هي جرعة من كلمات الحب والصور الجميلة التي قدمتها الإعلامية الشاعرة رلى الحلو والعميد الشاعر الياس أبو خليل في أمسية شعرية مميزة حملت عنوان "هي وهو في قصيدة"، أقيمت في القاعة الكبرى في بلدية سن الفيل.

إستُقبل كل الحاضرين، من مختلف المجالات، بالورود الحمر، وألقت الحلو وأبو خليل أجمل قصائد الحب التي تنوعت بين اللهجة العامية واللغة العربية الفصحى، على أنغام عزف الفنان سهيل اللحام على العود، والذي عاد وقدم مجموعة من الأغنيات، أما ضيفة الحفل الدكتورة ريما نجم فقرأت من أجمل كتاباتها.

موقع "الفن" عاد بهذه الكلمات الخاصة.

الإعلامية الشاعرة رلى الحلو قالت :"أحب أن نضيء في الأمسيات دائماً على الحب لأني أعتقد أنه من دون الحب لا نستطيع أن نعيش، والحب يُترجَم في القصيدة، وهي لا تكون صادقة إلا إذا كنا نعيش حالتها، والحب هو رسالة في الحياة ونحن جئنا لنؤديها، بغض النظر عن المجتمع وفساده، وعن الأشياء المؤلمة في هذا المجتمع، فنحن نهرب إلى الكلمة لأننا بحاجة لنعيد زمن الثقافة في هذه الأيام، فليس من المعقول أن نستمر بالعيش في زمن السوشيال ميديا والإنترنت، يجب أن نترجم كلماتنا من خلال الكتابة والثقافة، لبنان معروف بكتّابه وشعرائه وأدبائه، فنحن جئنا اليوم لنقول إن الكلمة لازالت موجودة، ومزجنا بين الشعر العامي والشعر الفصحى، وهذه أيضاً رسالة لنجدد هذا التراث، والعميد الشاعر الياس أبو خليل مبدع جداً في كتابة الزجل، ومشاعره صادقة جداً وهو قادر على ترجمتها بصور معبرة جداً وبمفردات مميزة، ونحن إشتقنا أن نرى أشخاصاً يكتبون الزجل مثلما هو يكتبه".

وأضافت :"لازلت متفائلة لأننا نعيد هذه الحركة الثقافية رويداً رويداً، لكن من دون شك أن الناس متلهون، وبسبب الوجع اليومي الذين يعيشونه لم يعد لديهم القدرة على التحمّل، ولم يعودوا يلجأون إلى الكتاب، ربما يحتاجون إلى الترفيه أكثر من الكتاب، وأعود وأقول "خير جليس في الأنام كتاب"، إذا كنا نهرب من الكلمة والشعر والأدب فهذه مشكلة كبيرة جداً ستجعل المجتمع يقع من جديد في الغوغائية وغيرها الكثير من الأمور".

وتابعت الحلو :"من يقدرون ما أقوم به كشاعرة كاتبة قليلون جداً، ولذلك أشعر أحياناً كثيرة بالإحباط، ونحن مضطرون لنحيي الأمسيات الشعرية بمبادرات فردية نقوم بها، هناك الكثير من الأمسيات الشعرية التي تُقام، ولكن الكثير منها، للأسف وبكل صراحة، دون المستوى، ففي زمن السوشيال ميديا يطل أحدهم يجيد كتابة كلمتين فيقول عن نفسه إنه شاعر، لا، فهو ليس شاعراً إن كان لا يجيد اللغة ويتقن الصور والمفردات".

العميد الشاعر الياس أبو خليل قال :"الكلمة ليست كثيراً بخير، لأنه في زمن السرعة والإزدحام، كَثُر "الشعراء"، ولم يعد في الكلمة صورة ولا تشبيه، أتمنى من كل أبناء الجديد الجديد الذين يحبون الشعر، إن كان الشعراء العامي اللبناني، الزجل أو الفصيح، أن يكون لديهم ثقافة فكرية وثقافة أدبية، وأن يقرأوا ويخلقوا صوراً ويتعبوا أكثر على الكلمة، شيء مؤسف ومؤلم أن أي شخص يكتب يسمونه شاعراً في زمن قل فيه الشعراء، أتمنى أن يكون هناك القليل من الرقابة أو التوجيه في هذا الخصوص".

وأضاف :"أردنا من خلال هذه الأمسية أن تكون زهرة فرح للناس، وليعيشوا بأجواء شعر أصيل، رلى شاعرة مهمة جداً، وأنا أتعب قليلاً على هوايتي وربنا يعطيني، الناس يسمعون قليلاً أشياء جديدة ولها مستوى معيّن".

وتابع أبو خليل :"إذا كان الشعر فارغاً من أي مضمون فلا يعود من داعٍ لوجوده، لأن الشعر يجب أن يكون له مقام، ويجب أن يكون هناك تعب على الكلمة وتتزين برسالة، فالشاعر يجب أن يكون هادفاً ويبعث برسالة، رسالة إيمانية أو وطنية أو فكرية أو ثقافية، أو رسالة محبة أو توجيه، أو رسالة للجيش أو للمرأة أو للإبن، فهكذا يستلذ القارئ ويرتقي المجتمع لأنه جميل جداً أن يكون الشعر ملتزماً ولديه رسالة".

الدكتورة ريما نجم قالت :"الكلمة بخير، بوجود الجامعات والمنتديات الراقية ذات المستوى والرصينة، والحريصة دائماً على الكلمة الجادة والمُنزلة في موقعها، طبعاً في سلام وأمان، لا غنى عن تشويش وكدر من هنا وهناك، ووجود بعض المتطفلين على مجال الكلمة الذين يتغربلون مع الوقت، ويبقى الجيد والأصيل وتستوي الأمور، ولكني أقول إن الدنيا لازالت بخير، والمواهب كذلك".

وعما إذا كانت مع أن يكون الشاعر في خدمة سياسي أو نظام معيّن مثلما كان يحدث في الماضي، قالت نجم :"أنا ضد أن يكون المثقف في خدمة السياسي والبلاط، الشاعر والمثقف والمفكر يجب أن يكون حراً وغير مرتهن لأية جهة من الجهات، وهذا رأيي وأنا مسؤولة عنه، وأنا أرفض أن أكون مرتهنة لأية جهة سياسية، إلا لوطني وجيش وطني، وإنتمائي إلى بلادي التي هي أمي، وإلى لغتي التي هي أمي وأمتي".

الإعلامية سلام اللحام قالت :"مهم جداً أن يكون الإعلامي منخرطاً في العمل الإجتماعي ليبرز أكثر وليكون قريباً أكثر من الناس، فالإعلامي لم يأتِ من الفضاء، بل هو من الناس ومن وجعهم وهمومهم ومعاناتهم، والأهم أن يشاركهم فرحهم، وهذا الأمر أساسي جداً، وكيف إذا كان مع الصديقة رلى الحلو والعميد الياس أبو خليل، فمن المهم جداً أن يكون الإعلامي حاضراً إجتماعياً ليواكب كل الأحداث والتطورات التي تحصل”.

وعن مدى إختلاف تقديم الأمسيات الثقافية عن تقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية، قالت سلام :"المهمة ليست سهلة، فهناك تحضير وجمهور وجهاً لوجه، فأية غلطة تُحستب عليك، وأي شيء جميل يُحتسب لك أيضاً، فالتواصل المباشر مع الناس يبقى الأصعب، وفيه مصداقية".

الفنان سهيل اللحام قال :"الكلمة هي توأم النغم، وهذا الأمر يعطي روحانية وأبعاداً، وخصوصاً أننا في لبنان نبع الشعر والكلمة، مع أن هناك ضعفاً في الكلمة والشعر في بعض الأماكن، ولكن من الجميل أن نعطي حباً وسلاماً لأن لبنان نبع السلام".

وأضاف :"أغنية "شو بدك" هي أغنيتي الجديدة، لم أسجلها بعد في الستوديو، ولكني أحبب أن أغنيها في هذه الأمسية، ولدي أكثر من أغنية من كلماتي وألحاني أعمل عليها في الستوديو، وقبلاً كنت أطلقت ترنيمة "يا شربل بطلب منك" وترنيمة "أبداً ما في غير حبك يا يسوع"، وصورت الترنيمتين على طريقة الفيديو الكليب، ويتم بثهما عبر قناة "نور الشباب".

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.