رشقوها بتعليقاتهم الحارقة وكأنها إرتكبت جريمة، تداولوا صورتها وقارنوها برجل وكأنها تحوّلت جنسيا، علّقوها على حبال الانتقادات لتصبح مادة دسمة يتداولها الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

. نعم إنها حكاية فنانة قررت أن تظهر من دون ماكياج في زمن لا تجرؤ أية فنانة أن تخرج من منزلها من دونه.

إنها رواية طويلة بدأت مقدمتها على غلاف مجلة بطلتها الفنانة مايا دياب، لكنها لم تصل لخاتمتها بعد، وذلك كلّه لأنها قررت أن تتحدّى نفسها وتظهر من دون ماكياج.

نعم، وبكل صراحة أصبحنا في زمن التصنّع وقطع "البلاستيك" المركبة مع بعضها لتقدّم للمتابعين دمى مطلية بعشرات المستحضرات التجميلية، فيا للأسف أصبحنا في وقت إذا خطت الفنانة خطوة طبيعية نرمي عليها أسهماً من نيران تشعل سيرتها الذاتية المبنية من سنوات عدّة ونحولها الى رماد تطيّره تعليقات رخيصة لا مكانة لها.

إلى مايا لا يسعني إلاّ أن أقدّم لك نصيحة أرسطو التي قال فيها: "هناك طريقة واحدة لتجنّب الانتقادات وهي أن لا تقول شيئا وأن لا تفعل شيئا وأن لا تكون شيئا".

فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تتجنبي فيها الانتقادات، وهنا أكبر دليل بأنك لن تتجنبيها يوماً لأنك شجرة مثمرة، كلما انهمرت فاكهة من أحضانك انغرست بالأرض ونبتت قوة أخرى تساهم بإستمراريتك وقوتك.

فإستمرّي برسالتك مهما قالوا ومهما انتقدوا، فكما حققت أغنية "يصفوا حكي" مئات آلاف المشاهدات، يجب أن تمزجي هذا النجاح بنكهة مليئة بالتألق كما العادة.