في خضمّ النشاط الواعد الذي تشهده السينما اللبنانية منذ مدّة، ينضم إلى باكورة الأعمال هذا العام فيلم جديد بعنوان "شرعوا الحشيشة" كأول عمل تنتطلق به شركة "WISE Production" لصاحبها السيد مجد جعجع، يضم الفيلم مجموعة من الممثلين اللبنانيين على رأسهم ختام اللحام وطوني عيسى وريتا حرب وفادي إندراوس، إضافة إلى الممثلين عدنان ديراني وأغوب دي جرجيان وغدي بشارة وجويل الفرن وهو من كتابة داليا الحداد وإخراج رندلى قديح.

حوالى الساعة والنصف من العرض، يختزل الفيلم واقع المجتمع اللبناني الصعب من حيث المعيشة بخمسة شبّان لكل واحدٍ منهم مشكلته الخاصة التي تنطلق من وضعه المعيشي الصعب ويجتمعون في النهاية على "الحشيشة".

تبدأ قصة الفيلم من السجن، بعد أن يلقى القبض على هؤلاء الخمسة شبّان بتهمة السرقة وقد قاموا بالسرقة بسبب أحوالهم المعيشية الصعبة، فيقضون عقوبتهم ليخرجوا بعدها إلى الحال المعيشي نفسه وليواجهوا المصير نفسه، فلا يجدون أمامهم إلا اللجوء للمتاجرة بالحشيشة كمصدر رزق معتمدين على العلاقات التي نسجوها داخل السجن.

تنقلب حياة هؤلاء الشبان رأساً على عقب، لكن الحال لا يستمر على ما هو عليه، فهل يصل بنا الحال كهؤلاء الشبان إلى السرقة وتجارة الحشيشة كي نعيش بكرامة في هذا الوطن؟ الجواب هو بالطبع لا، وهو ما يختم به الفيلم مشاهده الأخيرة، ليؤكد أن هذا الطريق مهما كانت بدايته موفقة فإن النهاية ستكون مضرّة وسيئة لصاحبها ولمحيطه.

وأهم ما في هذا الفيلم، أنه ينقل واقع الفساد في السلك الأمني عن طريق العناصر وحتى بعض الضباط الذين يتواطؤون مع بعض المساجين داخل السجن أو مع بعض العصابات في الخارج لتسهيل عملهم غير القانوني مقابل رشوة ما أو تهديد.

وفي ختام العمل نرى أنه مقابل هؤلاء الأشخاص الفاسدين والمرتشين وغير الوطنيين، هناك عناصر وضباط يتمتعون بالنزاهة والوطنية وهو ما يترجمه دور طوني عيسى الذي نتفاجأ في النهاية أنه ضابط مخابرات، بينما ريتا حرب التي تؤدي دور الضابطة يكون مصيرها السجن.
هنا تكمن الإشارة إلى تحية للجيش اللبناني الذي يلقي القبض على تجار المخدرات وهذا فخر للبنان.

يعكس هذا الفيلم العبارة التي تقول "المضحك المبكي"، فهو على قدر الواقع المبكي الذي ينقله، إلا أنه يقوم بذلك بطابع كوميدي مميّز، يوصل إليك الفكرة بطريقة سلسة تجعله موجهاً للكبار والصغار معاً.

موقعنا الذي واكب العرض الأول للفيلم، كان له هذه اللقاءات مع بعض أبطاله وعدد من الشخصيات الفنية والإعلامية التي حضرت.

الممثل طوني عيسى

ما هو الأمر الذي يميّز "شرعوا الحشيشة" كي ينافس سينمائياً؟

الفيلم هادف ومن ورائه رسالة، فهو ليس لمجرد الضحك والتسلية، بل هناك رسالة منه تتمحور حول الحشيشة، كيفية إستعمالها، وكيف ننقذ مجتمعنا من آفاتها السيئة، وما هو الهدف من الحشيشة وكيف يمكن للدولة أن تستفيد منها.

الفنان فادي إندراوس

إلى أي مدى من الممكن أن يقدم فادي إندراوس الحقيقي تنازلات وتضحيات من أجل طموحه؟

هذا الأمر ينطبق على كل شخص إلى أية درجة هو مستعد أن يقدم تضحيات، وهناك دائماً طريقان وكل واحد يختار طريقه إنطلاقاً من ظروفه، طبعاً أنا لم تكن طريقي سهلة، بل واجهت الكثير من الصعوبات.

الممثل عدنان ديراني

تقدم في الفيلم دور الشاب البعلبكي وبعلبك هي بالأساس منطقتك، وفي الفترة الأخيرة ضجت كثيراً ظاهرة إذا صحّ تسميتها "ظاهرة عباس جعفر" كشاب بعلبكي يصوّر وينقل واقع منطقته، هل أنت مع أو ضدّ؟

بالطبع أنا مع، فإذا عدت إلى الوراء كانت اللهجة البعلبكية هي اللهجة المبتذلة، أما اليوم فهي لهجة اساسية ونراها كثيراً سواءً في الغناء أو السينما أو التقديم، وأنا هذه لهجتي وبيئتي وطبعاً سأكون عنصرياً معها.

هل تخاف من أن تطالك الإنتقادات نفسها التي طالت عباس جعفر، كونه يصوّر منطقته إنطلاقاً من المخدرات والفقر والسلاح وغيرها؟

إنطبقت هذه الصورة على منطقة البقاع عامةً وبعلبك تحديداً لأنها في الأساس منطقة محرومة ولم يقف أحد معها، ومن هنا فأنا أطالب بتأمين البديل لها من شغل وغيره كي لا تلجأ الناس هناك إلى الأمور غير القانوينة.

الممثلة ريتا حرب

دورك في الفيلم يحتّم عليك الإختيار بين القلب والعقل، فكـ ريتا حرب إن كان عليك الإختيار بين هذين الأمرين في حياتك العملية ماذا تختارين؟

في الحياة إجمالاً أنا أختار القلب، لكن في عملي إذا كان عليّ أن أختار بين القلب والعقل، فأختار العقل إن كان صحيحاً أكثر.

هل كان من الصعب عليك أن تلعبي دور "ضابطة"؟

هذا حلم وحققته، فمنذ كنت صغيرة وأنا أحلم بأن أكون ضابطة وذهبت بعدها إلى عرض الأزياء والتلفزيون وهو الأمر المختلف كلياً.

المخرجة رندلى قديح

ما هو الشيء الجديد الذي تقدمه رندلى قديح من خلال فيلم "شرعوا الحشيشة"؟

أولاً، الصورة وأيضاً الموسيقى مع التقطيع وهو الأمر الذي يشبه الطابع الغربي ولا أسمح لأية لحظة ملل في الفيلم.

كما كان لنا لقاءات مع بعض الشخصيات الفنية والإعلامية التي حضرت، بينهم الممثلة روان طحطوح التي أكدت أنها ليست مع تشريع الحشيشة أي أن تكون متداولة في يدّ الجميع، إلا للأغراض الطبية.

الإعلامي ميشال قزي، الذي أكد أنه مع تشريع الحشيشة لأسباب طبية وأن تكون مع ضوابط وخاصةً أرباحها.

الممثلة رانيا عيسى التي أكدت أنها حضرت أولاً لدعم صديقتها الكاتبة داليا الحداد، وهي تعتبر نفسها جزءاً من هذا العمل كون الحداد تشاركها في كل أفكارها.

وإن كان العمل قد طرح عليها، قالت إنها كانت من الأسماء المطروحة لكن كونها لم تكن معروفة من قبل الشركة المنتجة لهذا لم تكتمل مشاركتها.

وعن رأيها بتشريع الحشيشة، قالت إنها ليست معها بالكامل، حيث أن الخوف أن لا تكون مضبوطة بالشكل السليم.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغطهنا.