"عزيزي الفنان الكبير أشرف عبد الباقي، أطال الله في عمرك ومتّعك بكامل الصحة والإبداع"، كانت هذه كلمات المخرج المسرحي جلال الشرقاوي للممثل أشرف عبد الباقي بعدما شاهد مسرحية "جريما في المعادي".


فإذا كنت تختلف أو تتفق مع أشرف عبد الباقي كممثل، إلا أنك لا يمكن أن تنكر ما حققه من نجاح في المسرح بداية من تجربة "مسرح مصر"، التي حققت نجاحاً كبيراً وأعطت فرصة للكثير من الشباب أن يحققوا أحلامهم بالتمثيل وأن يصبحوا نجوماً لهم أعمال من بطولتهم، إضافة إلى إستعانة السعودية بأشرف لينعش المسرح هناك، والآن يخوض تجربة جديدة من خلال ٤٠ شاباً وفتاه بمسرحية تحمل اسم "جريما في المعادي".
أشرف عبد الباقي في حواره لموقع "الفن"، كشف عن كواليس "جريما في المعادي"، وكيف قام بجمع الشباب، كما حكى لنا عن تجربة مسرح السعودية، وكيف استطاع أن يوفّق بين "مسرح مصر" ومسرحيته الأخيرة.

بعد نجاح "مسرح مصر" قررت أن تخوض تجربة جديدة تحمل اسم "جريما في المعادي" فحدثنا عنها؟
اخترت ٤٠ شاباً وفتاه لتكوين فرقة جديدة، وأعدت الحياه لمسرح الريحاني في وسط البلد واخترته ليكون مكاناً لتقديم المسرحية وهي عبارة عن مسرحية كلها غلط بغلط، فكل تفصيل يحدث داخل العرض هو خطأ، لكن أحياناً يحتاج الخطأ إلى ترتيب حتى يظهر بشكل سليم، وخضنا التجربة وحتى الآن فقد حققت ردود فعل جيدة وفي أغلب الأوقات يكون المسرح كامل العدد.

"مسرح مصر" حقق خلال السنوات الماضية نجاحاً كبيراً، فلماذا قررت أن تخوض تجربة جديدة بـ"جريما في المعادي" ؟
أردت أن أظهر بشكل مختلف، فهذه المسرحية مختلفة تماماً عما نقدمه في مسرح مصر، ومن سيشاهدها سيعرف الفرق، و التجديد لا يشترط أن أترك المسرح لأجل السينما أو التلفزيون، ما دمت أخرج شيئاً جيداً للجمهور، ويحبه، وإني أجد فرصة حقيقية في تجميع شباب جدد فهذا يعد تجديداً.

ماذا عن الصعوبات التي واجهت الشباب في هذه المسرحية؟
هي مسرحية لها بداية ووسط ونهاية، مدة عرضها ساعتان، ويقدم منها عرضان يومياً، العرض الأول بفرقة من الشباب، والثاني بفرقة أخرى، وذلك لأن المسرحية لها تدريبات صعبة، ونقوم بعمل بروفات طويلة لها، لأن بها الكثير من الحركات الصعبة والخطرة التي يؤديها الشباب على المسرح.

ما الفرق بين مسرح مصر وهذه التجربة؟
الاثنان لا تربطهما أية صلة تشابه نهائياً، فمسرح مصر كان اعتماده الأساسي على الارتجال، أما "جريما في المعادي"، فليست من هذا النوع نهائياً، فالجميع ملتزم بالنص المكتوب وبالحركة التي يؤديها على المسرح، وأنا قدمت العديد من الأعمال المسرحية الطويلة بعيداً عن مسرح مصر، قبل خوضي هذه التجربة، فقدمت 14 عملاً مسرحياً يشبه "جريما في المعادي"، وأتمنى بالفعل أن ينال إعجاب الجمهور، وأن تعود الحركة للمسرح الخاص مرة أخرى.

هل كان تجميع الشباب الجدد صعباً عليك؟
لا على العكس لم يكن صعباً لأنني معتاد على الذهاب إلى مسارح الدولة، والعروض التى يقيمها المهرجان القومي للمسرح، ومسارح الجامعات، وكلما رأيت شخصاً مناسباً ويؤدي بجدية على المسرح أتواصل معه لأضمه إلى الفريق، ويجب أن نهتم بالشباب لأنهم الأساس فى كل المجالات، وأستمد الطاقة منهم، وهم قادرون على تنفيذ كل ما أطلب بسهولة، فالعمل معهم ممتع، وقد جعل العرض من دون أية مشاكل، فهم كانوا قادرين على التغلب على كل الصعوبات معي، وهذا على عكس التعامل مع أجيال أكبر.

كيف توفّق بين "مسرح مصر" و"جريما في المعادي"؟
في مسرحية "جريما في المعادي" أنا مخرج، وهذا لا يستلزم مني التواجد معهم في المسرح بصفة دائمة.

كان آخر أفلام عبد الباقي، في السينما "بوبوس"عام 2009، وبعدها لم تطل على الشاشة..فلماذا كل هذا الغياب؟
انشغلت كثيراً بمسرح مصر وبوجودي في مسرح السعودي، كما أنني لست قلقاً كثيراً إذا كنت متواجداً في التلفزيون أو السينما أو المسرح فجميعهم عمل، ووجودي في أي مجال من هذه المجالات يغنيني.

ماذا عن تجربتك في مسرح السعودية؟
رائعة جداً، ونالت إعجاب الجمهور وكانوا حريصين على مشاهدة العروض التي نقدمها، لذلك رفع المسرح شعار كامل العدد، فأنا أعرض مسرحيتين كل يوم خميس وجمعة وسبت، ويشهدون إقبالاً غير مسبوق، كما أنني أقدم العروض بأسعار مخفّضة، تتراوح بين 30 إلى 50 ريالا، ليكون الجميع قادراً على الحضور، لأن الهدف الأساسي هو مخاطبة الشباب ومخاطبة العائلات، ومشاهدة شيء لا يخجلون منه، إضافة إلى خلق جيل جديد من ممثلي المسرح الشباب.

كيف جاء إختيار الشباب المشاركين في تلك المسرحيات؟
بسهولة فتحنا باب التقديم للانضمام إلينا، وتقدم 1500 شاب للمشاركة، لكن لم يتجاوز الاختبارات سوى 100 منهم فقط، واخترت منهم 50 شاباً، دربتهم على الأداء المسرحي، من خلال ورش عمل استمرت لمدة 4 أشهر، وكذلك بروفات يومية.

ماذا عن أعمالك القادمة؟
حالياً اقدم برنامج "قهوة اشرف" على قناة الحياة، وأركز أكثر في المسرح وسأعرض "جريما في المعادي" في عدد من المحافظات منها المنيا.