بين الواقع والتمثيل شعرة يديرها بطلها الممثل، فإما أن يخفي تلك الشعرة ويعيّش المشاهد مع حالته، أم يتركها ويقنع المشاهد بتمثيله لا أكثر.


حينما أتكلّم عن الممثلة زينة مكّي لا يمكن أن أقول سوى إنها تلك الممثلة التي أخذت المشاهد معها إلى شخصياتها، كشخصية "يمنى" في مسلسل "ما فيي"، ويوم عن يوم أصبحت تثبت نفسها عن جدارة على الشاشة الصغيرة.

رأيناها في مسلسل "طريق" في شهر رمضان الفائت، واليوم نراها في هذا المسلسل بدور لا تجرؤ الكثيرات على تأديته بحسب الممثلة رولا حمادة، إذ أنها تعالج قضية المخدرات وكأنها بالفعل عاشتها، فماذا كشفت مكّي في هذه المقابلة؟

كم هو صعب أن تؤدّي شخصية مثل "يمنى" وهل حاولت الإنخراط مع أشخاص وقعوا ضحية المخدرات لكي تخدمي الدور؟
الشخصية مركبة وتمتلك العديد من التفاصيل، فأكيد من الصعب تأديتها لأن الممثل يعيشها بالكامل.
أنا لجأت إلى مقابلة العديد من الأشخاص بمثل هذه الحالة "وقعوا ضحية المخدرات" وذلك لكي أجيب على العديد من الأسئلة التي تساعدني بتأدية الدور مثل حركات الجسد وغيرها، وذلك إلى جانب البحث العميق الذي قمت به.

كيف يمكن لزينة مكّي أن تخرج نفسها من شخصية "يمنى" خصوصاً وأنك بعيدة عن أهلك؟
في الحقيقة فكرت باللجوء إلى طبيب نفسي، ولكن تمكّنت من الفصل بين يمنى وزينة، فعلى قدر تمسكّي بالدور انعزلت عن العالم الخارجي، فـ "مود" يمنى سيطر عليّ. مارست كثيراً الـ "يوغا" في أيام العطل، لكي أستمتع وأبتعد قليلاً عن شخصية يمنى.

إذا بحال كانت زينة مكّي قاضية كيف تحكمين على يمنى؟
طبعا بالـ "عدل" أنظر إلى ظروف الشخص قبل الحكم عليه، فانا لست سريعة الحكم.
فأنا لا أحبس يمنى، ولكن أحاول إيصالها إلى مكان نظيف لها يحررها مما تعيشه.

إذا بحال وقعت بحب شخص ولكنك لم تعلمي في البداية أنه يتعاطى المخدرات..كيف تتصرفين بعد اكتشافك لذلك؟
أتصرّف من دون أن يشعر بشيء كعامل يؤثّر على حياته، من دون أن أخيّره بيني وبين المخدرات لأنه بالنهاية "الحب أعمى"، فبالطبع أساعده باللعب على عقله الباطني في أن هذا الموضوع خطير، وإذا كنت بالفعل أحبه سأرافقه طوال هذه المسيرة.

هل وقعتِ ضحية "الحب الأعمى" سابقاً؟

بمجرد أن الشخص أحب فهو ضحية، فأنا شخص من الصعب أن أقع بالحب.

هناك العديد من الأشخاص الذين لا يمتلكون خبرة مميزة مثلك ولكنهم يحصلون على أدوار بطولية أكثر منك، ألا تشعرين بظلم؟
القرار يعود لي، فبعض الأحيان أشعر بأني مظلومة، ولكن أنظر بأنه ربما ليس هو الوقت لذلك، وأعتقد أنه عليّ أن أثبت نفسي بالأدوار المركبة قبل الوصول إلى البطولة.
فمثلاً في "ما فيي" حتى لو عرض عليّ دور آخر بطولي سأختار يمنى.

ألا تخافين بأن تبقى زينة مكي بنظر المنتجين العنصر الثانوي؟
هنا يعود الموضوع لي حيث أنني من يتخذ القرار في قبول الدور أو رفضه.
انا شخص ينتقد نفسه دائماً، وأقول أنه "صار الوقت" لكي أحصل على دور بطولي ضخم، باستثناء ما إذا كان الدور مغريا جدا.

ماذا تحضرين لنا في رمضان المقبل؟
صوّرت مسلسلاً كويتي-لبناني تحت عنوان "مسألة وقت"، من إخراج غافل فاضل ومن بطولة الممثل محمد العلوي والممثل شهد الياسين في الكويت ومن لبنان من بطولتي وبطولة الممثل رفيق علي أحمد ويكون والدي في العمل والممثل إيلي متري، والنص يدور حول قصة حب بين لبنان والكويت بعد عودة البطل إلى لبنان.

الممثلة رولا حمادة سبق وأثنت على أدائك في "ما فيي" مشيرة آنذاك إلى أنك تقومين بأدوار جريئة
رولا حبيبتي، نعم هذه الأدوار تثير الخوف في لبنان، لأن هناك العديد من الممثلات يخفن على شكلهن أكثر من أدائهن، ومن هنا واجب الممثل (ة) "أن يتخلّى عن شخصيته".

ما هو الدور الذي ترغبين بتأديته مع الممثلة رولا حمادة؟
دور المافيا النسائية من أجل خدمة إنسانية.

ماذا قدّم لك فيديو كليب أدهم نابلسي؟
أستحي أن أقول "انتشار" لأن هذا ليس هدفي، ولكن لا يمكنني أن أنكر أن هذا بالفعل ما قدمه لي.

هل سنراك مع الممثلة نادين نسيب نجيم في رمضان في مسلسل "خمسة ونص"؟
ربما، لا أعلم.