حمل كاميرته ومشى، غير آبه برصاصة من هنا، أو بقذيفة من هناك، نزل إلى ساحة المعركة متسلحاً بإيمانه وبكاميرته وبضميره المهني، في زمن كان فيه كل يغني على ليلاه وينقل صورة مشوشة ومختلفة تناسب حزبه أو إنتماءه الطائفي، ولكن ستافرو أراد أن يكون المناضل في سبيل نقل الصورة الحقيقية للمواطن وبكل تجرد، فخاطر بحياته مرات ومرات، ونقل صورة بيروت لحظة بلحظة، قبل أن يعود السلام ويعم العاصمة لينقل ستافرو صورتها مجدداً، ولكن هذه المرة صورة بيروت التي تنبض بالحب والحياة.

وهو أيضاً الذي حمل ريشته ورسم وجوهاً ووجوه من مختلف المجالات، ولوحات تحاكي الواقع أو تستبق الأحداث المستقبلية.

ولمناسبة مرور سنتين على رحيله، وتخليداً لذكراه، تم إفتتاح شارع ستافرو جبرا في قلب بيروت منطقة الأشرفية ساحة ساسين خلف مبنى البريد، برعاية وحضور محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب، وبحضور زوجة الراحل حياة جبرا، وبناته المنتجات باميلا وأورنيلا وبريسيلا، وعدد كبير من محبي ستافرو وفنه، من أهل السياسة والفكر والفن والإعلام والأقارب والأصدقاء، تلى إفتتاح معرض يضم رسومات كاريكاتورية وصوراً فوتوغرافية بريشة وعدسة ستافرو، وذلك في فيلا ليندا سرسق في الأشرفية.

إبنة الراحل، المنتجة باميلا جبرا، كانت لها كلمة إستذكرت فيها ستافرو، وقالت :"بريشتك رسمت الفرح والمأسة والإنتصارات، ورسمت أيضاً وجوهاً سياسية وفنية، ستبقى أعمالك خالدة للأبد"، ووعدت جبرا والدها بأن هذا الشارع الذي حمل إسمه وهذا المعرض الذي ضم لوحاته ورسوماته هما خطوة أولى لتخليد ذكراه.

وشكرت جبرا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومحافظ بيروت القاضي زياد شبيب، ومجلس بلدية بيروت، وخصوصاً عضو البلدية الأستاذ سليمان جابر.

مقدم البرامج طوني بارود، صديق العائلة، قال في كلمته :"ستافرو لم يدخل يوماً في زواريب لأن فيها زعلاً وحقداً، وهو كان مليئاً بالحب والوطنية وبالإيمان وبكل شيء جميل، وطريقه أوصلته إلى السماء".

الوزير السابق زياد بارود قال إن ستافرو لازال بيننا من خلال ما رأيناه من كاريكاتور وصور في هذا المعرض الجميل، وأضاف أن ستافرو ليس مميزاً فقط بالنسبة لعائلته ولمحبيه، بل هو مميز بالنسبة لنا جميعاً، وتمنى أن تبقى ذكراه حاضرة.

محافظ بيروت القاضي زياد شبيب قال :"ستافرو إنسان عظيم من هذه المدينة العظيمة، وأعماله ستكون خالدة لأن فيها عمقاً وإبداعاً كبيراً، وهو أعطى بيروت كل الحب الذي تستحقه، وعبّر عنه بالتمسك بها في أصعب الظروف، وبوضع كل إبداعه في التصوير الفوتوغرافي والكاريكاتور، وليس من السهل من أن نحمّل الصورة، والكاريكاتور بكلمات قليلة، فكرة، ولذلك وصل ستافرو إلى العالمية".

موقع "الفن" عاد بهذا الكلمات الخاصة.

عائلة ستافرو جبرا:

زوجته حياة جبرا :"أنا سعيدة من صميم قلبي بهذا الحدث، وأشكر رئيس الجمهورية الذي إستجاب مباشرة لطلبنا، وأشكر محافظ بيروت وبلديتها، وهذه فرحة كبيرة لستافرو لا تُنسى".

وأضافت :"أقول لستافرو إننا نحبه وإشتقنا له ولا ننساه، أتمنى من الله أن يطيل بعمر بناتنا الذي كان ستافرو فخوراً بهن".

إبنته باميلا جبرا :"بعد وفاة والدي، ذهبنا لنشكر الرئيس عون بعد تقديمه وسام الأرز لستافرو، وطلبنا منه حينها أن يكون هناك شارع في بيروت يحمل إسم ستافرو جبرا، وأعطانا موافقته مباشرة، ونسقنا بعدها مع محافظ بيروت القاضي زياد شبيب وبلدية بيروت".

ماذا تقولين لـ ستافرو؟

هو الآن معنا، وأقول له "أنظر كم يحبك الناس، وكيف جاؤوا جميعهم ليروك، والكل سعيد بأنه أصبح هناك شارع يحمل إسمه وسيبقى للأجيال القادمة، فنحن سنرحل وسيبقى الشارع.

إلى ماذا تشتاقين مع ستافرو؟

إلى كل شيء، خصوصاً إلى صوته، وكل يوم أشتاق إليه أكثر.

ماذا عن أغراضه التي كان يستعملها؟

كل أغراضه موجودة ولازالت في مكانها، حتى القلم والممحاة لازالا في مكانهما.

ماذا تعلمتِ منه؟

تعلمت أن أحب لبنان وألا أهاجر مهما حدث، حب ستافرو للبنان كان قوياً جداً، علمني أن أحب كل ما أقوم به، فأخذت منه الشغف والطاقة الإيجابية وهذا يجعلني قوية ومستمرة في كل شيء أقوم به.

من ما كان يخاف عليكن؟

لم يكن يخاف علينا، كان يقول لنا إننا "قدا وقدود".

ما هي اللوحة التي رسمها وتهديه إياها اليوم؟

لوحة مار شربل التي هي آخر لوحة رسمها.


إبنته المنتجة بريسيلا جبرا :"أنا أكيدة أن ستافرو يشاهدنا وهو فخور بنا وبهذا الحدث، وهذا أقل ما نقدمه له لأنه برأيي لم نبدأ بعد، ستافرو أعطى الكثير للبنان، 50 عاماً من الخبرة والحب والعطاء للبنان، هناك مفاجآت نحضرها لمحبي ستافرو".

وأضافت :"أشتاق إلى صوت ستافرو العالي، وإلى ضحكته الرائعة".

إبنته المنتجة أورنيلا جبرا :"أنا متأثرة جداً، وعندما أتحدث عن ستافرو أبكي فوراً، أنا عاطفية جداً وخصوصاً اليوم، ولكن ستافرو هو حتماً سعيد بهذا الحدث، ليته كان معنا".

طبيب العيون جو رومانوس،زوج باميلا:"باميلا هي إبنة ستافرو الكبيرة، وحين كنت أريد أن أطلب يدها، كنت خائفاً لأن ستافرو لم يكن يريد أن تتزوج بناته، لأنه كان متعلقاً بهن كثيراً وكان يريدهن أن يكن له وحده، ولكن حين بدأت بالتعرف عليه أصبح ينظر لي بنظرة مختلفة، ففي البداية كان ينظر لي على أنني جئت لأسرق منه إبنته، ولكن بعدها أحبني وأصبح يسأل باميلا عني بإستمرار، فكنا نجلس معاً ونسهر، وكان يقول لي إنه ليس لديه صبي، ولديه ثلاث بنات وأنا إبنه الرابع".

وأضاف :"إبني الياس هو نسخة طبق الأصل عن ستافرو، يشبهه كثيراً بالشكل وبالطباع، ومنعني من أن أعبس حين يقوم الياس بأمر غير جيد، وقال لي إن الولد يحفظ الوجه العابس ويجب أن تكون الضحكة موجودة دائماً".

وتابع جو :"ستافرو لم يشعرني يوماً بأنه مريض، ولم يستسلم، كان يريد أن يهزم المرض"، وتأثر جو وبكى وقال :"كان يقول لي إنه في أحد الأيام ستأتي سوكلين وتأخذ أغراضه كلها والكاريكاتور واللوحات وترميها، وأنا قلت له إن هذا الأمر لن يحصل أبداً ولن أسمح بأن يحصل، بناتك يحبنك ويحببن أعمالك وسترى ماذا سيفعلن من أجلك، إياك ان تفكر بهذه الطريقة، قال لي هذا الكلام لأنه كان خائفاً جداً، ولكن الحمد لله أن بناته قدا وقدود".

محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب :"ستافرو ركز كثيراً، وخصوصاً من ناحية التصوير الفوتوغرافي، على بيروت، وعلى الحقبة التي أرّخها من خلال تصويره اليومي لكل ما يجري في بيروت من أحداث، ستافرو أعطى بيروت وبالمقابل أخذ منها، أعطاها حبه وتعلقه بها، وأخذ منها المادة والأحداث، وخصوصاً الأماكن التي كانت مواضيع تصويره ولوحاته".

وأضاف :"ستافرو عبّر عن حبه لبيروت، وهي تقول له اليوم من خلال إطلاق إسمه على الشارع ومن خلال المعرض، إنها تحبه، وإن السنوات التي أمضاها فيها ستبقى موجودة، خصوصاً من خلال الشارع الذي يحمل إسمه".

الوزير السابق زياد بارود :"بدأت علاقتي بستافرو ينظرة إلى ما يرسمه، ولكن بعد أصبحت على معرفة شخصية به، شعرت إلى أي مدى لديه حس إنساني كبير جداً، عدا عن أنه كانت لديه ثقافة السياسية، وحين ترى الكاريكاتور التي كان يرسمها، تشعر بأنه لازال حاضراً معنا رغم رحيله، وهناك كاريكاتور رسمها في الماضي لا زالت تصلح في أيامنا هذه لأنه ما من شيء تغيّر".

أمين عام "إتحاد من أجل لبنان" مسعود الأشقر :"ستافرو كان صديقي وأنا أحبه وهو مبدع، وكان رائعاً في لوحاته، وأقل من يمكن أن يكون هناك شارع بإسمه، والأشرفية هي أيضاً عاصمة لبنان، وأمثال ستافرو نادرون".

مقدم البرامج طوني بارود :"كنت أعرف ستافرو مثلما كان يعرفه كل الناس، ولكن بعد أن أصبحت إبنته باميلا كل شيء في عملي التلفزيوني كمنتجة والبرامج التي قمنا بها، أصبحت علاقتي به روحية وأساسية، وهو ساعدني من دون أن يدري بطريقته وبعمله وبشفغه وبفرحه وبكل شيء، وحالياً أتواصل معه روحياً، هو أصبح في داخلي، فكل مرة أتوجه فيها إلى درب السما ألتقي به، هو في السابق كان يرسم البشر، واليوم هو يرسم القديسين".

ملكة جمال لبنان السابقة رهف عبد الله :"كل مرة كنت أذهب فيها إلى وسط بيروت وأسواق بيروت بعد ترميمها، كنت أرى طاقة إيجابية تسير في هذه الأسواق مع كاميرا، وكل مرة كان يراني فيها ستافرو، كان يضحك ويصورني ويرسل لي الصور، كان يحب كل ما هو حي وفيه حياة، ونحن بحاجة إلى هذا الشغف في مهنة التصوير والنقد الجميل، وأنا سعيدة جداً بأننا نخلد إسم ستافرو من خلال إطلاق إسمه على شارع في بيروت، والتي هي مدينته، والتي كان يحبها كثيراً".

الممثلة كارلا بطرس :"ستافرو صورني حين كنت أعرض الأزياء، وكنت أزوره وعائلته في منزله، وأعتبر نفسي من أسرته وأهنئنه ببناته، قليل على ستافرو أن نطلق إسمه على شارع لأنه عمود من أعمدة التصوير العربي-العالمي، فهو كان أول مصور عربي يدخل إلى "كان" ويغطي المهرجان السينمائي هناك".

الإعلامي وسام بريدي :"كنت على معرفية شخصية بستافرو، خصوصاً أنه كان مقرباً جداً من شقيقي الراحل عصام، وستافرو ترك بصمة وبصمته باقية".

الإعلامية وخبيرة المظهر لمى لاوند :"أول ما بدأت العمل في تلفزيون لبنان، أهم غلاف مجلة وأهم مقابلة أجريت معي كان ستافرو هو من إلتقط لي الصور، وهو أيضاً الذي صور حفل زفافي، وهذه الصور لازالت حتى اليوم من أجمل الصور التي إلتقطت، ليس لأنني كنت العروس وصغيرة، بل لأن صور ستافرو رائعة، تخيل إلى أية درجة ذكرياتي قوية معه".

وأضافت :"ستافرو موجود معنا من قبل إطلاق هذا الشارع على إسمه، فنحن نراه في كل الأوقات لان الكاريكاتور التي تركها وكل ما قام به باقٍ، وأنا سعيدة جداً بإطلاق إسمه على هذا الشارع لأن فن ستافرو صعب جداً وليس بإستطاعة أي كان أن يقلده".

مقدمة البرامج كارلا حداد :"بريسيلا إبنة ستافرو هي صديقتي المقرّبة، وقدمت برنامج "نجم الكوميديا" على قناة "الحياة" من إنتاج إبنته باميلا، وكان ستافرو يحضر ويصورني في كواليس البرنامج".

وأضافت :"ستافرو ترك لنا ثلاث بنات نفتخر بهن، وكذلك هو، وهن عملنا كثيراً من أجل إطلاق إسمه على هذا الشارع وإنجاز هذا المعرض، وأقل ما يمكن أن يسمي لبنان شارعاً بإسم ستافرو جبرا الذي كان موجوداً بأهم الأحداث الحلوة في لبنان، وكذلك بالأحداث التي كان فيها خطر على حياته كان ستافرو يتواجد في الميدان".

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.