في مقالي هذا أنا لا أعاتب "السوشيل ميديا" بل أولئك الذين أخذوا من منبرها مساحة يستغلونها لفضح خصوصياتهم أمام العلن لجذب الأضواء.

حين نبالغ في إستخدام الأشياء تتحوّل في أغلب الأحيان من نعمة إلى نقمة، لا بل إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة بوجهنا، مدمرة بذلك خلايا حالتنا النفسية وكل من حولنا.

مؤخراً شهدنا "زوبعة" لشخصيات معروفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قامت بفضح حياتها الشخصية أمام العلن، وكأنها سلاح أصبح يهدد كل من يحيطها.

قامت الفناشينيستا الكويتية روان بن حسين بنشر صور كشفت فيها تفاصيل حياة أفراد عائلة حبيبها السابق، وحياة أصدقائه وحبيبته الجديدة، وأكدت أن صديق حبيبها المقرّب مدمن على المخدرات، وأما عن شقيقته فكشفت أنها تزوجت مرتين ولديها بنت، وكانت تعلم بكل ما كان يقوم به شقيقها ولكنها سكتت لانه يعيلها مادياً، وقد أقدمت على ذلك بسبب خيانته لها. وبعد أن تحوّل هذا الخبر إلى مادة دسمة تناولها الإعلام وإلى فضيحة مست بكرامة عائلة حبيبها إعتذرت روان منه.

الموضوع لم يقف عند روان فحسب، فبعدها بيوم واحد فضحت الفنانة قمر حبيبها الذي خانها مع رجل عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

ربما هاتان الشهيرتان صدّقتا هذا العالم الوهمي وعاشتا به ضمن مملكة يتابعها الآلاف، وربما حاولتا بالقصد فعل ذلك لكي تجذبا الأضواء لهما، لا أحد يعلم.. ولكن في النهاية وقعت الاثنتان خلف قضبان هذه المواقع.

ولا يمكن أن ننكر أنه حتّى علاقات الحب أصبحت بخطر مع أصحابها بوجود من يحاول إفشاء أمورهم أمام العلن.

هذا كلّه في كف وما قدّمته "الفاشينيستاز" للمتابعين بكف آخر، فأصبح الآلاف من المتابعين عبارة عن بطاقة يراهنّ عليها، والمتابعون يبذلون جهداً في رحلة البحث عن صور تقلّد تلك الوهمية لتسبب لهم السعادة، واقعين بفخ المقارنة مدمرين حالتهم النفسية.

فيا ليتنا نحسن اختيار المادة التي يجب أن نقدمها لهذا العالم الوهمي، وإلا نغرق مع المنصة التي نقف عليها بكل بساطة.