في دمشق، أعلن المخرج شوقي الماجري انطلاق العمليات التصويرية لمسلسل "دقيقة صمت" من تأليف سامر رضوان وإنتاج شركتي "الصبّاح" وإيبلا" وبطولة عابد فهد وستيفاني صليبا وكاريس بشار وخالد القيش وآندريه سكاف وفادي صبيح وهيا مرعشلي وجهاد سعد وفايز قزق وآخرون.

وتنطلق حكاية المسلسل من شخصيتين، يحكم عليهما بالإعدام، وفي ساعات الفجر الأولى من أحد الأيام، يقدم مدير السجن بشكل فجائي لضباطه قراراً سريعاً بتنفيذ الحكم، لكنّ أحداثاً غريبة تبدأ بالظهور، أولها إحراق مهجع للمساجين، وثانيها تعيين مدير جديد للسجن، لنكتشف بعدها أن هذه الأحداث، ما هي إلا توطئة لتهريب المحكومين إلى خارج السجن، بوساطة سيارة المدير الجديد، وإعدام شخصين آخرين نيابة عنهما، وتبدأ بعدها سلسلة الأحداث بالتطور.

موقع "الفن" زار مكان تصوير العمل في حي "كيوان" في العاصمة السورية والتقى ببعض أبطال العمل:

بدايةً، كشف عابد فهد أنه يقدم شخصية "أمير ناصر" الذي كان معرّضاً لحكم قاسٍ قانونياً، لكن الصدفة أو الظرف يجعله يتجنب هذا الحكم، واصفاً السيناريو بالجميل الذي لا يمكنه كشفه.

ورأى أن الشخصية جاذبة، بأنها تحكي عن شخص كاد أن يسقط في الهاوية قبل أن ينقذه القدر ويعيده للحياة في أكشن مثير، ليعيد محاكمة نفسه، بتاريخه وسيرة حياته، وعلاقته مع عائلته وأهالي قريته، وكأنه شخص استفاق فجأة من كابوس مرعب.

بعيداً عن العمل، أشار فهد إلى أن مصلحة الدراما العربية ككل تكمن بوجود الممثل السوري، والعكس صحيح أيضاً، لأنها أتاحت فرصة أثناء الأزمة بأن تكون الدراما السورية حاضرة ومستمرة، بمعنى أن العملية مشتركة وتفيد الطرفين، مبيناً أن الأعمال العربية المشتركة مهمة جداً لأنها تضع العمل على خارطة أكبر من ناحية القنوات العارضة.

وأضاف:"إن كانت الدراما مصنعة بشكل جيد لوجود عناصر مميزة مثل الممثلين اللبنانيين المشاركين في العمل، أو من مصر أو الأردن، فإن ذلك يمنح العمل فرصة أكبر في الانتشار والتسويق".

وعن شروطه للمشاركة في أي عمل، قال: "أهم شيء ألا يكون الدور مكرراً لأنني لن أقدم من خلاله أي جديد ولن يكون مغرياً، إضافة إلى النص والمخرج والممثلين والإنتاج، كلها معطيات يجب أن تكون متوفرة بشكل جيد لتصنع عملاً مميزاً، أما إن كان السبب مادياً بحت فإن الممثل عندها يخون نفسه ويخدع المشاهدين."

بدورها قالت ستيفاني صليبا إنها تؤدي شخصية "سمارة"، وهي شخصية لا نراها كثيراً في حياتنا اليومية رغم أنها موجودة، لكنها شخصية غامضة ومعقدة ومركبة، وتحمل الكثير من التناقضات، وهي شخصية مختلفة عن شخصية أية فتاة عادية بسبب الظروف التي مرت بها.

وكشفت أنها ستظهر خلال أحداث العمل بأكثر من إطلالة ضمن سياق القصة أو الحكاية الدرامية التي تخلق لديها حالة تحدٍ، مشيرة إلى أنها تضطر إلى التغيير لتستطيع مساعدة بطل الحكاية في الوصول إلى الهدف، واصفة العمل بالجديد والجميل والمشوق.

وأكدت أنها في هذه الفترة الصعبة بحاجة إلى دقيقة صمت بعد وفاة والدها، وأنها بحاجة لهذا المسلسل لتضع عليه كل حزنها وأحاسيسها حتى تنسى وتمر هذه الفترة على خير، مبينة أنها حالياً لا تفكر إلا بوضع كل ثقلها في نجاح الشخصية التي تقدمها ولا تريد التفكير بأي شيء آخر.

أما خالد القيش فكشف أنه يجسد شخصية رجل وصل إلى مراحل متطورة وسريعة في مهنته لأنه كان محل ثقة، قبل أن يكتشف أنه كان بالجانب الخطأ في المنظومة التي يعمل بها، فيحاول الإصلاح لكن هذا الإصلاح ربما يكون أكثر تدميراً بسبب تراكم الأخطاء، وقال: "لن أدخل في التفاصيل أكثر كي لا تنكشف."

ووجه تحية إلى الكاتب الذي وصفه بأنه ابن اللعبة، مضيفاً: "يفاجئني ويدهشني ويشدني في كل مشهد وكل حل، والنص يحمل الكثير من الإثارة والتشويق والتميز، وأعتقد أنه سيطرح قضايا جديدة للمرة الأولى في الدراما السورية لوجود خطوط حمراء تهم الشعب السوري والعربي."

وشدد على أن العناصر الجاذبة في هذا العمل كثيرة، بدءاً من النص المدهش ومروراً بالمخرج الرائع والممثلين المتميزين وانتهاءً بشركة الإنتاج المحترفة، مشيراً إلى أن العمل المتكامل لا يأتي إلا كل عدة سنوات، ولذلك اعتذر عن عدة أعمال ليشارك في "دقيقة صمت".

وقال: "كل الحيثيات تشير إلى أن العمل سيكون ذو مكانة راقية في الدراما السورية وعلى المدى الطويل، ولذلك تعاملت معه بطريقة جديدة وغير معتادة، وأصبحت أحضر التصوير بشكل يومي لأن شخصيتي مرتبطة بالكثير من الأحداث".

وختم حديثه بأنه يخبئ مفاجأة على صعيد الشكل، وربما لن يعرفه كثيرون للوهلة الأولى.

وأوضح آندريه سكاف أنه يقف للمرة الأولى أمام كاميرا المخرج شوقي الماجري ويعرف أنه فنان حقيقي، لكنه تأكد من ذلك عندما تعامل معه، مشيراً إلى أنه يخوض في العمل تجربة جديدة على صعيد الأداء.

وكشف أنه يجسد شخصية رجل يعمل بالتزوير، يعيش حياة عصيبة، ويعاني من الكثير من القضايا، يتزوج مرة ثانية بعد وفاة زوجته الأولى وما يرافق ذلك من أحداث وحوارات.

وأكد أن المشاهد ربما يصادف في شخصيته كوميديا سوداء ممكن أن تصنع ابتسامة على شفتيه.