فنان متعدد المواهب لمع في أي مجال خاضه، فكان من المعروفين على الساحة الغنائية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، ولمع له العديد من الأعمال الغنائية، ثم اتّجه إلى عالم تنفيذ الإعلانات و التأليف الموسيقي حيث حقق نجاحات متلاحقة وبات من رواد هذا المجال.

روبير شماعة ما بين الأمس واليوم، و ما بين كواليس الشارع الفني وتجاذباته كانت محاور هذا اللقاء معه.

المشوار... والذكريات

لو سألنا عن روبير شماعة أين نجده اليوم؟

موجود في عالم التأليف الموسيقي وإعداد الإعلانات ومدير إذاعة "مدار F.M" التابعة لقنوات "أوربيت".

هذا العالم خطفك من عالم الغناء أم إحتجابك كان وليد ظروف معيّنة؟

كل منا لديه هوايته الخاصة، فأنا بدأت مشواري الفني بعالم الغناء وحقّقت الحمد لله خطوات متقدمة فيه، لكنني شعرت بأني أمتلك موهبة التأليف الموسيقي والموسيقى التصويرية وعندي رؤية صحيحة في كيفية تنفيذ الإعلانات فقررت خوض هذه التجربة عن قناعة.

كانت البدايات مع البرامج التلفزيونية؟

صحيح في برنامج "يا ليل يا عين "، " إفتح قلبك "، "الحكي بيناتنا " مع الإعلامية السيدة ماغي فرح. وبعدها في المسلسلات سواء مع فادي وكارين رزق الله في مسلسل " مرتي وأنا "، إلى " عيلة على فرد ميلة "، إلى أعمال كثيرة جداً.

لأي مدى التأليف الموسيقي يؤثّر في العمل على الشاشة؟

المقدمة الموسيقية تعطي العمل الفني هوية مستقلة عند الناس، لأنّها الدلالة الوحيدة عن العمل، وكلما كانت هذه الدلالة قوية ومحبوبة على الصعيد الجماهيري كلما شكّلت إضافات مميزة في مسألة نجاح العمل.

الفنان إلياس الرحباني إستعمل موسيقى إعلان للمعكرونة في أغنية من أغاني مسرحيته "وادي شمسين".

صحيح ونجحت معه اللعبة لأنه يعمل مسرحاً والمسرحية من إنتاجه، فإستطاع أن يُوظّف فيها ما يريد إنما بعيداً عن المسرح لا يمكنك أن تخاطر بمثل هذه اللعبة.

هل تأليف موسيقى البرامج والمسلسلات وحتى الدعايات متعب وخطير؟

طبعاً لأسباب كثيرة أولها المؤلف، إذ عليه معايشة النص كلياً وخلق فكرة جديدة توجز المضمون وتفصل الهوية المستقلة للعمل، لأنّ مثل هذه الأعمال كلفتها عالية، ولديك برامج تتجاوز كلفتها الملايين، فالمسؤولية كبيرة جداً والثقة بقدرة المؤلف يجب أن تكون كبيرة.

الإقدام... والتطور

العمل في مجالك أوفر وقتاً وأكثر ربحاً من الناحية المادية؟

( يضحك ) العمل في المجال الذي أعمل به يتطلب مهارة عالية وروحاً مستقلة قادرة على الابتكار خصوصاً في عالم الإعلانات، إضافة إلى مصداقية عالية، وهذا العالم يحتاج لساعات طويلة وتكسير رأس، إنما بصراحة حقوقك المادية مضمونة فيه أفضل من أي مجال آخر.

لكنّ البارعين فيه يبقون في الظل؟

بالعكس أعمالهم الناجحة تتحدث عن كفاءتهم والشهرة المحيطة بهم مختلفة تماماً عن الشهرة التجارية.

من أين تستوحي أفكارك وكيف تحافظ على روح التجدد عندك؟

الانسان عين لاقطة وأذن صاغية، فأحياناً جملة أو عبارة تحثك على الابتكار لأن عملية الخلق في الفن تتطلب إحساساً عالياً وذوقاً حاضراً وموهبة متيقظة .

الغناء اليوم أصبح عندك من الذكريات؟

مهما تبدلت ظروف الفنان لا يستطيع الانسلاخ عن جلده الحقيقي، فأنا بدأت عملي في الغناء بسن الـ 18 عاماً أي في العام 1988 وحققت نجاحات كبيرة وقمت بجولات فنية آخرها بالقارة الإفريقية لكني تعبت من الليل وأجوائه فوجدت إستقلاليتي في عالم الموسيقى.

لكنك لمعت أيضاً ككاتب للأغنية؟

صحيح كنت " وان مان شو " تأليفاً وغناء وتوزيعاً، وأنا حالياً أمارس هذا الدور في عالم الإعلانات والموسيقى، لكنني أتحكّم بالأمور أكثر مما كنت مغنياً على المسرح، خصوصاً وأن تعبي بات مضاعفاً لأني مسؤول كما قلت لك سابقاً عن خلق هوية للمنتج، يقول المثل :"اعطِ خبزك للخباز لو أكل نصّو".

ألم تعد تعنيك الشهرة؟

من يدخل كواليس الفن يعرف لأي مدى الشهرة مهمة، ولكن في مجالي تستطيع الإنتاج أكثر، ما يساعد في رفع مستوى مدخولك وبالتالي تحافظ على اسمك وتكون قد سوقت لموهبتك.

بطاقة ... شخصية

روبير أنت أب لابنة وحيدة كيف تمارس أبوتك؟

بصراحة لا أشعر بأني أب مثل البقية لأني صديقٌ مقربٌ من إبنتي، أعيش مراحل عمرها بالتفصيل وأشاركها كل المحطات التي تمرُّ بها.

ماذا غيّر الزواج بك؟

الزواج جعلني أكثر هدوءاً من الأمس وبدّل الكثير في شخصيتي لأنّه علّمني أولاً حس المشاركة، وثانياً المسؤولية، وثالثاً دبلوماسية التواصل مع الآخر.

نواجه في مجتمعنا نسبة كبيرة من حالات الطلاق كيف تقيّم هذه المشكلة؟

للأسف جيل اليوم يقدم على مشروع الارتباط بطريقة عشوائية، وثانياً الارتباط إذا لم تكن جذوره متينة وهو قائم على الثقة والمشاركة الفعلية والتضحية من المؤكد سوف تكون نهايته فاشلة.

هل تؤيد الخصوصيات وخاصة الحميمة التي يعرضها بعض النجوم على شبكات السوشيل ميديا؟

يا عزيزي نحن شعب يفسر الأمور بالمقلوب ظناً منه بأنّ ما يقوم به هو أقصر طريق للشهرة، للأسف يعرض خصوصياته على الملأ ثم ينزعج من التعليقات "مين ضربك على ايدك؟".

لأي مدى التربية الأسرية تؤثّر على حضور الفنان؟

هي الأساس، فأنا مع التطور ومجاراة العصر بشرط أن لا يفقد الانسان القيم والمبادئ والتقاليد التي تربّى عليها فينجرف كلياً في متاهات المدنّية، وبالعكس عليه أن يتطور نحو الأفضل.

أخيراً أخبرنا أكثر عن ألبوم "الملك" الذي أطلقته مؤخراً؟

هو الألبوم الديني الثاني بعد حوالى الخمس سنوات على إطلاق الألبوم الديني الأول "صوت السما"، ومشاركتي مع الفرسان الأربعة في الأغنية الدينية "طلت العدرا" والتي تم تصويرها فيديو كليب من إخراج طوني نعمة، أطلقت الألبوم في كنيسة مار شربل في الفنار، برعاية وحضور المطران إيلي بشارة الحداد، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك، وبحضور عدد من الشخصيات الروحية والفنية والسياسية.

الألبوم مهدى إلى الرب يسوع ولتكريم أمنا العذراء، يتضمن 17 ترنيمة وأغنية روحية، هناك ترنيمتان لـ رونا النحاس، وهناك ترانيم بصوت كورال، وترانيم الصولو لي، ترنيمة "الملك" تعني لي بشكل مباشر حول علاقتي بالسيد المسيح، وكل الترانيم والأغاني الروحية هي علاقة مباشرة كمؤلف مع الرب، إن كان بالإيمان أو المحبة أو السلام، أشكر الله على كل الذين وضعوا يدهم بيدي لإطلاق هذا العمل، أشكر المخرج عبدو النجار الذي غطى الحدث، والأستاذ إدي رزق الذي عمل على الصورة الحلوة وتصميم الغلاف، توزيع وتسجيل بودي نعوم وجاد الرحباني.