في عهد العولمة والانترنت اصبح العالم قرية صغيرة وأية "خبرية" تنتشر بسرعة البرق، فقد أصبحت "آه يا حنان" حديث الشارع في لبنان وعدد من الدول العربية، حتى أن كل امرأة أو فتاة أو طفلة اسمها حنان صارت تشعر إما بـ"النقزة" عندما تسمع أحداً يردد جملة "آه يا حنان" وبعضهن يشعرن بالفرح الشديد، وأنا اختبرت هذا الشعور شخصياً حتى أن زملائي في العمل وكل أصدقائي صاروا يغنونها لي.

الكثيرون رددوها بطريقة طريفة عبر نشرهم مقاطع فيديو لهم على صفحاتهم، وصارت على لسان الجميع من الأطفال والرجال والنساء في كل الأماكن العامة وأماكن السهر، وفاجأ أحد الأشخاص زوجته بقالب حلوى مكتوب عليه "آه يا حنان".

ووصلت الأمور إلى تصدر فيديو أسير الأحزان الترند في لبنان في الفترة الأولى لانتشاره، وقد عرضت قناة bbc بالعربي تقريراً بعنوان "فيديو اه يا حنان في السعودية يتحول إلى أغنية وريميكس ويجتاح المنصات"، وقد استطاع الفيديو أن يحتل المرتبة الأولى بالفيديوهات الأكثر تداولاً عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

صاحب "آه يا حنان" الشاب حمدي السعودي شخص ظريف، ولديه على صفحته العديد من المتابعين لعفويته وبساطته وتعبيره عن مشاعره بطريقة طريفة أحياناً تدفعنا للضحك، وقد حصل على شهرة لم يحلم بها بسبب مقاطع الفيديو الطريفة له، ولذلك انتشر بسرعة فيديو يظهر "حمدي" في ميكس لعدة مقاطع فيديو نشرها عبر صفحته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ونسقها الدي جي غزال ، يشرح فيها حمدي حبه الكبير لفتاة اسمها حنان وكيف فطرت قلبه وحتى أضحكنا بأحد المقاطع حين استعان بالدموع الاصطناعية ليظهر للناس أنه مجروح من خيانةحبيبته حنان له، فجاءت الجمل خفيفة ومهضومة ولا تناسق بينها ولأنها عفوية نالت هذا الرواج.

وكرت سبحة تأليف الأغنيات فإستغل بعض الفنانين المغمورين رواج مقطع فيديو "أسير الأحزان" ليحققوا بعض الشهرة السريعة، مثلاً، ومؤخراً قام وليد العلي بتسجيل أغنية يبدأ مطلعها بجملة "مساء الخير مساء الشهرة ولكنه أضاف كلمتيْ "طلقت النسوان" ونالت عدداً كبيراً من المشاهدات تجاوزت الـ 200 ألفاً، وقام فنان يدعى محمد حمام بتأليف أغنية عنوانها "آه يا حنان" نالت في أيام قليلة حوالى مليون مشاهدة كما غناها شخص آخر اسمه أحمد العلي ونالت أيضاً ما يزيد عن الألف مشاهدة، فيما حققت أغنية مودي نصار ما يزيد عن مليوني مشاهدة.

أما الفنانة دانا الحلبي فعادت لتطلق أغنية صوّرتها بسرعة ردت فيها على أسير الأحزان وعنوانها "أنا حنان" ويقول مطلعها "سبيت المستقبل سبيت الدنيا من بعدك" فحققت مشاهدات كبيرة، لتتبعها ميريام كلينك فتطرح أغنية صورتها في المنزل على سبيل المزاح والضحك وهي بعنوان "انسى حنان"، ويقول مطلعها "إنسى حنان.. فكر فيي يا اهبل وانسالي حنان انا مريومي اللي اجمل يا أسير الأحزان حاجي تنتنط وتبرعط زي السعدان".

الحقيقة، ان سرعة تداول "آه يا حنان" وتردادها على كل لسان ليس أمراً مستغرباً، لأن الناس أصبحوا بحاجة إلى جرعة من الضحك والترفيه، كما أن الإعلاميين يستضيفون هؤلاء الأشخاص حتى لو كانوا ليسوا فنانين كونهم يشكلون حالة في المجتمع تكون "تراند" والوقت كفيل بالحكم على من شكلوا انتشارا سريعا إذا كانوا سيستمرون في إثبات وجودهم أم سينطفئ وهجهم.

وسنرى إذا كان صاحب "آه يا حنان" سيقدم لاحقاً ما يشكل هذا الإنتشار أو لا.

"آه يا حنان" ليست الجملة الوحيدة التي انتشرت بهذا الشكل الكبير، بل أيضاً سبقتها جملة وديع الشيخ التي انتشرت "أموت وينشرح صدري" -ووديع غنى هو بنفسه "آه يا حنان" أيضاً-ثم جاءت "آه يا حنان" ليرددها الجميع لكنها كانت متنفساً أشاعت الفرح بين الصغار والكبار.