بالنسبة للكثير من الأصوات الموهوبة والتي لا تجد من يدعمها ولا سيما على الصعيد المادي فإن ظاهرة الـCover Songs والـCover Mashup Songs كانت متنفساً لها، مستغلةً دور وسائل التواصل الإجتماعي و YouTube من أجل إظهار هذه الموهبة، والأمر هنا لم يقتصر فقط على الأشخاص غير المعروفين، بل تعداه إلى بعض الفنانين الذين يملكون أغنيات خاصة بهم.

هذه الظاهرة بدأت منذ حوالي الـ3 سنوات ، وإنتشرت بشكل واسع وحقق من خلالها بعض الأشخاص نجاحاً كبيراً تعدى في بعض الأحيان نجاح صاحب الأغنية الأساسي، ومن ناحية أخرى أثارت جدلاً واسعاً حول أحقية وقانونية هذه الظاهرة إنطلاقاً من حقوق الملكية لصاحب الأغنية الأساسي، وللشاعر والملحن.

ومن هنا نستعرض لكم في هذا الموضوع أولاً رأي أحد الإختصاصيين والذي له علاقة مباشرة بهذا الأمر وهو الشاعر والملحن اللبناني طوني أبي كرم عضو الهيئة الإدارية لجمعية المؤلفين والملحنين ورئيس لجنة النصوص في الساسيم حيث قال إن هذا الأمر هو عبارة عن سلّم لبعض الأشخاص غير القادرين على إنتاج الأغاني فيقومون بما يسمى بالـCover، معتبرين أنهم لا يسرقون، مع العلم أنها بحدّ ذاتها سرقة في حال لم يكونوا قد حصلوا على حقوق الأغنية، لأن الكلام واللحن ملك شخص ولا أحد يستطيع أن يأخذ هذا الملك ويحوّله إلى Cover كأنه شخص يأتي ويستولي على قطعة الأرض لديك ويعمّر فيها.

ومن هنا فهي قانونياً غير صحيحة، وأنا شخصياً لا أقبل بأن يقوم أحد بـCover لأغنياتي قبل أن يأخذ إذني، عدا عن أن هناك فنانين يتجاهلون الأمر بإعتباره سيساعد في إنتشار أغنيتهم، لأنها ببعض الأحيان هناك أغنيات لا تشتهر بصوت مغنيها الأساسي بل بصوت مؤدي الـ Cover.

وأضاف :"نحن كساسيم ليس من مهمتنا أن نلاحق إلا في حال وصلتنا شكوى، مع العلم أنه ليس الفنان هو من يلاحق هذا الموضوع، بل الشاعر والملحن هما من واجبهما هذا الأمر، فنحن كمؤلفين وملحنين نعطي الفنان السماح بتأدية الأغنية وليس تنازلاً وهي تبقى ملكنا كملحنين وشعراء مدى الحياة".

وإنطلاقاً من رأي أبي كرم هذا، وتحديداً من عدم قانونية هذه الأعمال، نتابع الموضوع مع بعض من غنى الـCover بداية مع:

إيان

هو من أول الأشخاص الذين لجأوا إلى الـCover Song في لبنان وذلك بحسب ما أكد لنا، مشيراً إلى أن الموضوع بدأ بالصدفة بعد أن طرح على طريقة الـCover Mashup Song ثلاث أغنيات هي "Chandelier" و"على طول" و"كده يا قلبي" حيث لاقتا إنتشاراً واسعاً وتوالت أعماله.

وقال إيان إن هناك بعض الأشخاص الذين تواصلوا معه بعد أن طرح Cover لأغنيات تخصّهم من قريب أو من بعيد، كما حصل مع Cover لأغنية السيدة فيروز "أديش كان في ناس"، لكنه قال إن الأغنية كانت قد إنتشرت عبر كثير من الصفحات ووجد أنه لن يُفيد إن حذفها عن صفحته.

وعن الجدل حول قانونية هذا الموضوع، قال إن الحجّة التي دائماً ما كنت أستند إليها أنني أذكر إسم الفنانين وأعطيهم حقهم فأنا لا أنسبها لي وأختار أغنيات جداً معروفة والجمهور يعرف أن هذه الأغنية لهذا الفنان وليست لي وأيضاً أنني أؤدي جزءاً صغيراً من الأغنية ولا أؤديها كاملة.

وأضاف أن "يوتيوب" من تلقاء نفسه يحجب الـCover في حال تلقى أية شكوى في ما خص حقوق الملكية، من دون الرجوع إلى صاحب الحساب، موضحاً أن الإتصال به لإزالتها كان لربما من ورائه الربح المادي.

وتابع إيان أن آخر أعماله كانت Cover لأغنيته الخاصة "نيالو قلبي" حيث أطلقها وهو يعزف على البيانو، والتي أصدر بعدها أغنيتين خاصتين له، مشيراً إلى أنه يحضّر حالياً لـCover جديد يتضمن جزءاً من أغنية للسيدة فيروز وأغنية للفنان صابر الرباعي.

راشيل

شابة لبنانية لجأت إلى أسلوب الـCover song فكانت البداية مع أغنية "Me Gena" للمغني الأرمني سوبر ساكو حيث دمجتها في ما يعرف بـCover Mashup Song بأغنية "كيف بدك عني تغيب" للفنانة اللبنانية شيراز، وحققت الـCover Song نجاحاً كبيراً بتخطيها الـ600 ألف مشاهدة في غضون أربعة أيام فقط، لتتفاجأ بعدها كما أخبرتنا بإتصال من الشركة المنتجة لأغنية "Me Gena" بأنه عليها أن تزيلها أو سيقومون بحجبها هم، فقامت هي بإزالتها.

لكن هذا الأمر لم يمنعها من إكمال مشوارها هذا، حيث أصدرت بعدها Cover Mashup Song لأغنية "ثلاث دقات" وأغنية "Perfect" وتلاها غيرها من الأعمال، إلى أن طرحت Mashup لثلاث أغنيات هي "No Promises" و"كرهني" و"مشتاق" والتي في غضون شهر حققت 400 ألف مشاهدة لتتفاجأ أيضاً بحجبها من قبل شركة روتانا.

ومن هنا قالت راشيل إنه قانونياً لشركات الإنتاج كامل الحق في هذا الموضوع، ولكن تسأل لماذا هي بالذات؟ لتقرر من هنا التوقف عن أداء الـCover Song والتوّجه لإطلاق أعمال خاصة بها، والتي هي اليوم بصدد التحضير لها.

يارا قرقماز

شابة لبنانية حققت أيضاً إنتشاراً واسعاً من خلال تجربتها بـCover songs، وفي إتصال هاتفي لنا معها للحديث عن الموضوع قالت : "كوني فنانة شابة مازالت صغيرة في العمر لا أستطيع أن أدخل مجال الفن بأغنية خاصة مباشرة، فأحببت أن أطلق Cover لأغاني معروفة أحبها الناس".

وأضافت أن أول Cover Song أطلقتها هي لأغنية "كده يا قلبي" للفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، ولكن أكثر Cover Song حققت إنتشاراً هي لـ"ثلاث دقات" وأغنية "شو حلو".

وأكدت أن أحداً لم يتواصل معها في ما خصّ حقوق الأغنيات التي قدمتها، مشيرة إلى أنها لم تكن تسأل صاحب الأغنية قبل طرحها، بل على العكس هناك أشخاص مقربون من الفنانين تواصلوا معها وأخبروها أن عملها وصل لهم وأحبوه جداً.

وأشارت إلى أنها حالياً، وبعد تحقيق هذا النجاح، قررت أن تعمل على أغنيات خاصة بها وهي في الوقت الراهن تبحث عما يليق بصوتها وشخصيتها، مؤكدةً أن ما حققته من خلال الـCover Songs يترجم بدعوتها لإحياء حفلات، وتواصل عدد من شركات الإنتاج معها.

مع ذكرها أنها قدمت سابقاً ديو مع الفنان سامر طالب بعنوان "بحبك أنا"، ولكنها تطمح لأغنية خاصة بها.

وإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من الأسماء التي لمعت بأدائها للـCover Song ليس فقط في لبنان بل في العالم العربي ككل.