بخطوات مدروسة يحقق الممثل كريم قاسم نجاحات متتالية ليس فقط على مستوى مصر والوطن العربي لكنه أيضاً استطاع أن يحقّق جزءاً من حلمه بالعالمية، هدفه هو التمثيل حتى آخر لحظة وأن يقدم تاريخاً مليئاً بالأعمال التي تخلّدها الشاشة ويتذكرها الجمهور دائماً، واستطاع أيضا الممثل كريم قاسم أن يحقّق المعادلة الصعبة بالمشاركة بأعمال منخفضة الميزانية مثل فيلمه الأخير "ليل خارجي" وأيضاً أفلام تجارية بميزانية كبيرة مثل "ولاد رزق" وغيرها من الأعمال،

إلتقينا بكريم قاسم ووقفنا عند الكثير من التفاصيل التي يرويها لموقع "الفن" في الحوار التالي.

كيف تحقق المعادلة الصعبة بأن تقدم أفلاماً يطلق عليها السينما المستقلة والمشاركة بأفلام تجارية بإنتاج كبير؟

في البداية أنا ضد تصنيف السينما المستقلة فتنفيذ فيلم بإمكانيات قليلة لا يعني أنه أقل من المستوى والدليل على ذلك فيلم "ليل خارجي"، فالصورة وطريقة التصوير كانتا أكثر من رائعتين وبالرغم من أننا كنا فريق عمل صغيراً لكن التجربة كانت مختلفة، وأنا كممثل أحب أن أخوض كل التجارب فأقدم فيلم مثل "ولاد رزق" الذي كلف الملايين وقدمت أيضاً مسلسل "الدولة" الإنكليزي وتكلفته وصلت لما يقارب الربع مليار جنيه مصري (12 مليون جنيه استرليني)، فاختياري أي عمل يكون بالورق والموضوع الذي يتناوله الفيلم والمخرج. وفي "ليل خارجي" أحببت التجربة مع المخرج أحمد عبد الله وقد سبق وشارك عبر 3 افلام من قبل في مهرجان تورنتو فكنت أتوقع أن يشارك الفيلم في مهرجانات لكن لم أتخيل أن يشارك في مهرجان القاهرة مع أفلام ثقيلة ومهمة.

بما أنك بدأت الحديث عن تجربتك مع المخرج أحمد عبد الله في "ليل خارجي" كيف كانت تحضيراتك لشخصية "مو" وإلى أي حد تشبهك الشخصية؟

المخرج أحمد عبد الله خلق حالة إيجابية لأنه كانت هناك حرية في ملكية الشخصية وحرية الأداء وكانت هناك تحضيرات قبل التصوير،إضافة إلى روح الألفة والحب في "اللوكيشن" لأننا نؤمن بالمشروع، وما جذبني في الشخصية بالفعل أنها قريبة مني في بعض الأشياء فهي تحكي عن مخرج شاب خريج جامعة أميركية يقوم بعمل إعلانات لكنه طوال الوقت يرغب في تقديم أفلام تحمل قضايا مهمة وأفكار حياته بها الكثير من الدراما حتى يلتقي بسائق تاكسي وبنت اسمها "توتو"، وبالرغم من أن الفرق بينهما محطة مترو واحدة لكنه انتقل لحياة أخرى وخبرة مختلفة بعد أن كان ناقماً على حياته ويحاول الهروب من الواقع والسفر للخارج. هذه الشخصيات وهي من عوالم مختلفة حوّلت شخصيته.

بمناسبة تقديمك لشخصية المخرج هل فكرت في تجربة الإخراج بالفعل ؟

تعلمت الإخراج في أميركا في جامعة "يو أس أي" أهم جامعات أميركا وهناك تعلمت أيضاً الإنتاج والتصوير والمونتاج، كما أنني درست المسرح وأخرجت مسرحيات في الجامعة ولدي مهارة توجيه الفنانين خاصة وأنني ممثل لكن قد لا أكون بالشطارة نفسها من الناحية البصرية لكني أتمنى أن أقدم تجربة إخراجية في أحد الأيام.

البداية كانت قوية في فيلم "أوقات فراغ" الذي حقق نجاحاً كبيراً، كيف حافظت على الاستمرارية؟

فيلم "أوقات فراغ" وضعني أنا وزملائي في منطقة عالية بسرعة جداً وكان هناك ضغط أن نقدم أعمالاً بالمستوى نفسه كل الوقت فنجاح "أوقات فراغ" خضني، فلم أتخيل كل هذا النجاح ولكن والدي وقتها نصحني أن أفكّر في خطواتي المقبلة، وبصراحة إنّ كل ما أفكر به ليس تقديم عمل يجعلني نجماً سريعاً و"أفرقع" ثم أنتهي بعد عام أو إثنين، فكثيرون نصحوني بالبحث عن الانتشار لكن هدفي أن أستمر وأقدم أعمالاً تعيش، كالفنان نور الشريف وعادل إمام ومحمود عبد العزيز وأن أستمر لسنوات كثيرة، وقد حرصت على عمل توازن لأقدم أعمالاً مثل "ولاد رزق" و"نصيبي وقسمتك" و"كدبة كل يوم" فخطتي لأربعين سنة تمثيل أو أكثر.

صرحت من قبل بأن العالمية حلم يراودك من سنوات طويلة هل أزعجك ما كتب عن مسلسل "الدولة"؟

لا يمكن أن أنكر بأنني تضايقت، فجيلنا أنا وأحمد مالك وعلي قاسم وأحمد مجدي يحلم بأن يثبت نفسه خارج مصر ومن قبلنا خالد أبو النجا وعمرو واكد وحتى النجم الكبير عمر الشريف والمتوقع أن نجد الدعم والتشجيع وليس التصيد في أمور غير حقيقية بدون التحري أو الدقة أو حتى السؤال عن الأمر. لا أعلم السر وراء حالة التربص بنا خاصة وأننا لا يمكن أن نقدم عملاً يضر بصورة المصريين فلا يوجد منطق وراء الهجوم، فكل حلمنا تقديم أفلام تشارك في مهرجانات كبيرة مثل الأوسكار وكان وغيرها من المهرجانات العالمية.

كيف جاء ترشيحك لمسلسل "الدولة"؟

منذ صغري كنت أحلم بالعالمية، حينما شاهدت عمر الشريف في "لورانس العرب" و"دكتور جيفاغو" وأثناء دراستي للإخراج في أميركا تعرفت على مخرج طلب مني العمل معه بدور صغير في فيلم أميركي-يوناني في العام 2014 بشخصية ضابط تركي يؤدي مونولوغاً في المحكمة وإعتبرت هذه المشاركة بداية الإنطلاق لأعمال أخرى حتى رشحت لمسلسل "الدولة" والذي شارك فيه أيضا الممثل ظافر عابدين.

هل هناك مشاريع عالمية جديدة؟

صورت فيلم "سواح" وهو بطولة مطلقة والفيلم بليجيكي لوكسمبورنجي ومصري أيضاً وناطق بأربع لغات هي المصرية والإنكليزية واللوكسمبورنجية والفرنسية، ومن المفترض أن يشارك في مهرجان لوكسمبورنج وبعدها سيعرض في مصر، وأقدم شخصية "دي جي" مصري يتوجه إلى بلجيكا ويقع في الكثير من المواقف والفيلم من إخراج أدولف العسال وهو مخرج مصري لوكسمبورجي.

ماهو الفرق بين التصوير في الخارج وفي مصر؟

في تقنيات التصوير والدقة في المواعيد لكن في الوطن العربي أيضا هناك كفاءات وصناعة سينما.

في مسلسل "شاش وقطن" قدمت لوناً جديداً وهو الكوميديا هل من الممكن أن نرى كريم قاسم ممثلاً كوميدياً؟

بعد فيلم "أوقات فراغ" رشحت لأعمال كوميدية وسيت كوم، واللون الكوميدي يحظى بشعبية كبيرة ولكني أحببت أن اكون متنوعاً ومختلفاً، وفي "شاش وقطن" كنت حريصاً على تقديم كاريكتار بعيد عن الأدوار التي قدمتها وكان التحدي في استخدام التمثيل الصامت الذي درسته والشخصية ساعدتني على الكوميديا، فكان يحب الستات المصريات الشعبيات واعتبرت أن التحدي أن أقدم عملاً كوميدياً بين من يتميزن بالحس الكوميدي.

ما الجديد لديك الآن؟

أواصل تصوير الجزء الثاني من فيلم "ولاد رزق" مع المخرج طارق العريان والأحداث الجديدة تحمل الكثير من التفاصيل، لكن لا يمكن أن أكشف عنها لتكون مفاجئة .
ما الذي تغير في كريم قاسم بعد كل هذه الخبرات؟

في الحقيقة أصبحت مؤخراً أضع كل تركيزي على حياتي وعملي وأحب أكثر أن أظل في المنزل مع والدي وشقيقتي إذا لم أكن مرتبطاً بتصوير وأيضاً أن أجلس مع أصدقائي.