تونسية دخلت مجال التمثيل بالصدفة وكان لها نصيب بالعمل في تونس ومصر وسوريا وحققت نجاحات كثيرة على الصعيد العربي، وتمردت على نفسها في شهر رمضان الماضي وظهرت بشخصية شريرة مفاجئة للجمهور بمسلسل "رسايل"، فهي تتمنى مشاركات سينمائية مصرية خلال الفترة المقبلة.

. إنها سميرة مقرون التي تتحدث لـ"الفن" عن النضج الذي وصلت له اليوم وعن جديدها وتوقف مسلسل "منطقة محرمة" وعلاقتها بفناني تونس والصعوبات التي تعرضت لها في بداية مشوارها وتفاصيل كثيرة في اللقاء التالي:

في البداية..شاركتِ بعدة أدوار فنية بمصر ما بين الدراما والسينما، فكيف ترين نفسك اليوم؟
سعيدة بما قدمته خلال مشواري الفني القصير بمصر وأطمح لتحقيق المزيد، حيث شاركتُ بعدة أعمال فنية قدمتني بشكل جيد وأدوار حملت الكثير من الصدق الفني والتنوع في طبيعة كل دور عن الآخر، فآخر أعمالي كان في رمضان الماضي من خلال مسلسل "رسايل" وقدمت فيه دوراً بعيداً تماماً عن الفتاة الهادئة حيث كان الدور مركباً وسعدت به وبالأصداء التي وصلتني عنه.

هل خروجك من دائرة أدوار الفتاة الهادئة هو تمرد فني بالنسبة لكِ؟
التمرد الفني أمر جيد وفي صالح الفنان، فمن الضروري أن يكون الفنان متنوعاً في الأدوار التي يقدمها من دون الثبات بمنطقة معينة من الأدوار وخاصة أن الممثل لابد أن يستطيع تقديم كل الأدوار مهما كانت مختلفة عليه والمهم أن يعرف كيف يختار أدواره بشكل جيد بعيداً عن أي إبتذال أو إسفاف.

وهل الملامح تتحكم بعض الشيء في إختيارات المخرجين للأدوار الفنية للممثل؟
قد يكون ذلك ولكن من الضروري أن يكون الفنان لديه حاسة إستشعار تفصله عن إختيار أدواره وفقاً لملامحه، وهذا ما أسعى إليه وقمت به في "رسايل" حيث قدمت دوراً وصفه الجمهور بالشرير، وهذا هو التعاون الثاني مع المخرج إبراهيم فخر وهو مخرج متميز وضعني بمنطقة جيدة ومختلفة عما سبق وظهرت به، واعتقد أن هناك جيلاً من المخرجين لديه وعي كبير في تقديم الفنانين بشكل جديد وبمناطق تمثيلية مختلفة يتفاجأ بها الجمهور.

وهل هناك أعمال فنية جديدة تعاقدتِ عليها في مصر خلال الفترة الماضية؟
حتى الآن لم أتعاقد على أي عمل فني جديد في مصر وهناك بعض الأعمال المعروضة ولم أُحدد موقفي منها، فأنا لا أسعى للتواجد بقدر ما أهتم بالظهور بأدوار جديدة علي وتقدمني بشكل جيد بعيداً عن أي تكرار.

وماذا عن المسلسل المؤجّل "منطقة محرمة"؟
صورنا القليل من المشاهد في هذا العمل وتوقف لظروف إنتاجية ولم يتم التواصل معي من جديد للعودة للتصوير، ولكنه عمل مهم وأتمنى العودة للعمل إليه خلال الفترة المقبلة.

وكيف ترين نفسك بعد سنوات من العمل والنضج بمجال الفن، هل أفادكِ ذلك في عملك؟
بالتأكيد الخبرة والنضج أفاداني للغاية سواء على مستوى العمل بمجال الفن أو حتى على الخبرة الشخصية النابعة من الذات وخاصة أنني حينما بدأت في العمل بمجال الفن كان عمري صغيراً وبالتأكيد هناك شعور بالنضج في الوقت الحالي شخصياً وفنياً، وأنا سعيدة للغاية وراضية عما حققته خلال مشواري الفني وأطمح لتحقيق المزيد من النجاح خلال الفترة المقبلة.

عملك في الدراما السورية مع مخرجين كبار في بدايتك سواء نجدة أنزور أو رشا شربتجي وغيرهما، ما الذي أفادكِ من وراء ذلك؟
بالتأكيد.. إستفدت كثيراً من تجاربي في الدراما السورية وخاصة أن هناك تقارباً بين الشعبين المغربي والسوري والعربي كله بشكل عام، فلقد أحببت طريقة التعاون في الأعمال السورية سواء الطريقة الإخراجية أو الفنية والممثلين أيضاً، وأكثر ما يميز الفن السوري أنه قريب من الواقع وهذا أمر مهم من أجل مصداقية الأعمال الفنية.

وماذا عن السينما والتي لم تقدمي فيها سوى عملين ، هل هذا يعود لعدم إتقانك اللهجة المصرية جيداً في ذلك الوقت؟
كان هذا عاملاً من العوامل التي كانت تخيفني في المشاركات السينمائية أنني لم أكن أتقن اللهجة المصرية جيداً، ولكنني تغلبت على هذا الأمر وأتمنى أن يكون لي فرصة في أعمال سينمائية مميزة خلال الفترة المقبلة، وفي الوقت نفسه في فيلمي "وردة" و "كرم الكينج" كان لكل منهما ظروفه حيث إختلفت كل تجربة فضلاً عن مساحات الدور كانت بسيطة ولكنني أطمح خلال الفترة المقبلة لمشاركات في السينما بشكل متميز.

وما الذي تنصحين به المواهب الجديدة الوافدة لمجال الفن والتمثيل؟
أنصحهم بالقيام بما يحبونه وتجربة ما يرغبون به وخاصة أن الأمر قد يأتي بالصدفة ويكون داخلك موهبة حقيقية من دون أن تدري، فطالما أن الجمهور لديه القبول لما تقوم به فعليك أن تعمل على نفسك جاهداً من أجل القيام بما تحبه.

قدمتِ الدراما والسينما في مصر، هل لديكِ الرغبة للعمل بالمسرح وخاصة أن هناك عودة مسرحية للكثير من النجوم بمصر؟
المسرح هو أبو الفنون وأتمنى أن تكون لي مشاركات مسرحية ولكن العمل فيه عبء كبير وإرتباط يومي كالقيام ببروفات ومن ثم عروض، والموضوع يحتاج لإستعداد نفسي في المقام الأول وتفرغ للقيام بالتجربة بصدق ومندون أية ضغوطات.

وما هي شكل العلاقة بالممثلين والممثلات التونسيين الموجودين في مصر؟
علاقتي طيبة للغاية بكل الفنانين سواء من تونس أو مصر أودول أخرى، ولي صداقات كثيرة فأنا أعشق أداء هند صبري وهي ممثلة ناجحة ومثابرة، وعلاقتي طيبة بها وبظافر العابدين وساندي وغيرهم، وأحياناً نتقابل ونتحدث وأتمنى الخير والنجاح لكل الممثلين.

هل واجهتِ صعوبات في مشوارك الفني وخاصة حينما جئتِ إلى مصر؟
بالتأكيد.. كانت هناك صعوبات كأي فنان يشقَُ طريقه ولكنني كنت هادئة وأتأنى في أفكاري وإختياراتي، والحمد لله قطعت شوطاً جيداً من العمل في مصر وأواصل القيام بذلك وأشعر بتقدم في الأداء ونضج في كل شيء.

وفي النهاية.. كيف تعاملتِ مع التمثيل حينما أقدمتِ على الخطوة هل بالدراسة أو الموهبة وخاصة أنك كُنتِ مضيفة طيران قبل شق طريق الفن؟
الموهبة موجودة منذ الطفولة وكانت هناك البوادر حيث كنت أشارك في مسرحيات مدرسية وكنت أجيد الرقص أيضاً حتى جاءت الفرصة للمشاركة في مسلسل تلفزيوني مع المخرج سامي الفهري، والأمر كان بالصدفة بعد مشاركة في برنامج مسابقات في تونس، والحمد لله وجدت قبولاً كبيراً من الجمهور وهذا ما شجعني على الإستمرارية في التمثيل، وبالتأكيد أنني أثقلت الموهبة بالدراسة وبمشاهدة الأعمال من حولي كي أستفيد من تجارب الآخرين.