جيل كامل تربى على شخصيات بدري أبو بدار في "ذئاب الجبل"، ويوسف في "المال والبنون" ومندي في "البحار مندي"، وأبو زيد الهلالي في "السيرة الهلالية" وغيرها من الشخصيات التي قدمها الممثل المصريأحمد عبد العزيزفي الدراما في التسعينيات، ليتربع على عرش التلفزيون لسنوات طويلة، أصبح فيها فتى أحلام الفتيات على الرغم من أنه لم يكن يمتلك وسامة نجوم الزمن الجميل، إلا أن ملامحه الرجولية واقترابه من الجمهور والشخصيات التي قدمها، حفرت إسمه في تاريخ الدراما.

بداية فنية من المسرح

في 30 كانون الأول/ديسمبر عام 1955 ولد أحمد عبد العزيز، بحي محرم بك في مدينة الإسكندرية المدينة التي تتمتع بحس فني، وتعود أصوله إلى مدينة المنوفية لكنه عاش وتربى في القاهرة وبالتحديد في حي شبرا.

أثناء دراسته في المدرسة كون فرقة مسرحية مع زملائه قدم خلالها العديد من العروض المسرحية، لكن بالرغم من حبه المبكر للفن إلا أنه قرر أن يلتحق بكلية التجارة على أن يقدم مسرحيات عبر مسرح الجامعة، فكان وقتها من أهم الممثلين بين أبناء جيله وكان يتنقل ضمن فريقه مع قوافل فنية إلى مختلف محافظات مصر، وبعد تخرجه قرر أن يدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية.

في عام 1976 عين في وزارة الثقافة بمسرح الطليعة وقدم مسرحيات مثل "الواغش" و"مأساة الحلاج" قبل أن ينتقل إلى السينما والدراما والتي حقق فيها نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وشارك بعدها في عام 1982 في مسلسل له بعنوان "باقي من الزمن ساعة"والذي لفت الأنظار إليه.

بداية الإنطلاقة من يوسف شاهين وقدم شخصية السادات مع نادية الجندي

في عام 1985 قدمأحمد عبد العزيزأولى بطولاته في السينما بعد أن شارك في فيلم "الوداع يا بونابرت" مع المخرج يوسف شاهين الذي اعتاد أن يشاهد العروض الجامعية التي يقدمها مسرح الجامعة لإختيار النجوم الجدد، وبعدها بعام قدم فيلم "الطوق والأسورة" مع شريهان وحقق الفيلم أيضاً نجاحاً كبيراً، وفيلم "المشاغبون في إجازة نصف السنة"، وفي عام 1987 قدم فيلم "البدرون" مع سهير رمزي، وفي العام نفسه شارك في فيلم "بابل حبيبتي" مع يحيى الفخراني، وفي عام 1988 قدم بطولة فيلم "حالة تلبس" أمام سماح أنور وبعدها بعام قدم "حارة برجوان" أمام نبيلة عبيد، وقدم بعدها أفلاماً مثل "اللعبة الأخيرة" و"3 تحت المراقبة" و"القانون لا يعرف الحب" و"الصفقة" و"المتهمون" و"السياسي" و"التحويلة"، وقدم شخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات في فيلم "الجاسوسة حكمت فهمي" عام 1994 أمام نادية الجندي، واعترف لاحقاً بأنه كان ضد السادات أثناء فترة الجامعة لكن موقفه تغيّر بعد اغتياله، وذلك قبل أن يجسدها الفنان الراحل أحمد زكي في عام 2001 في فيلم "أيام السادات".

وبالرغم من الأعمال القوية التي شارك فيها أحمد عبد العزيز، لكنه ابتعد عن السينما فترة وركز على الدراما وعاد للسينما بعد سنوات، فشارك في فيلم "حديد" عام 2014 مع عمرو سعد، ليصل رصيده السينمائي إلى حوالي 40 عملاً.

نجم الدراما في التسعينيات الذي حلم الكثيرون بالعمل معه

في التسعينيات أصبحأحمد عبد العزيزمن أهم نجوم الدراما بالأعمال التي قدمها، مثل "ذئاب الجبل" والذي يعتبر من أهم المسلسلات الصعيدية و"المال والبنون"، حتى أن جملته الشهيرة "عباس الضو بيقول لأ" حتى الآن يرددها الكثيرون ، أيضاً مسلسل "الوسية" و"البحار مندي" و"ألف ليلة وليلة" و"من الذي لا يحب فاطمة" و"السيرة الهلالية" و"حارة المحروسة" و"الحنين إلى الماضي" "سوق العصر" ، وشارك في أعمال دينية منها "موسى بن نصير" و "لا إله إلا الله" و "الوعد الحق" وقدم مسلسل "الفرسان" .
وكان من يعمل إلى جوار أحمد عبد العزيز يضمن النجاح، مثل حنان ترك وجيهان نصر وشيرين سيف النصر ونرمين الفقي، وغيرهن.

خفوت نجمه وانسحاب تدريجي ومنصب مدير المسرح الكوميدي

بالرغم من النجاح الكبير الذي حققهأحمد عبد العزيز، إلا أنه مع بداية الألفية الجديدة وانتشار الفضائيات والإنترنت اهتز عرش نجاحه وبدأ ينسحب تدريجياً، خاصة في ظل ظهور جيل جديد من الشباب مثل أحمد السقا وكريم عبد العزيز وأحمد حلمي ومحمد هنيدي وغيرهم، وكانت نوعية الأعمال قد تغيرت أيضاً وابتعدت عن البطل المثالي الذي اشتهر به أحمد عبد العزيز.

وانشغل أحمد عبد العزيز في هذا الوقت بمنصبه كمدير عام للمسرح الكوميدي، وذلك منذ نهاية عام 2007 وحتى منتصف عام 2008 ثم استقال، وقال إن السبب صحي ولم يكن المسرح المصري في هذا الوقت في أفضل حالاته وقد شارك أحمد عبد العزيز بإخراج حوالي 25 عملاً مسرحياً على مسارح الدولة.

عودة بالأب الروحي وكلبش

عادأحمد عبد العزيزللظهور مجدداً وبالتحديد بعد عام 2011، حيث شارك في مسلسل "أريد رجلا" وقد أثار حالة من الجدل وقتها لتمسكه بالطريقة القديمة في التمثيل، وبعدها شارك بشخصية "سليم العطار" في مسلسل "الأب الروحي" فحقق نجاحاً كبيراً، ويشارك في مسلسل "كلبش" الجزء الثالث، مع أمير كرارة.

حياة أسرية هادئة ..وباع أثاث منزله وفكر في الإعتزال

تزوج أحمد عبد العزيز من الكاتبة الصحفية دينا شرف الدين، وله منها ثلاثة أبناء هم أميرة ومحمد ويوسف، ويفضل دائماً أن تظل حياته بعيدة عن الأضواء، وقالت عنه زوجته في مداخلة في أحد البرامج بأنه زوج ديمقراطي إلا أنه لا يساعد في المنزل، إلا إذا قام بتحضير بعض الشاي أو إعطاء تعليمات للطعام الذي تقوم به زوجته، وبأنهما يتشاركان في القرارات اللاتي يأخذنها سوياً، كما أنها تقرأ معه السيناريوهات التي تُعرض عليه لكن القرار النهائي له.
وكان أحمد عبد العزيز قد اعترف بأنه أثناء أحداث ثورة يناير عام 2011 اضطر إلى أن يبيع بعض أثاث منزله في الإسكندرية كي يوفر احتياجات أسرته، لأنه وقتها لم يشارك في أي عمل فني، وكان قد تعرض أيضاً لأزمة صحية حيث ركب دعامات في القلب، بعد أن حجز في المستشفى يومين لإنسداد في الشرايين. وفي أحد لقاءاته اعترف أحمد عبد العزيز بأنه فكر عدة مرات في الاعتزال على الرغم من أنه يرى أنه لم يقدم إلا شيئاً بسيطاً مما يريد وأيضاً لإختفاء عمالقة مثل أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن ومحمد جلال عبد القوي.