ؟
بصراحة لأني أرفض القيود، فأنا أركز أثناء االتصوير على منهجية حواري وأضبط حركة الضيف جيداً فأية حركة خارجة عن هذه الاجواء سوف تؤدي الى خلل ما . أستعمل "الايرفون" لآخذ الـ break الإعلاني .

تركزين على الإعداد هذا الأمر لا يؤثر على طاقتك كمذيعة ؟
بعد التجربة اكتشفت بأن المذيعة التي تعد بنفسها برنامجها تكون متمكنة من حلقاتها، وبصراحة أنا يساعدني معد البرنامج رالف معتوق في البحث العميق عن ضيفي، وهو بنفس الوقت المنتج المنفذ للبرنامج.

حضورك على الشاشة له خصوصيته وحرصه من عدة جوانب ؟
هذا الأمر محسوم لا مجال للجدال فيه، فالمذيعة ضيفة على المشاهد وهي من تخترق خصوصيته لذا من الواجب أن تكون أنيقة بملابسها ومفرداتها وجلستها أمام الكاميرا وأن تحافظ على الإتيكيت عندها .

ما هي التغيرات التي طرأت على نمط حياتك ما بعد الأضواء والشهرة ؟
صدقني لم يتغير أي شيء أبداً إنما تجربتي علمتني ماهية محبة الناس، فهي نعمة من رب العالمين وأصبحت أتحاشى الدعوات العامة هروباً من السين والجيم .

هل اسم دانيا الحسيني إعلامياً من الأسماء التجارية ؟
لا... لأني وصلت إلى مكانة معينة على الساحة الإعلامية مميزة، ولكني لست إسماً تجارياً كما هو متداول في السوق الإعلامي التجاري.

الإعلامية دانيا الحسيني تتنافس مع الإعلامية رابعة الزيات اليوم ؟
إطلاقاً أنا منافستي الوحيدة دانيا الحسيني، بينما رابعة صارت في تلفزيون "لنا" ولها استقلاليتها بالهوية التي تقدم فيها وهي مستقلة تماماً عن هويتي .

هل يشغل الإعلام مساحة عريضة من حياتك ؟
هو كل حياتي إنما بشرط أن لا يؤثر على عائلتي وولدي فأنا أعيش ضمن دائرة مترابطة الأولوية فيها لعائلتي .

تبعدين نجليك آدم وعلي عن الأضواء ؟
هذا قرارهما وبإرادتهما فضلا الابتعاد عن الأضواء أنا تربطني بهما صداقة ونعقد أسبوعياً جلسة تشاور في غرفة مخصصة لهذا الغرض في البيت .

ما هي الهواجس التي تشغل بالك عليهما ؟
اولاً أنا مؤمنة وأسلم أمرهما لرب العالمين بأن يحميهما، إنما أكثر ما يقلقني عليهما هو المرض .

انت ست بيت ممتازة ؟
ست بيت قديرة تنتبه لأدق التفاصيل في شؤون بيتها وتوظف أوقاتها بالأمكنة السليمة .