لكل منا أسلوبه في الترفيه عن نفسه والهرب من ضغوط الحياة اليومية والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يرزح تحتها اللبنانيون، لكن مهما تنوعت الأساليب يبقى المسرح الانتقادي الكوميدي النافذة الأشمل والوسيلة الأنجح التي يتجه نحوها كل باحث عن الترفيه في قالب ممتع هادف، ولعل من ملوك هذا المسرح الممثل ماريو باسيل الذي أتقن ما يقدمه حتى حافظ على استمرارية مسرحه رغم مختلف الظروف التي مر بها لبنان فظل مقصد اللبناني الباحث عن "فشة خلق" والسياسي الذي يترقب "لطشاته" و"قفشاته" فبغض النظر عن لجوئه للايحاءات الجنسية إلا أن مضمون رسائله يدعو الى المحبة والسلام وانتقاد الوضع المعيشي المزري بقالب تميز به ماريو دون غيره.


مع الممثل والمسرحي الكوميدي ماريو باسيل كان لنا في موقع الفن هذا الحوار:

بداية أخبرني عن طفولتك أين نشأت؟
نشأت في لبنان وسافرت إلى فرنسا وبقيت هناك لسنتين ثم عدت.

ماذا درست وكيف اكتشفت أنك تحب أن تتجه نحو الفن وهل شجعك أحد من عائلتك؟
لم يشجعني أحد في العائلة، كنت أدرس هندسة زراعية ومن ثم غيرت اختصاصي الى علوم الكومبيوتر ولم يعجبني الاختصاص، ومثلت دور دب عندما طلبت مني إحداهن فتحمست للأمر وكنت أحب الموسيقى والسينما وكان لدي شعور داخلي لأنتقل من الكومبيوتر للفن وهكذا بدأت مشواري.

هل تهوى القراءة وتثقف نفسك من أجل كتابة مسرحياتك؟
في السابق كنت أقرأ كثيراً وحالياً أتابع أموراً كثيرة مثل الأفلام ومسلسلات والأفلام الوثائقية وأجالس المثقفين ونتحدث بالفن ونبتدع أموراً جديدة وحين أسافر إلى أي بلد أحضر أي عرض ممكن أن أتابعه من الأوبرا إلى الكاباريه.

هل تدعو الناس من خلال مسرحياتك للاسترخاء؟ والابتعاد عن متابعة الأخبار التي تسبب له القلق؟
أنا أجد ان أكثرية الشعب اللبناني عايش عالأخبار، فالشعب في الخارج يعيش حياته فيهتم بالسفر والطعام والحضارات المختلفة، أنا أسافر إلى الشرق الأدنى وأمارس اليوغا والطب الهندي يجدد لك جسمك ويطرد منه السموم.

ريما الإنسان العادي في لبنان ليس لديه إمكانيات مادية للقيام بهذه الأمور
بالطبع وهذا مؤذ جداً ونحن في أجمل بلد وأتعس بنى تحتية ونفكر أننا أذكياء ولكنني أرى أننا أصبحنا شعباً غبياً جداً.

بعد ان كنت متحفظاً على موضوع الارتباط واخيراً فعلتها وتزوجت مبروك
شكرا، لكن لا لم اكن متحفظاً على موضوع الزواج ولا أعلم لماذا يظن الناس أنني كنت متحفظاً والحقيقة أنني خطبت عدة مرات لكن كان مصيرها الفشل إلى أن التقيت بزوجتي الحالية ووقعنا في الحب وتزوجنا، كل شيء فيه منطق في الحياة إلا العواطف.

لماذا فشلت علاقاتك في السابق؟
قد يكون السبب ان نمط حياتي صعب وأعمل كثيراً في الليل.

هل لان لديك الكثير من المعجبات؟
ليست مشكلة فنجوم هوليوود كلهم لديهم معجبات.

لكنهم يطلّقون كثيراً
في الخارج الممثلون حقيقيون أكثر فحين تستنفذ العواطف يتركون بعضهم، والمجتمع هنا يقاضينا وبلدنا صغير والعادات والدين والتقاليد حكمنا ففي الخارج متطورون أكثر منا وحين تموت العاطفة لديهم يطلقون ويبقون اصدقاء، هناك كثيرون منفتحون فكرياً من الفنانين يطلقون ويبقون اصدقاء في لبنان والبعض الأخر "بيقبرو بعض" ولا افهم لماذا يتشاجرون ويتورط الأطفال في مشاكل الاهل لا اعلم لماذا.

ما الذي يعجبك في عقلية الغرب؟
هناك الأهل ينمون شخصية الطفل، ولا يعاملونه على أنه طفل بل كشخص بالغ وينمون شخصيته بينما في لبنان هناك البعض حين يطلقون يتحمل أطفالهم وزر مشاكلهم ويبقى الطفل "مطحون".

هل وقعت بالحب من اول نظرة ؟ اخبرنا عن قصة حبك
كنت في سيريلانكا في رحلة استجمام خضعت للتدليك وتنظيف جسمي من السموم والتأمل والمفروض أن يهتم الانسان بجسده وكانت هي هناك ايضاً وبقينا على اتصال وانغرمت فييي انا irresistible، يضحك، احببنا بعض بنفس الدرجة.

ماذا تعمل زوجتك الكسيا تشيسكياكوفا؟
هي محامية تعمل مع الدولة الروسية توقع معاهدات مالية في عدة بلدان وعملها يتطلب السفر لكنها ستترك عملها قريباً وتبقى معي خصوصاً أنها حامل ونترقب مولودة إن شاء الله.

هل ستربي اولادك على التقاليد او على الانفتاح الذي تعيشه؟
أنا أريد أن يتربى أولادي بطريقة أن يكوّنوا شخصيتهم الخاصة وينطلقوا في الحياة ويجد كل واحد منهم نفسه.

ما هو برجك؟
برج الجدي، لا أؤمن بتوقعات المستقبل ولكن بشخصية أصحاب الابراج.

كيف اخترت فيفو ليشارك معك في الكوميدي نايت؟
كان يتابع إحدى عروض مسرحيتي كوميدي نايت اون ذا رود ودخل الى الكواليس ووجدت ان لديه طاقة ايجابية ومهضوم وقريب من القلب وانا من يشارك معي على المسرح يجب ان يكون لديه شيئ مميز، وفيفو لديه متابعون كثر على الانستغرام وبما اننا اصبحنا في عصر مواقع التواصل الاجتماعي فهذا يزيد من نسبة محبة الناس لمتابعته كما انه ومثير للجدل فيكون المشاهد لديه حشرية لمعرفة ماذا سيقدم "والنسوان بيحبو لفيفو"، وفي هذه المسرحية أتيت بجاد حديد وهو من اجمل الشباب في العالم العربي، ويتهموني أنني أسلع المرأة فجئت برجل سلعة وفيفو أيضاً فقمت بهذه الخلطة، وركبتلن مضمون يليق بهما، وانا بحاجة ان أغير فهناك بعض الناس يرون هذا الامر سلبيا لا ادري ما السبب.

هل لأنك بعض الاحيان تتخلى عن الممثلين الذين اعتدت العمل معهم؟
كل شخص جديد يأتي بنكهة جديدة، فهذه المسرحية تتطلب نوعاً آخر من الممثلين،، وأكره الرتابة لذلك أحب أن اغير وحتى نوع المسرحية ومكان المسرح.

هلم ممكن ان تعيد تجرية وان انغري مان وهل ممكن ان تشارك في مسلسل تلفزيوني درامي؟
وان انغري مان تطلبت مني مجهوداً كبيراً جداً ولكن كتجربة تجارية ومعيشية في لبنان كانت فاشلة، خسرت الكثير من المال والوقت، فنحنا لسنا نعيش في بلد حضاري لديه بنية تحتية تساعد الفنان في لبنان.

انت تعتبر انك تخاطر كي تبقى مستمراً؟
خصوصاً أن توقيت افتتاحها كان بعد استقالة الرئيس الحريري بيومين "فوتتني بالحيط" وندمت لأن كان لدي هدف نبيل وسامٍ كي أقدم فناً للفن أما في season zero نسيت هذا الموضوع، وأنا شخصياً أحب أن أقدم فناً للفن لكن الناس يريدون هذا النوع من المسرحيات الذي أقدمه وأتفهمهم، فلو كنا في أوروبا أو أميركا كان يمكن أن يكون جيداً، لكن في لبنان يحب أن يتسلى الناس وينسون همومهم، لأنني أجرب أن أعمل مسرحية بشكل سهرة، ونتواصل أيضاً مع الجمهور.

هل تجد أن مسرحك شانسونييه؟
من قبل كان مسرحي أكثر شانسونييه أما حالياً فأقدم مسرحية بتقنية شانسونييه، لأنه في عصرنا الحالي لم يعد الشونسونييه له محل لأن التلفزيون أصبح كله شانسونييه فتتناول بعض البرامج كل ما هو جديد وحتى البرامج الحوارية مثل برامج هشام حداد وعادل كرم وشربل خليل وقربت تنحل وبيار رباط وحتى ديو المشاهير أصبح شانسونييه فأصبح المشاركون يقومون بتقمص شخصيات، وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي تجدين النكات الساخرة مما يحدث لذلك باعتقادي كي تبقي المشاهد مشدوداً للمسرحية يجب أن تظهري الحبكة والتمثيل والمواهب، فيفو مهضوم على مواقع التواصل وجاد أيضاً ولم يكن سهلاً أن يبدآ بالتمثيل وبالطبع ما زالت معي تاتيانا يحبونها الرجال والنساء ووجودها يجعل المسرحية تصبح سهرة، وعاد شادي مارون ليمثل معي، عملنا معا لست سنوات وكنت أرغب في الهرب من الانتقاد السياسي لكن الناس تطالب بهذا النوع، ولدى شادي مواهب مختلفة وعلى مستوى عال، كما أن مسرحيتي تتصمن افكاراً جديدة ونكات مع مضمون.

نلاحظ أن لديك رسائل دائماً في مسرحيتك
أنا أحب أن أعمل "تقريق" هادف ويجب أن تجعلي الناس تفكر فيما توجهينه لهم، ويمكن للممثل أن يوقع المسرح في الابتذال لكن إذا أعطيته عمقاً تجعلين المسرحية تتطور، وأتأسف لأننا كنا رواداً في الإعلام ومنارة للشرق.

ما رأيك بالبرامج الانتقادية؟
هي ثقافة "تقريق" وأنا أتابع القنوات اللبنانية من أجل عملي، لا أريد أن أضعها في نفس الخانة ولكن أفهمهم لأنه لا يوجد قدرات إنتاجية لا يستطيعون أن يدفعوا لأشخاص تكتب بشكل صحيح، يريديون فقط زيادة نسبة المشاهدة بشكل أسرع ولا توجد الكثير من الضوابط الأجتماعية كي يرتفع المستوى.

لديك تجربة قريبة في برنامج تلفزيوني؟
كنا نقوم بتجربة وقمنا بحلقة "بيلوت" وهو من ذا نوعية برنامج نقشت لكن لا يشبهه وهو نوع من برامج المواعدة.

هل هو نسخة من برنامج أجنبي؟
يمكن من عدة برامج ويمكن أن نغير لاحقاً.

هل برأيك المنافسة بين القنوات التلفزيونية تجعل القنوات تتزاحم من أجل الرايتنغ؟
لا شك أن المنافسة تجعل الشخص يتخطى نفسه ليقدم الأفضل، من جهة هذا أمر جيد، ومن جهة أخرى "بس يزيدا الواحد مع أني كنت بزيد" لكن ليس بأمر رخيص.

لا تروج لنفسك بتعابير أو إيحاءات؟
أنا أعتبر نفسي مستفزاً فأنا مقارنة بما يقدمه الأميركيون أصبح قديساً، ومجتمعهم بالطبع مختلف، لكن من دون شك المستوى التلفزيوني يعاني بسبب الانتاج.

ماذا عن برنامج الليلة جنون هل توقف لاسباب انتاجية؟
لا السبب يعود أكثر لأني لم أعد أجد ضيوفاً يليقون بأن يظهروا فيه، وفي الفترة الأولى حصدت رايتينغ مهماً، وهو مأخوذ عن برنامج فرنسي ويدفعون حقوقه وتكلفة الديكور، والفورما الأجنبي يكون لديه إنتاج كبير فيجربون لسنتين كي يصلوا إلى صيغة ملائمة ، أما هنا فنقوم بالصيغة الخاصة بنا ولا بتكون ناضجة كما يجب ولأن التمويل ليس جيداً، وبسبب الحالة الاقتصادية ووسائل التوصل الاجتماعي "ضربت" التلفزيونات ،فيتسابقون لينتجوا بمال أقل لذلك لا تستطيعين أن تجلبي كفاءات جيدة وتدفعين لهم لتعطي نتيجة جيداً وهذا يؤثر كثيراً على الأمر.

هل تطمح إلى العالمية؟
عملت ب 3 أفلام هوليوود مدة كل فيلم ساعة ونصف تم تصويرها في تركيا وكانت تجربة رائعة، وهي عبارة عن سلسلة تلفزيونية تشبه إنديانا جونز.

لماذا لم تأخذ حقها؟

لم يتم صنعها للسينما، وتمت دبلجتها في كل البلدان وعرضت في إيطاليا وتركيا وفرنسا وروسيا.

هل تحلم بأن تمثل في السينما بهوليوود؟
أرغب بهذا ولم يحالفني الحظ وحدثت وقتها نكسة اقتصادية لأميركا وتوقف الانتاج ولم أتابع الأمر ويا ليتني أعيش في هوليوود.

أخبرني ماذا يعني لك زياد الرحباني المسرحي وهل يمكن أن يكون هناك عمل مستقبلي يجمعكما؟
زياد هو صديقي ولا يحتاج لشهادتي وهو أهم فنان موجود بلبنان، فإذا قأخبرتِهِ له ماذا يحدث معكِ يكتب الحوار ويحوله لمسرحية، اجتمعنا مرات عديدة حتى عندما عرض حفلات في Play room شاركت معه ببعض الجمل على المسرح، وفكرنا في عمل مشترك لكنه مزاجي قليلاً فيختفي ثم يظهر وهذا كاراكتيره وله طلعاته.

ما رأيك بجو قديح وجورج خباز وهل تتابع مسرحياتهما؟
انا على علاقة جيدة مع جو قديح وأتابع مسرحياته وأقدر ماذا يقدمه، وخصوصاً في لبنان فهذا أمر بطولي، وبرأيي يفيد التلامذة والمجتمع اللبناني ويساعد فيؤجر المسرح الخاص به بأسعار مقبولة، أما جورج خباز ليس بحاجة لشهادتي فمسرحي مختلف عن مسرحه.

كم تحاول أن تشد السياسيين ليتابعوا مسرحيتك؟
عادة لم يعد السياسيين يهتمون كثيراً بحضور المسرحيات لكن في هذه المسرحية ندعوهم ليتابعوا المسرحية لأن طريقة تفكيري تغيرت عن السياسي فلم أعد ألوم السياسيين صرت ألوم الشعب اللبناني.

هل لديك نقمة على السياسيين كلهم أم على بعضهم؟
انا لدي نقمة على كل من يجيش الحرب والعنف والسلاح أنا شخص مسالم، Make love not war، وكل من يدعى للتفاهم وللمحبة والسلام بزقفلوا وحلّلي متل ما بدك.

هل واجهت يوما ما أي مشكلة مع أحد منهم في مسرحيتك؟
لا لم يحدث أبداً لأنهم ما بيقبضوني جد لأن بعملهن ماريوكا مع إنو بجرب ما أعملها بس العالم عم تطلبها كعامل تجاري مجبر أن أقدمها.
شاركت في ديو المشاهير وحزت نجاحاً كبيراً .

بمن تأثرت من الكوميديين القدامى؟ بين وسيم طبارة وإيفيت سرسق؟
أنا لم أعرف إيفيت سرسق كثيراً لكني متأثر بوسيم طبارة وأكثر أشخاص تأثرت بهم هم من الأجانب، مثل سايفيلد، بيل كوسبي، مل بروكس، روبن ويليامز هولاء "المعلمين" وتأثرت أيضاً بمخرجين كوميديين مثل بروكس، جيم كاري وغيرهم، وأنا لا أقلد أحداً معيناً فكلما أتابع وأثقف نفسي تدخل المعلومات في اللاوعي الخاص بي كي أُخرِج منها الستيل الخاص بي.

هل تؤمن بالتغيير في السياسة بلبنان؟
إذا أصبحنا شعباً واعياً في المستقبل وتثقفنا كفاية ممكن وأنا لم أعد ألوم السياسيين بل ألوم الشعب ولا أؤمن بالمظاهرات والتخريب وهناك قانون انتخاب وإذا كان الشعب واعياً سينتخب الأشخاص المناسبين لإصلاح البلد.

ما هي رسالتك إلى محبيك ومتابعي موقع الفن والسياسيين أيضاً؟
أن أود أن أتوجه للناس بالقول أن الإنسان يجب عليه أن يمارس التأمل ويهتم بنفسيته لجسده ويخرج إلى الطبيعة ويحب نفسه فإذا أحب نفسه يستطيع أن يحب الآخرين ولا يجب أن يتأثر كثيراً بالناس من حوله وكلامهم، بل عليه أن يحاول إيجاد الحب والفرح ويتناول طعاماً صحياً فالجسد هو معبد الروح وأن يهتم بثقافته ويسافر ويكتشف حضارات أخرى، فنحن أكثر شعب يتابع سياسة وأفشل ناس بالسياسة فليحب السياسيون بلدهم، فلبنان رسالة ولا أدري إذا سيصلح الوضع أم لا.