شخصية لها خصوصية بالطرح وحميمية في المناقشة وفكر متوقد يهاجر في انتاجاته الإبداعية إلى أفق رحب له طبيعته وأناسه .

صحافي لامع تبوأ رئاسة العديد من المطبوعات السعودية العريقة وكاتب روائي رسم خيالات أبطاله على الورق ومن ثم حولها الى حقائق على الشاشة . هاني نقشبندي في عمله الجديد "صانع الاحلام" المأخوذ عن روايته "قصة حلم" يروي بداياته الاولى مع الدراما التلفزيونية عبر هذا اللقاء .

بعد رحلة بيروت وتوقيعك العقود مع الممثلين المشاركين في مسلسلك "صانع الأحلام" ماذا بعد؟
أولاً عندي حنين كبير لبيروت لما تختزنه من قيم وجدانية تاريخية، وثانياً بعد الاتفاق مع الممثلين الذين سيشاركون في مسلسل من كتابتي، انا موجود لاجراء بعد اللقاءات والمشاورات لما يخص اعمالي الادبية .

كيف تصف لنا حال الرواية السعودية وفق الضوابط والتقاليد المتعارف عليها ؟
كانت الرواية السعودية تفتقد لأمور كثيرة تندرج تحت تسمية الرعاية الفكرية فلما تنشقت نسيم الإنفتاح طارت وحلقت وحققت نجاحات كثيرة .

يا ترى ما هو سر نجاحاتها اليوم ؟
الفشل الاعلامي الذي غابت عنه الوضوحية والصراحة خصوصاً في صلة تواصله مع الناس .

الرواية السعودية اليوم أين أصبحت ؟
بلا تعالٍ تخطت الإقليمية وبدأت تترجم وتنطلق إلى أفق آخر له طابعه العالمي .

بماذا تميزت رواية "قصة حلم" من خصوصية ؟
تميزت بالتطور وفق إيقاع الحياة العصرية وظلت محافظة على لياقتها الإنسانية ومتمسكة بالقيم والتقاليد والأعراف .

ما هو دور الروائي في صناعة الرواية ؟
دوره أن يكون صريحاً مع نصه وسرد تفاصيل كاريكتيرات أبطاله وأن يقدم الانطباع الحقيقي بعيداً عن المجاملات والمسايرات في نصه ليكون النص متعايشاً مع الواقع .

ما الفرق ما بين عطاءات الإعلام السعودي لمجتمعه وما قدمته الرواية ؟
الإعلام السعودي ارتبك في ناحية معينة من فلش قضايانا بشكل تحليلي فكان شفافاً في طرح موضوعاته بينما الرواية كانت مغامرة اكثر وصريحة وواضحة وهذه الصفات جعلتها تتفوق عليه .

هاني نقشبندي لماذا تتزاوج الواقعية مع الخيال في رواياتك وهل هذه حرفة الروائي المميز ؟
(يبتسم )هلا بالخير كل واحد منا عنده مساحة ما في كيانه من الخيال لاننا بالنهاية نحن بشر نمضي مشوارنا مع الحياة محفوفا بالاشواك لهذا السبب نحتاج احيانا لمساحة من الهروب نحو الخيال او (الفانتازيا )ولكن نعود مجبرين إلى واقعنا .

حدثنا عن الطقوس والمراسيم التي يستعملها الروائي؟
الروائي او الكاتب يعتمد على مجهوده وهذا ما يجعله حاضراً على الدوام لفعل الكتابة.

هل بإمكان أي كان أن يكون كاتباً ؟
اكيد وأن يكون روائياً إذا استطاع أن يوفر الميزتين القصة والنص لأنه صاحب الهام ووحي .

اذاً أين تكمن الصعوبة في فن الكتابة ؟
الصعوبة الكبرى في كيفية ملء الورقة البيضاء بالأفكار.

كيف تفصّل شخصية الروائي او الكاتب ؟
هو حكاواتي مثل أيام زمان يروي قصته على السهرانين كل مرة بأسلوب مختلف عن الآخر، إنما المهارة الحقيقية تتجسد في فن الكاتب وأسلوبه وعناصر الجذب وكوادر شخصيات روايته .

بعض الكتاب او الروائيين يلجؤون الى تلميع رواياتهم ؟
هذا أعتبره مسألة تزوير في نمطية الحقائق لأن الكاتب يتعايش بصدق مع نصه وكأنه يكتب روايته بحبر من دمه وهو يتشرف بتقديم نفسه من خلال اسلوبه فالتلميع يسيء له بشكل فاضح .

بعد رحلتك الطويلة مع الإعلام وخصوصاً المقروء والمناصب الرفيعة التي حققتها فيه هل ودعت الاعلام ؟
ابداً هذا القرار غير وارد في حياتي كيف اتخلى عن عالم متأصل بكياني , أنا ما زلت موجوداً على الساحة الاعلامية بمقالاتي ولقاءاتي وتحاليلي في الادب والسياسة، إنما تخليت عن الالتزام بدوام العمل لأنطلق بحريتي في عالم التأليف والسرد .

استطاع الإعلام أن يمهد لك الطريق لرواياتك ؟
في مكان ما (آه ) وفي مكان آخر (لا) , الإعلام علمني مجاراة العصر بالجملة القصيرة المعبرة التي سهلت أمامي حرفية الكتابة فكانت بداياتي مع فن الرواية في العام (2007) بينما مزاولتي لفعل الكتابة كانت في العام (1982)، إذاً المسافة الزمنية ما بين العالمين كافية لصقل موهبتي الإبداعية في فن الرواية .

يقال إن البراعة في فن الكتابة تقوم على التخصصية هل توافق على هذا القول ؟
الشبه قريب جداً ما بين الطب والكتابة، فالطبيب يدرس الطب العام ثم يختار تخصصه وكذلك فن الكتابة .

ما هي الميادين الأقرب إليك إعلامياً ؟
بصراحة عملت في العديد من الميادين منها السياسية , الاجتماعية , النسائية وتبوأت مركزاً رفيعاً لرئاسة كبرى المطبوعات في عالمنا العربي .

هل تعتبر تجربتك التلفزيونية ناجحة ؟
تجربة لم تتجاوز السنتين اكتشفت خلالها بأن العمل الإعلامي المرئي سيبقى أسيراً للمرجعية بطابعه الرسمي والخاص وهذه المسألة موجودة حتى في الغرب .

روايتك المشهورة "قصة حلم" تحولت إلى مسلسل تلفزيوني هو "صانع الاحلام" حدثنا عن الأمر..
حصرياً لموقعكم الرواية نالت قسطاً كبيراً من الشهرة وهي تتحدث عن تفسير الأحلام وان باحثاً فيزيائياً ورث هذا الارث عن والده، وحسب الاكتشافات العلمية هذا الامر من الوقائع العلمية لكنه قرر العمل بعيداً عن المجموعة العلمية التي كانت تهتم بأبحاثه، وكان والده قد أرسل اليه برسائل سرية عن حقيقة هذا العلم .

العمل أشبه بالفانتازيا العلمية ؟
صحيح لأن أحداث المسلسل تدور في 30 حلقة وفيها أحداث عاطفية وإنسانية خصوصاً قصة الحب ما بين البطلوإحدى معجباته حيث تحولت علاقتهما الى قصة حب وفيها الكثير من تفسير الأحلام .

هذا المسلسل سوف يعرض في رمضان المقبل ؟
صحيح وهو ومن بطولة مكسيم خليل واخراج محمد عبد العزيز باسم "صانع الاحلام" وقد كتبت حواراته بمعونة سيناريست بارع هو بشار عباس .

هل انتقلت من فن كتابة الرواية الاكاديمية الى فن الكتابة في الدراما ؟
أبداً إنما روايتي هي من ساهمت بصناعة هذا العمل .