هي محظوظة بأن تكون بطاقة التعارف الأولى لها في السينما المصرية بعمل ضخم يضم كوكبة من النجوم وهو "نادي الرجال السري" ورغم شهرتها العربية الكبيرة منذ سنوات إلا أن تركيزها لم يصب على صعيد العمل بمصر الذي سبقتها إليه نجمات بلدها سوريا ولكن كان وراء ذلك إهتمام بالدراما السورية التي تعترف بفضلها عليها.

هي الممثلة نسرين طافش التي تتحدث لـ"الفن" عن كواليس تجربتها السينمائية الأولى في مصر ومسلسل "مقامات العشق"، وعن أسباب إستقرارها بمصر ورؤيتها للدراما السورية حالياً وما تراه في نفسها من مميزات وعيوب وموقفها من تقبل النقد وما تفعله من أجل التطور والكثير من التفاصيل في اللقاء التالي:

في البداية .. نُبارك لكِ على حضورك الأول بالسينما المصرية من خلال فيلم "نادي الرجال السري" والشخصية التي ظهرتِ بها؟

سعيدة للغاية بالآراء الإيجابية والنجاح الذي حققه هذا العمل وهو الأول لي في السينما، وسعادتي بالمشاركة مع أبطال ونجوم لهم قيمتهم في مصر والوطن العربي، والشخصية التي لعبتها لفتاة مصممة حفلات الأعراس، وأعتبر الدور به تحدٍ وقوة وإختلاف لما تحمله الشخصية من إستقلالية وتحرر، فضلاً عن إعتماد العمل بشكل أساسي على كوميديا الموقف بالإضافة للخطوط الدرامية المتقابلة مع كريم عبدالعزيز وغادة عادل وبقية الأبطال، وبالنسبة لي هذا الفيلم مهم أن يكون ضمن أرشيفي الفني.

وكيف كان التعاون مع أبطال العمل وكواليس التحضير له؟

كواليس التصوير كانت رائعة للغاية وسعادتي لا توصف بالتعاون مع نجوم كبار وهذا أراه حظاً وتوفيقاً بالنسبة لي أن أُشارك في عمل مميز مثل "نادي الرجال السري"، كما أن الكواليس شهدت مواقف كوميدية كثيرة مع كريم عبدالعزيز وبقية الأبطال الذين يمتلكون حس الدعابة والفكاهة مثل ماجد الكدواني وغادة عادل، وهذا أمر أفادني في أول تجربة سينمائية لي بمصر وهو أن أُشارك في عمل يضم فنانين متميزين وإستثنائيين بالنسبة لي.

وما الدوافع التي جذبتك للموافقة على المشاركة في "نادي الرجال السري"؟

بمجرد التعرف على قصة العمل شعرت بأنه سيكون إضافة كبيرة بالنسبة لي وخاصة أنه مكتوب بطريقة معالجة كاريكاتيرية ساخرة وهذا ما جذبني في حداثة الفكرة وإعتماده في الأساس على كوميديا الموقف.

هل ترين أن تواجدك بأول أعمالك السينمائية بمصر مع كريم عبدالعزيز هو بطاقة تعارف مميزة وإضافة لكِ مع جمهور السينما المصرية؟

بكل تأكيد.. أؤمن بأنني محظوظة بتواجدي بعمل يضم كوكبة من النجوم الذين لهم جمهورهم الذي يقف وراءهم ويدعمهم وهذا أمر جيد بالنسبة لي، وهذا ما أشعرني بطمأنينة لظهوري الأول في السينما بأن تتم مشاهدة العمل من الجمهور بشكل جيد وأن ينتشر، وهذا كله يصب في مصلحة تعرف الجمهور المصري في السينما علي وعلى نجاح العمل بشكل عام، وأعتبر هذا العمل إضافة كبيرة ودافعاً بالنسبة لي نحو أعمال سينمائية أخرى خلال الفترة المقبلة.

وما أسباب إستقرارك بمصر خلال الفترة الأخيرة؟

مصر هي هوليوود الشرق وأحبها للغاية والحياة بها أكثر من رائعة ولكن إستقراري بمصر ليس تاماً بل أنني أستقر حالياً ما بين مصر ودبي، ورغم ذلك أشعر بحنين لبلدي سوريا ولفلسطين والجزائر فأنا عربية من دول كثيرة والوطن العربي كله هو موطني.

ولماذا تأخّر حضورك لمصر رغم شهرتك العربية المبكرة ونجاحك؟

خلال الفترات الماضية كان تركيزي كله يتوجه نحو الدراما السورية لما لها من فضل كبير في شهرتي بالوطن العربي، وفي الوقت نفسه الدراما السورية تُحقق نجاحاً ملحوظاً بالوطن العربي كله وتركت أثراً إيجابياً وبصمة واضحة لدى المشاهد العربي بشكل عام، فكان هناك الكثير من العروض المقدمة لي من وقت لآخر في مصر ولم أستطع المشاركة بأعمال بأكثر من بلد في وقت واحد لأن الأمر مرهق، ولكنني إخترت أن تكون الفترة المقبلة للتركيز في الأعمال المصرية.

وماذا عن مشاركتك ببطولة مسلسل "مقامات العشق"؟

سعيدة بالمشاركة بهذا العمل التاريخي المختلف والذي أؤدي فيه شخصية جديدة كلياً علي، ونحن نواصل تصوير هذا العمل الآن، وسعادتي بالكواليس التي تجمعني بكل نجوم المسلسل كبيرة وأتمنى أن يُحقق العمل إنتشاراً واسعاً ونجاحاً كبيراً لأنه قصة جاذبة وكل العوامل تدعو لنجاحه.

ولكن الدراما السورية تأثرت سلباً خلال السنوات الماضية التي أعقبت الأحداث الصعبة بسوريا؟

بالطبع.. تأثرت الدراما السورية بما حدث في سوريا ولكن على صعيد التسويق وليس القيمة الفنية والدليل أنها ما زالت تحتفظ بالمكانة المهمة التي نشأت فيها وحققتها طيلة السنوات الماضية.

وما مدى قبولك للنقد بالنسبة لما تُقدمينه من أدوار فنية؟

أتقبل النقد بكل ترحاب ولكن من الضروري أن يكون هذا النقد بنّاءً ووفقاً لمعايير نقدية ومنطقية واضحة من خلال الوقوف على إيجابيات العمل الفنية وسلبياته، ومن الضروري أن يقف الناقد على الجيد والسيئ ويعرف كيف يفرق بين الطرفين، وشروط تقبل النقد ألا يكون به تجريح أو مكيدة وأن يعطي كل ذي حق حقه، ولكن الحديث النقدي عن السلبيات فقط أمر محبط وغير جيد.

وكيف تدفعين نفسك لتطوير أدائك الفني بمرور الوقت؟

معروف عني حبي للقراءة بشكل مستمر لما لها من فوائد كثيرة في الخبرة والمعرفة حيث تُطوّر الخيال وتجعل لديك مخزوناً ثقافياً كبيراً يفيد الممثل في التعامل مع أدواره وأدائه وخبراته بحثاً عن العمق في معرفة الاشياء من حوله، كما أن متابعتي للأعمال الأجنبية والعربية وتجارب الآخرين تفيدني أيضاً فأنا لدي مخزون كبير من الثقافات وأسعى لتزويدها من وقت لآخر، هذا إلى جانب أن الأدوار والأعمال التي أُشارك بها تفيدني وتعطيني خبرة كبيرة.

وهل تدرسين شيئاً إلى جانب التمثيل؟

ادرس علم التنمية الذاتية وهذا العلم يفيدني للغاية ويجعلني أتعلم وأستفيد كثيراً في جوانب عديدة من حياتي وأهمها التمثيل.

ماذا تفعلين في مقابل تقديم الأدوار الصعبة؟

أتعامل مع الكتب والروايات والقراءة وتجارب الآخرين على أنها المرجع بالنسبة لي، كما أن الأدوار الصعبة هي التي تدفع لخلق ممثل جيد وأدوار وأعمال فنية متميزة.

من بين الأعمال الفنية التي قدمتِها في مشوارك الفني، ما هي أصعبها؟

هناك أدوار كثيرة صعبة قدمتها في مشواري الفني ولكنها أفادتني وهذا تجلى منذ بدايتي الفنية وفي عمر كنت به صغيرة، مثل "ربيع قرطبة" الذي قدمت فيه مراحل عمرية مختلفة وكنت في العشرين من عمري.

أيهما أهم بالنسبة إليكِ.. رأي الجمهور أو المختصين بمجال الفن والنقد؟

من الضروري معرفة الرأي والرأي الآخر، فالجمهور هو الهدف من تقديم الأعمال الفنية والمسعى الذي نسعى إليه ولكنّ آراءه عفوية بناء على تحليله كمشاهد وغالباً ما يكون حكمه بالعاطفة، ولكن آراء المختصين منطقية ومبنية على الدراسة والتحليل، لذا فالرأيان مهمان للغاية بالنسبة لي.

ومن تستشرينه في أعمالك؟

أستشير والدي وأعلمه بكل ما يُعرض علي وأتناقش أنا وهو وأستفيد من مناقشاتي معه.

إذكري لي ميزة وعيب في شخصيتك؟

الميزة أنني مُحبة للإطلاع والقراءة والعيب أنني قد أؤجل بعض المهام والأعمال حينما أُقرر الحصول على الراحة.

وفي النهاية.. هل تضعين حسابات لأعمالك المقبلة أو تتركين الأمر للنصيب؟

اترك الأمر للنصيب والقدر لأنني مؤمنة بهما للغاية، وحساباتي بسيطة جداً بعد النية والتوكل.