حلَّ الموسيقار العالمي "ياني" ضيفاً عبر أثير راديو الرابعة مع الإذاعي جاد وهبي في مقابلة حصرية قبل ساعات قليلة من صعوده على المسرح للقاء جمهوره في العاصمة الإماراتية أبو ظبي في يوم الحب الخميس الفائت.

عبّر "ياني" بدايةً عن سعادتِهِ الكبيرة لوجوده في الإمارات التي تحتفل بعام التسامح، كما أعرب عن فخره بحب الناس له وترحيبهم به، وأكد أنه هنا ليقدم رسالة حب وسلام وأمل، وليجعل الجميع يؤمنون بأنفسهم ويسعون خلف أحلامهم، لذا سيقدم عمله الجديد "عندما تتحقق الأحلام" للمرة الأولى على مسرح قاعة دو في جزيرة ياس في أبو ظبي.

وأكد ياني أنه أينما حل يشعر وكأنه في بيته الثاني، فالعالم كله هو بيته لذا يستمر في العزف والسفر ساعياً إلى تقريب الناس بعضهم من بعض ومد جسور الحب بين البشر من خلال الموسيقى، قائلاً: "نحن متقاربون أكثر مما نعتقد، علينا أن نتحد لأنه في نهاية المطاف ليس لدينا خيار آخر".

وعما إذا كان ما زال يحتفل بيوم الحب على الصعيد الشخصي كأن تتبادل الهدايا أو تأكل الشوكولا، قال:"علي أن أكون حذراً لكمية الشوكولا التي أتناولها، لكنني أوزعها على الجميع."، وأردف:"هدية يوم الحب بالنسبة لي هي ابنتي، وهي موجودة هنا معنا."

وعن الحفل ذكر:" أريد للجميع أن يشعروا بالسعادة، أريد أن ألهم الناس. وأنا أحب أبوظبي وأحب الطريقة التي قوبلت بها، أنا والأوركسترا وفريق العمل، الجميع سعيد لوجوده هنا.

تم ترتيب هذا الحفل بسرعة دون فترة تحضير طويلة حيث كنا في الجوار، وعندما عرفت عن الحفل في أبوظبي قلت نعم، يمكننا القيام بذلك بعد السعودية وقبل ذهابنا إلى طشقند، كان ذلك قبل 3 أسابيع فقط."

ويحب ياني أن يشاهد المجتمع العربي يزدهر ويرتقي إلى مستوى عظيم، على حد قوله، وتابع :" وأنا هنا لدعمه ولنشر السعادة في نفوس الجميع ومساعدتهم ليؤمنوا بأحلامهم ولهذا ساقدم لأول مرة الليلة أغنية "عندما تتحقق الأحلام"."

أما عن أغنيته الجديدة التي قدمها للمرة الأولى في حفله في الإمارات فقال:" إنها أغنية ملهمة ومن الملائم جداً تقديمها هنا خاصة في عام التسامح وأنا هنا لأنني أريد نشر ثقافة الحب وتقبل الآخر والتسامح. كما أريد أن ألهم شعوب العالم العربي لتؤمن بنفسها: إسعوا خلف أحلامكم، حولوها إلى حقيقة، يمكنكم ذلك. أنا أحبكم وأؤمن بقدراتكم. هذه رسالتي.

وعن القصة بينه وبين المكان الذي يحيي فيه الحفل بالذات "مطعم شيبرياني" قال:"هناك أغنية لي وسأقوم بأدائها الليلة اسمها "العندليب" وهي مستلهمة من الطائر نفسه – لسنوات وأنا أعيد رواية هذه القصة في حفلاتي - هذا الطائر كان يزور نافذة غرفتي بصورة مستمرة عندما كنت في فندق في البندقية في إيطاليا منذ أكثر من 25 عاماً وكان اسم الفندق "شيبرياني" فكتبت وقتها هذه الأغنية.

ولتعرف كم أن العالم صغير، ها نحن هنا في أبوظبي بعد 25 عاماً في مكان يحمل الاسم نفسه. وأنا هنا أتحدث عن الحب وسأقدم هذه الأغنية الليلة. يا لها من مصادفة!"

وطُلب من ياني أن يختار من بين جميع أعماله ألبوماً واحداً يقدمه للعالم ليقول: هذا أنا، هذا ياني، فرد:"إنه سؤال صعب، كأنك تطلب مني التفضيل بين أولادي، ولكن من المستحيل فعل ذلك لأن ألبومي الذي قدمني إلى العالم كان "ذا أكروبوليس" وكان مزيجاً من العديد من الأنماط الموسيقية التي قدمتها في أعمالي التي سبقته "كيز تو إماجينشين" و "أوت أوف سايلنس" و "كاميليون دايز" و "دير تو دريم" و "إن ماي تايم". كل هذه الأنماط اجتمعت وأديناها للمرة الأولى في "ذا أكروبوليس"، لذا هناك جزء كبير مني في ذلك العمل. لكن بعد ذلك أتى ألبوم "تريبيوت" الذي قدمته في تاج محل في الهند وفي المدينة المحرمة في الصين والذي ضم الكثير مني ومن التطور الذي حققته في سنواتي اللاحقة لقد تطورت كثيراً لأنني جبت العالم، لأننا نعيش في عالم صغير فقد تعتقد أنني جبت العالم كله، كلا لم أفعل، ما زلت أحاول ذلك. لذا إجابة على سؤالك، لا يمكنني الاختيار."

وحين وجه له السؤال"لقد سافرت كثيراً، جبت العالم تقريباً، هل يمكنك أن تختار مدينة واحدة لتكون المدينة التي تود أن تعيش فيها بقية حياتك؟"، قال :"إنه سؤال رائع، لكن الجواب هو أنني أعيش هنا في هذا العالم. هذا الكوكب هو بيتي. أنا أعيش في كل مكان، أينما ذهبت أشعر أنني في بيتي. في كل البلدان التي زرتها يقولون لي أهلاً بك في بيتك الثاني. الجميع يرحب بي ويستقبلني بحفاوة وهذا يعطيني شعوراً غامراً أكاد لا أصدقه، ما يجعلني أستمر في العزف والسفر. لأنه إذا كان بمقدوري أن أترك أثراً إيجابياً فهذا يعني أن لحياتي قيمة.

وفي الختام رد ياني على السؤال :"نحن نسافر معك من خلال موسيقاك. العظيم بيتهوفن قال ذات مرة إن الموسيقي وجد ليمد الجسور بين البشر. في عالم مليء بالاختلاف، هل ما زالت الموسيقى قادرة فعلاً على مد الجسور بيننا؟" قائلاً:"من دون شك، إن لم تستطع الموسيقى فعل ذلك فلا شيء يستطيع، إنها اللغة العالمية،ولا حاجة للكلمات. الآلات الموسيقية، الموسيقى وحدها هي اللغة الأفضل والأجمل. فالجميع يمكنه فهمها من الأسكيمو إلى السكان الأصليين في أستراليا، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب. وقد قلتها سابقاً، عندما أؤلف الموسيقى - ولأن في ذهني الكثير من الأشياء التي أثرت بي - أرى البشر بثقافاتهم المختلفة يتّحدون بتناغم كبير، وإن كان ذلك ممكناً من خلال الموسيقى فإنه ممكن أيضاً على أرض الواقع. وهذه هي الرسالة التي أود أن أنشرها: هناك أمل، أعرف أن هناك الكثير من الاختلافات وأتفهم ذلك، لكن ما أفعله هو أن أدعو الجميع للتقارب، لأنه في نهاية المطاف ليس لدينا خيار آخر."