إنه بودي نعوم، إسم ترك بصمة في عالم تسجيل الأغنيات والتوزيع الموسيقي، حيث سجل في ستوديو بودي نعوم الذي كان يعتبر أهم ستوديو تسجيل في الشرق، أهم الفنانين والفنانات في لبنان والعالم العربي من بينهم ملحم بركات وماجدة الرومي وجورج وسوف وعاصي الحلاني ونوال الزغبي.


وكان لبودي نعوم في مسيرته ألحان مميزة قدمها للعديد من الفنانين بينهم عاصي الحلاني "متل الكذبة" ونوال الزغبي "قلبي دق" ومارغو قصار "يابا لالا" وألين خلف "ولا ولا كان" وديانا حداد "أمانيه" وفارس كرم "قولي لبوكي" وباسمة "شوقي نار" وباسكال مشعلاني "دقدق عالقلب دقة".
خلال مشواره الفني حقق حلماً كان يراوده وهو تأسيس فرقة "بودي بو".
موقعنا إلتقى بودي نعوم الذي خصنا بهذا الحوار الشيّق:

برأيك الفن يورث اليوم ؟
لا اليوم ولا بالأمس كان يورث، لأن الفن نعمة من رب العالمين وموهبة سامية جداً يهبها الله لعبده ليحترمها ويحافظ عليها وينميها بالثقافة والاطلاع .

الفن اليوم يتعاطى مع الموهبة بهذه الصورة التي وصفتها؟
بدك الصراحة اليوم ما في فن، وفي حال وجد نسبته ضئيلة جداً بسبب الفوضى الحاصلة في كواليسه .

ما هي الصفات التي تميز الموسيقي عن غيره من الفنانين ؟
بصراحة مهارته في ترجمة أحاسيسه على الآلة التي يعزف عليها. الموسيقى عالم مساحاته شاسعة لأنه يترجم الأحاسيس والإنفعالات الإنسانية بالعزف وبعيداً عن "البهرجة" .

أين هي حقيقة موهبة بودي في التأليف الموسيقي أو التوزيع أو التسجيل بالستديو ؟
هذه الأمور التي ذكرتها هي خطوط شخصيتي الفنية لأنها كلها مكملة لبعضها البعض . فالدراسة الموسيقية مع الموهبة تؤديان إلى الهارموني والكفاءة في هذا المجال .

باستطاعة أي كان أن يكون موسيقياً ؟
أبداً، فالموسيقى موهبة ودراسة تتطلب كفاءة عالية واجتهاداً كبيراً ليستطيع الموسيقي تحقيق مكانته وإثبات براعته وكفاءته .

أنت راضٍ عن الوسط الفني اليوم ؟
بصراحة ما يحصل اليوم وخصوصاً في عالم التسجيلات الغنائية "كلو تجليط" ونفاق بسبب اختراق الكمبيوتر لهذا المجال ووجود الدخلاء الذين شوهوا هذا المجال بدلاً من أن يطوروه.

استعمال الكمبيوتر في الستديوهات أثّر على حال الاغنية ؟
اكيد لأن سوء استخدامه أوجد أغانٍ مشوهة لا تمت للحرفية بالتسجيل بصلة لا من قريب ولا من بعيد .

كيف كانت تتم عملية التسجيل في السابق؟
كان هناك ما يسمى ب "avantprojet" حيث يدخل الموسيقيون الستديو لعزف المقطوعة والإشراف على صحتها قبل التسجيل وهذا الحرص والاهتمام كانا يؤديان لطرح أعمال جيدة .

هل كان هناك بالأمس منافسة شديدة ما بين أصحاب الستديوهات الخاصة بالتسجيل؟
كان يوجد منافسة شريفة أوجدت أعمالاً قيّمة لكبار عمالقة الغناء، اليوم توجد فوضى مخيفة في الوسط الغنائي، فكل يعمل على هواه بدون حسيب ولا رقيب مما سبّب حالة من الانحطاط .

لماذا ابتعدت عن الستديو ؟
لأني ببساطة "قرفت" مما يحصل والفضل لطوني أبي كرم الشاعر هو من أرجعني إلى عالم التسجيلات .

ألا يوجد وفاء في الوسط الفني ؟
للأسف الشديد لا يوجد وفاء ولا عرفاناً بالجميل فالنجوم الذين وصلوا لمراكز عالية يخجلون مواجهتك ما بعد النجومية لأنك تذكرهم بحالتهم المعدمة وفقرهم ما قبل النجاح فينصرفون عنك .

لمن يستمع بودي نعوم اليوم ؟
كنت وما زلت أستمع الى الأغاني والموسيقى الأجنبية لأني أريد ضبط أذني على ما هو سليم وصحيح وأنا بطبعي انسان متطور أبحث عن التجديد وأواكبه وهذا أجده في الأعمال الأجنبية الكبيرة .

لماذا اخترت الإنتقال الى التسجيلات في عالم الدوبلاج ؟
تعاونت مع شريكتي الفنانة ديانا ابراهيم على تأسيس ستديو يعنى بالدوبلاج لأن هذا المجال قريب جداً من التسجيلات الغنائية ويتطلب أذناً نظيفة ودقة ملاحظة وتعليباً وميكساجاً، إضافة إلى الموسيقى والافيهات. نحن في تسجيلات الدوبلاج نعمل بحرفية عالية وجودة متناهية ونتعامل مع كبرى الشاشات العربية .

تتأسف وتندم على الخدمات التي قدمتها للنجوم في بداياتهم ؟
خمسة وعشرون عاماً لم أندم على شيء قمت به، يكفي أنني عايشت أجيالاً وما زلت حتى الآن .

هل الموسيقى محدودة بالزمان والمكان ؟
أبداً هي العمل الفني الوحيد الذي يبقى لآخر الدهر، وهي تتطلب جهداً واطلاعاً تماماً مثل اختصاص الطبيب، فأنا ساعدت الكثير من الفنانين الذين باتوا من فئة الكلاس "A" وما زلت مستمراً مع الجيل الناشىء فلن يهد عزيمتي نكران الجميل .

لمن يرفع بودي نعوم القبعة فنياً ؟
بصراحة عندنا قلائل من الذين أعطوا كفاءات عالية في عالم التسجيلات وهادي شرارة أحدهم وقد عمل نقلة نوعية في هذا المضمار وطوره، بينما جان ماري رياشي كان منتجاً منفذاً ناجحاً في عالم الموسيقى.

علمنا بأنك حضرت موسيقى حفل توزيع جوائز "الموريكس دور" لهذا العام ؟
صحيح انا في لجنة المهرجان وألفت الموسيقى الخاصة به لهذه الدورة .